همس من بعيد

139 9 18
                                    

لقد مرت مدة طويلة جدا منذ ان كتبت خاطرة من خواطري و التي كانت عبارة عن تساؤلات مختلفة تبحر بي في احزان الماضي
اليوم لن اكتب خاطرة او اقتباسا انما احساسا متضاربا اصبحت ارافقه هذه الايام في مختلف جولاته و اعيش كل تفصيل صغير من تفاصيله و اسبح في ثناياه



لطالما احببت ان اعيش وحيدة و اصنع عالمي الخاص ... كنت هادئة في صغري و خجولة جدا وكنت احشر راسي بين الوسائد ان اغضبني شخص ما ...حتى ان امي كانت تضطر لترتيب الملاءات مرات عديدة في اليوم و ان لم اجد الوسائد كنت اخبئ نفسي تحت غطاء ما و كانت تلك طريقتي للهروب من العالم الخارجي و العيش في ممالك خيالي الفسيح
كبرت و اكتشفت ان متلازمتي تلك و خوفي من مواجهة العالم بغرس راسي في الوسائد لم تعد مجدية و اصبحت فقط عبارة عن ذكرى اتشاطرها مع اهلي في جلسات السمر ....
كبرت و اكتشفت ان سلوكي ذاك يعد طفوليا لا ماوى له في عالم الكبار
فلنتحدث قليلا عن عالم الكبار ... ذلك العالم المليء بقصص الرعب التي كنا نشاهدها على شاشات التلفاز .... ذلك العالم الذي تنعدم فيه اواصر الخير و الحب...ذلك الفخ المتقن الصنع الذي سقطنا فيه جميعا و بتنا نتخبط للخروج منه ....هناك حيث الصراع بين الخير و الشر ..بين الحب و الكره ...بين السعادة و الحزن ...بين الوحدة و الوحدة
رغم انني كبرت الا اني لا زلت احب الجلوس وحدي .... لكي لا يتهمني الناس بالجنون اصبحت اطلق على ذلك عدة مسميات ...مرة اسميه بجلسات التامل و مرة أخرى بممارسة اليوغا و مرة ثالثة بترتيب افكاري
كل هذه المسميات لها معنى واحد في نظري ...الجلوس وحيدا و ربما الهروب من مواجهة الواقع
اشعر الان كان افكاري تهرب مني واحدة تلو الأخرى ...لطالما كنت ذلك الشخص الذي يفكر بالمنطق و يبني أفكاره على قاعدة علمية محكمة لكنني اشعر الان ان عقلي يتهرب من التفكير في مفهوم الوحدة و تأثيرها علي حاليا ...لذا ساطلق العنان لاحاسيسي لتحل مكان افكاري البلهاء
اشعر كانني في حاجة الهروب من هذا العالم ...لا رغبة لي في التكلم مع احد و لا حتى النظر في تفاصيل كائن بشري .... لو تسالني الان عن امنيتي .... ساقول لك بسرعة بديهية ان امنيتي هي الاختفاء و ربما الرجوع الى رحم امي من جديد كانني لم اخلق قط ... قرات مرة هذه العبارة في رواية و بقيت استنكر ايمان الكاتبة و اعيب افكارها الشوهاء لكنني الان اصبحت معتنقة لاحاسيسها و اصبحت استغفر الله مما اشعر به في داخلي كانني لم اعرف يوما معنى الايمان في حياتي
لكي تكون وحيدا يجب ان تقطع علاقتك بالناس و بالتالي ان تعتزل مواقع التواصل الاجتماعي و هذا ما فكرت في فعله قبل مدة...لاصفي دهني قليلا و ارتب افكاري ...لكنني لم استطع
كم انا جبانة ... ظننت أنني ببقائي مع الناس و احتكاكي معهم ساكون افضل ...لكنني نسيت أهمية أن اواجه نفسي اولا و اضعها امام الامر الواقع
خفت من ان ترفض التغيير ... لكن هل ظننت أنني بالهروب من افكاري ساغير شيئا ما
اخر مرة وقفت فيها امام المرآة و بدأت اسال نفسي عن هويتي و هدفي في الحياة و عن خطوتي القادمة رايت الشخص الواقف امامي ذو العينين اللامعتين يذرف الدموع و بدأت اشعر بها تلامس خدي بانسياب
بدت اعي أهمية الجلوس مع نفسي و تغيير افكاري دون الحاجة لاي شخص اخر ..كيفما كان ...بدأت اعي أهمية التغيير من أجل نفسي و ليس من أجل الاشخاص الذين احبهم -لان وعيي بأهمية التغيير من أجل نفسي و ليس من أجل الاخرين اكتسبته منذ القديم- .... بدأت اعي أهمية الخطوة الأولى و التي ساخطوها بنفسي و التي ستكون بداية لحلم جديد ...حياة جديدة...و نجاح جديد
I'm not perfect
But I'm working on myself
To continue to expand my own self
Through my own work
In my own way
I am Me
Not the Me you think I am
Not the Me you want me to be
But just Me !!!

خواطر و اقتباساتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن