أكرهك ...
هذهِ الكلمه صعب جداً أن أقولها لمن أتى بي لهذهِ الحياة .. صعب أن أدعو عليهِ .. صعب كثيراً عليّ .. لكن ، إذا كان هو نفسهُ"أبي" يعطيني جميع الأسباب لكي أكرهه فماذا أفعل حينها ؟!
كنت أفكر بشرودٍ وأنا أنظر لعمي الذي يبكي بحجري ويتكلم بحرقهٍ ...
: يُريدون أن يُشنقون أباكِ يا رهف .. لكنكِ تعلمين ؟ أليس كذلك ؟ هو يحب بل يعشق والدتكِ ! لك....
قاطعته وأنا أبتعد عنه ببرودٍ وأتكلم ...
: لِيشنقوه ، لِيحرقوه ، ما شأني ؟
عمي بتفاجئٍ ..
: رهف ؟!
تكلمت ببرودٍ وأنا أنظر لعمق عينيهِ والدموع تتجمع بمقلتي وترفض النزول ..
: لقد كسرتموني .. جميعكم .. لم يحبني أحداً فيكُم ! لماذا أتيت الآن ؟ هاااا ؟ لحظه .. لحظه .. دعني أُحزر ..
وأقتربت منه ببرودٍ وأنا أشعر بإن روحي تتمزق ..
: فقط لأن حسن قادم ! أليسَ كذلك ؟ لأنكم تخافونه ... تعلمون بإنه مجنوون وسيقلب المنزل لجحيم ! أليس كذلك يا عمي ؟؟
بكيت بعنفٍ وأنا أتكلم ..
: لم تأتي لأجلي يا عمي ، لقد أتيت خوفاً من حسن ! يا الله ، ألهذهِ الدرجه لا أُهمك يا عمي .... لكن أتعلم ماذا ؟
أكملت وعيناي أشعر بإنهما تخرجان الشرار لكثره أنفعالي وحزني ..
: لن آتيَ معك !!! ولِتفعل ما تريد ... فأنا بالآخر فتاااة مجنووونه !!!!! حسناً ؟
أبتعدت عنه وأنا أنوي الرحيل .. لكنه أعادني أليهِ وهو يكبل ذراعاي ويحتضنني ويهمس بتعب بينما يستنشق رائحه شعري القصير !! أستغربت وخفت كثيراً منهُ .. أدار وجهي له وهو يطالع كل تقسيمه بهِ .. مسح على وجنتي بحنانٍ وهو يتكلم بشرودٍ بينما عيناه تلمعان .. هل هو يريد البكاء ؟!
أجلسني على السرير وهو جالس عند قدمي ويقبل يديّ الأثنتان ويتكلم بصوتٍ مبحوح ...
: لقد كنتُ أعشقها ! لم يمر عليّ يوماً دون أن أخرج ثوبها وأستنشقه وكأنه أوكسجيني الخاص .. تحطمت أحلامي حين تزوج بها أباكِ ! كنتُ كالغبي سعيد وأنا أذهب لأخي وأريد التكلم عن حب حياتي .. عن روحي .. عن وحيدتي ..
لكن ، لم يسعني فعلُ ذلك .. لأن أباكِ وقتها كان قد تزوج بأمكِ بالفعل ! دونَ أن يستشير أمي أو أبي .. لذلك لم يتقبلوهما في المنزل .. لذلك أنا بنفسي أعطيتهم .. أعطيتهم ..بكى ولم يستطع أن يكمل .. شهقت بالبكاء عليهِ .. كم عانى عمي .. حزنتُ كثيراً عليهِ .. أكمل بصوتٍ ساخر مبحوح للغايه ..
: أعطيتهم منزل أحلامي الذي بنيتهُ لكي نسكن بهِ أنا وأمكِ ... شعرت وقتُها وكأنني تخليت عن عضواً من أعضائي ..
تزوجوا وأنا أتردد عليهم بين الحين والأخر .. لكن ،
أنت تقرأ
صرخات بكماء
عشوائيشردت لثوانٍ وأنا أرى المسدس بين يديّ .. أراه وكأنه طوق نجاتي ..! ونعم ، لعب الشيطان بعقلي .. ووضعت المسدس برأسي بينما أبتسم ببهوتٍ .. شعرت بعد ثوانٍ بشخصاً يحتضنني بقوهٍ من الخلف .. لا داعي للألتفات حتى .. علِمت بإنه حسن .. ألتفتت له وأنا أتكلم بلغه...