صرخات بكماء

أكرهُك بكلُ ذره بي يا أبي ! لا تشك بذلك أبداً !

لم أشعر سوى بيديهِ تطوقان رقبتي وتدفعانَ بي للحائط بقوهٍ .. أغمضت عيناي بسخريهٍ ..

تحدث بحده ..

: لا تفكري بهذا الشيء أبداً ! صدقيني لن أدعكِ بحالكِ أبداً ! وإن !

وأكمل وهو يقرب وجهه من وجهي .. تنفست بخوفٍ حين أكمل بجمودٍ ..

: وإن مُتي سأدفن نفسي معكِ ! لن أدعكِ أبداً .. ضعِ هذا في عقلكِ الصغير !

قالها وهو ينقر على رأسي بسبابته .. أستجمعتُ شجاعتي ودفعته بقوه من صدره وأنا أشير للباب بغضبٍ بمعنى أخرج ..

عاود الأقتراب مني ببرودٍ ..
سقطت على الأرض بإنهيار وأخذت أبكي بقوهٍ على حظي العثِر .. وعلى كل شيء ! لم أكن أستحق هذا أقسم ..

جلس القرفصاء أمامي وهو يمسح على شعري الأبيض ويتكلم ببرودٍ ..

: لا تتحدينني يا رهف ! لن تكوني بخير حينها .. حسناً ؟

رفعت نظري له بحقدٍ وأنا أدفع بيده وأتكلم بكرهٍ ..

: لا تلمسني ! أبتعد .. أخرج من هنا .. أخرج ..

ناظرني بنظرهٍ لم أفهمها أبداً .. تكلم بعدها بشرودٍ ومكر ..

: لا تنظري لي هكذا .. أنتِ تجعلينني أعشقكِ أكثر وهذا ليسَ بصالحكِ !

أغمضت عيناي بقوهٍ وأنا أتكلم معه ببرودٍ ..

: هل هذا جيد سيد حسن ! هل رضيتَ عليّ الآن ؟ هلاّ تفضلتَ عليّ بخروجكَ من هنا لكي أرتاح ق...

قاطعني وهو يضع جبهته على جبهتي ويتنفس بخفه .. فتحت عينيّ بخمول وأنا أناظره عن قرب .. ثوانٍ ووضعت يدي على فمي وهززت رأسي بالنفي ودموعي لا تكف عن النزول .. أبعد يدي بخفه عن فمي وسحبني لصدره وهو يحتضنني ويتكلم بخفوتٍ ..

: فقط لا تبكي .. لا أستحق يا روحي .. لا أستحق ..

وضعت يدي على صدره وأنا أحاول أبعاده عني بكرهٍ .. لكنه متمسك بي بقوهٍ .. ضللّت أجاهد لكي أخرج من هذا الأحتضان الغبي .. لكن ، هدأت حركتي حين بعد دقائق .. نزلت دموعي بخفه على وجنتاي .. تشبثت بقميصه الأسود وأنا أبكي بخفوتٍ .. ضللّت أضرب رأسي بصدره .. ثوانٍ ورفع رأسي له وهو يقبل شعري ويتكلم ببرودٍ ...

: لا تخافي ، لن أجعلهم يؤذوه .. لكنه ، سيقضي بقيه حياته بالسجن !

نظرت له بصدمه وفاه مفتوح كيف فهِم عليّ ؟ نظرت له بحزنٍ وأنا أبتسم ببهوتٍ .. مسحت على وجنته وقبلت رأسه بهدوء .. وبعدها تكلمت معه بجمود ..

: تَزوجها !

تكلم بجمودٍ وهو يمسح على وجنتاي ..

: أريدكِ أنتِ ..

تحدثت بجمودٍ وأنا أمسح على وجنته مثله ..

: وأنا لا أريدك ..