الجزء16

808 64 3
                                    



ارجو التصويت على كل الفصول 

فراغ ملاه بحبه

النسخة العامية
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل -16
كعد عدنان يتريك بمطبخ بيتهم وية جنان وامه وجان اكو كلمتين يحوصن بحنجرته خنكنه.. كال لامة:
"يمة اريد اخطب"
باوعتله نظرة حذرة وبنفس الوقت سعيدة.. سالته:
"الف مبروك وليدي اخطبلك احسن البنات انت بس اشر واني انفذ"
جاوبها:
"ادري بيج يمة متقصرين بس البنية اللي اريدها هي نهلة بنت عمة عتاب"
انعقج وجهها.. وضاجت كلش.. جان قلبها حاسس اكو شيء بقلب ابنها تجاه ذيج البنية بس تمنت يكون شعورها خطا.. جاوبت وهي تحاول تناقشة :
"ابني.. مالكيت غيرها.. ترة لا تربيتها مثل تربيتك ولا اخلاقها مثل اخلاقنا اني واختك... يعني صح هو انت اللي راح تتزوج بس بنفس الوقت احنة هم راح نعيش وياكم.. ابني شوية فكر بالموضوع ولا تتسرع. وية كل اللي سوته وكذبها على العائلة وشردت من البيت وتكول خطفوني يعني متأكد تريد تعيش وية بنية هيج اخلاقها"
ظلت جنان ساكته ما حجت شي وعدنان سألها:
"جنان انت شنو رايج؟"
جاوبت بكلمتين:
"انت حر"
باوع على امه وحاول يحاورها بنفس العقلانية مالتها لان فعلا هي ما توترت او صيحت فحب ميوتر الموقف ويظل يحاورها بأسلوب. كال:
"يمة نهلة من لحمي ودمي... واني من اول يوم اجتي بي لهنا وشفتها عجبتني كلش.. بالنسبة للي كلتي علي وسوته هي فاني جنت بكل تفاصيلة واعرف هواي أمور انت متعرفيها وقابل بكلشي.. اني اخذت قرار وأريد اخطبها.. أتمنى من كل قلبي توافقين"
هزت ام عدنان راسها ضايجة وكالت:
"شوف ابني... الام مدرسة.. يعني لجهالك لازم تعرف تختار مرة حوك محترمة ومؤدبة وخلوقة تكدر تربيهم تربية زينة.. شوف عمتك عتاب.. تفكك عائلتها شلون جانت النتائج مالته.. بنية وحدة ماكدرت تلزمها. تتصور البنية منين تتعلم؟ اكيد من أمها.. ومع اني احب عمتك بس للأسف بهاي فشلت فشل ذريع. ونهلة مراح تسعدك لان انسانة انانية وكذابة وصاحبت ناس مو زينين. احنة حتى منعرف شنو سوت بذاك البيت اللي جبتها منه استغفر الله واتوب اليه. اني ما موافقة على هذا الزواج ابني.. الصراحة عندي ببالي بنات يسون راسها لنهلة"
ضاج عدنان كلش. ظل يباوع على امه ميدري شيحجي. لان هو ميريد يزعل امه وبنفس الوقت يريدها توافق من كل قلبها.. ميريد تصير حزازيات بالعائلة. كام من مكانه وكعد بصف امة وباس راسها وكال الها:
"اترجاج يمة.. أي خلافات بينج وبين عمه عتاب لتخليها تدخل بمصيري ومصير نهلة.. البنية غلطت... احنة شنو لازم نسوي حتى نحافظ عليها برايج؟ نعوفها ونهملها ونكرهها ونضربها حتى تغلط بعد؟ لو نجيبها جوة عينا ونعلمها الخطأ من الصح حتى تبطل سوالف طايشة؟ نهلة ترة صغيرة بعدها وبعد بيها مجال تتعلم وتتربى. اني اريدها تصر مثلج ومثل جنان وهذا الشي ماراح يصير الا اذا تزوجتها وجبتها هنا يمج انت تستلمين تربيتها .. انت مودائما تنتقدين عمه عتاب لان ما عرفت تربي بنتها.. ربيها انت على ايدج شتكولين؟"
صفت علي امه وكانها اقتنعت بكلامة. كمل هو حتى يقنعها اكثر:
"تعرفين شنو ثوابج اذا كدرتي تصلحين حالها ؟ شكد الله راح يكون راضي عنج ؟ وراح تكسبين بنية ثانية تحبج وتحترمج"
جاوبت بصوت لين:
"واذا صار العكس؟ "
حط ايدي داير مداير جتفها وجاوبها بحنية:
"مراح اخلي يصير العكس يمة.."
وكمل وهو يباوع على جنان:
"احنة كبرنا ايتام لان ابوية مات من جنة صغار.. ونهلة بحكم اليتيمة لان ابوها هاملها... وهذا اسوء واتعس..."
سكتت الام وكانها اقتنعت بكلامة وهو ارتاح نفسيا وراح كبل لجدو صافي حتى ينقله الخبر ويفرحة. جدو صافي كال:
"أي بوية جنت متأكد انت راح تقدر تقنعها.. "
بعدين كمل:
"عدنان. اريد الطابق الفوك والجوة كله ينحطلة شيش للشبابيج وأريد تبدل القفالة تخلي قفالة زينة وجديدة للبواب .."
ماسال عدنان عن السبب لان واضح جدا .. راح جاب واحد يبدل القفالة وواحد لاخ يساعدة يلحم الشيش على الشبابيك وبدة من جوة ليفوك.
ظلت نهلة تباوع على عدنان وهو يحط شيش على الشباك مالتها. كلتله:
"هاي شدتسوي؟"
باوع عليها نظرة خاطفة لان جان كلش مشغول وكال:
"جدو صافي يريد يحط شياش حديد على كل شبابيك البيت.. "
بعدين سالها ونبرة صوته صارت حنونة وعيونه مركزة على الولد اللي ديساعدة من برة وديجيب شغلات حتى يلحم الشيش بالشباك:
"انت شلون صرتي؟ "
جاوبت بلا نفس:
"ضايجة ومختنكة فد مرة. من يوم اللي رجعت للبيت ولحد اليوم واني محبوسة بالغرفة"
تبسم ورد:
"انت غير حابسة نفسج يا عيني"
كالت:
"استحي اطلع... والله استحي اباوع بوجوه الكل.. على كد الحاجة اعوف الغرفة واحس نفسي ما مرحب بية بالعائلة"
عاف عدنان الشغل اللي ديسوي وجاوبها وهو يباوع عليها:
"شنو هالحجي يمعودة.. ترة الكل يحبج والكل يريدلج الاحسن.. اوكفي لحظة"
راح للولد اللي ديصعد الدرج هسوته ورة ما جاب شغلات من جوة وصاح:
"اخذلك استراحة اشرب جاي وارجع"
الولد اشر بايدي فرحان ونزل وراح وعدنان عاف كلشي من ايدي واتقرب على نهلة وظل يباوع عليها بحب وهي تباوع ليجوة بوجه باهت. كللها:
"نهلة ... الكل خايف عليج.. الكل مصدوم من اللي سويتي لان الصار مو قليل وصدقيني غير عوائل بنية هيج تسوي يقتلوها ويدفنوها بليلة ظلمة بس انت الله انطاج فرصة ثانية وعائلة تحبج ونجاج من الضياع فلتظلين انت تدورين على المشاكل لنفسج... وعلى العموم اني راح اتأكد محد يضايقج لتخافين"
باوعت علي وعيونها مدمعه وجاوبت:
"عدنان مستقبلي ضيعته بايدي.. ما استحق منك كل هذا العطف"
حس غصة بقلبة وروحة رادت تطلع من سمع الكسرة بصوتها ... رد:
"نهلة... لج نهلة.. كافي ... كااااافي... ليش مصرة تكرهين نفسج لهل الدرجة. تشوفي الكل يريد يوكف وياج ويساعدج وانت مصرة تعاندين ... "
بعدين تقرب منها اكثر وهمس:
"مو انت اللي تحددين استحقاقج بالحياة اوكي... اني احددة ... انييييييي"
وشدد على كلمة اني بحيث باوعت علي بعيوها الحزينة الذبلانة وعيونهم التقت لدقايق حس بيها عدنان عمر.. كللها بصوت ناصي:
"نهلة اني اريد اتزوجج... على سنة الله ورسولة.. وتصيرين الي.. "
رجعت ليورة مستغربة من تصرفة. جاوبت ودموعها نزلت عشرة عشرة:
"عدنان!!!! اني!!!! ليش؟!!!"
جاوبها:
"احبج... هذا ليش... اريد احميج واحافظ عليج وتصيرين ام بيتي للابد.. شتكولين؟"
خجلت كلش.. دنكت وهو ضحك وجاوبها:
"ولو انت ما لج رأي بهذا الوضوع... "
باوعت علي ورسمت ابتسامه صغيرة على وجهها وكالت:
"ليش عود عيني؟ "
من شاف ضحكتها تلقائيا ضحك هو هم ورد عليها وهو يقلد حركاتها:
"بكيفي "
وطك ضحكة وهي هم ضحكت. اجت عتاب على صوت الضحك وشافتهم ديضحكون اثنيناتهم.. سكت عدنان وكام من الفراش وعتاب كالت لنهلة:
"تحتاجين شي؟ اريد اطلع اني وجدو صافي مشوار وراجعين"
جاوبت نهلة:
"سلامتج ماما"
بقت عتاب صافنة عليها شلون ردت بأسلوب حلو وهادئ. جاوبت عتاب:
"الله يسلمج حبيبتي .. تريدين شي من المدينة؟"
ردت نهلة بصوت ناصي:
"كلشي ماريد شكرا"
زاد استغراب عتاب من الجواب وكالت:
"العفو.. ديري بالج على نفسج واذا أي شي احتاجيتي ... خالة ام عدنان وجنان رايحين جايين عود طلبي منهم"
كمز عدنان بنص الحجي وكال:
"أني موجود عمة لا تشيلين هم "
باوعتلة عتاب وتبسمت وبعدين طلعت..
راحت هي وصافي يلتقون بعبد الكريم افندي.. ما قبل يجي هو بحجة الطريق طويل وحددو موعد يشوفوا علمود يناقشون موضوع السفر لتركيا.
صافي جان عندة خطة ... وقرر ينفذها بلا أي تأجيل.
وصلوا هو وعتاب لبيت عتاب بالمدينة وهناك جان عبد الكريم يبات وحدة. فتح الهم الباب ودخلوا . جان لابس روب وتحته بجامة وفانيلا مبين هستوة كاعد من النوم رغم الدنيا ظهرية. كعدوا وصاح من غرفة الاستقبال:
"جيبيلنا جاي"
خنزرت علي عتاب وصافي انصدم. ساله:
"منو هاي؟"
جاوب عبد الكريم:
"على كيفكم ياب.. هاي بنية تجي تشتغل بالبيت. تسوي اكل وتنظف البيت وتروح. عدها ايتام خطية تصرف عليهم"
صاحت عتاب:
"حاير بايتام الناس وعايف بنتك.. حسبي الله ونعم الوكيل "
حنفش عليها راد يصيح بيها بس صافي راسا لزم ايديها حتى تظل ساكتة وغير الموضوع:
"ابني عبد الكريم... جايك اليوم بموضوعين مهمين كلش.. الأول يخص نهلة... عدنان ابن خالها يريد يخطبها.. وباقين على موافقتك..وسفرة تركيا يروحون سوة هو وياها بشهر العسل.. "
ظل صافن على عبد الكريم وهو ديورث جكارة ويفكر وبعدين كال:
"ها.. شنو رايك؟"
جاوب عبد الكريم:
"هي موافقة؟"
كالت عتاب:
"كلنا موافقين"
شمر عبد الكريم جتافة وجاوب:
"اوكي.. خليهم يتزوجون وشهر العسل علي كل التكاليف.. من السفرة لحد ما يرجعون.. وشنو الموضوع الثاني"
جاوب صافي:
"اريدك تطلك عتاب.. جانت اكبر غلطة سويتها من جبرت بنتي تظل عايشة وياك حياة زوجية ناقصة اريدك تتركها وانت هم شوف حياتك"
دنكت عتاب حزينة كلش ومتأذية لان مهما يكون تظل المرة تتأذى من تسمع بكلمة طلاق. باوع عبد الكريم على عتاب شوية وجاوب:
"حاضر... بعد شنو تريد مني؟"
هز صافي راسه حزين لان عبد الكريم حتى ما اهتم اقل اهتمام ولا طلب يتمسك بعتاب ولو حتى شوية. جاوب صافي:
"شغلة وحدة بقت ونرفع الزحمة... ليش تريد تسفر نهلة لتركيا؟"
باوع علي عبد الكريم وحاول يفكر بجواب مقنع وكال:
"لان خايف عليها مثلكم.. هاي العصابة اللي خطفتها اكيد ..."
قاطعه صافي:
"يعني مالك علاقة انت بهاي العصابة من قريب ولا من بعيد."
هز عبد الكريم راسه يمنة ويسرة ونفث دخان من جارته وجاوب:
"صدك جذب... انت جديات تحجي؟"
رد صافي :
"أي احجي صدك... شنو دنكت احنة... عبد الكريم.... هذا مصير بنتك افتهمت... بنتك مصيرها مصير العائلة كلها.... خاف عبالك اذا انت تفكر بس بنفسك اني افكر بعائلتي كلها.. افتهمتني.... اذا تعرف شي عن هاي العصابة وضامة احسن الك تحجي هسة.... فهمني يستدعي ابلغ الشرطة عليهم لو لا؟"
باصرار جاوب عبد الكريم..:
"ما اعرف شي عنهم ولو اعرف اكول... ونهلة لازم نحميها كلنا وعلى هذا الأساس اني وافقت على زواجها من عدنان برغم هو دون مستواها "
ضاج صافي من سمع كلام عبد الكريم وصاح بي:
"عدنان ابني انقذها وقت اللي انت جنت تفرفر الله اعلم وين وية الدايحات والعواهر... شوف شلون الدنيا دوارة... تاليها بنتك انجرت لهذا الطريق لان الاعمال مغناطيس وترد الى أصحابها."
بعدين كام وويا كامت عتاب وهي تخنزر على عبد الكريم واخر شي كاله صافي:
"ورقة طلاق عتاب توصلها للبيت وهي متريد منك أي شي بس شفينا شرك.. "
جاوبت عتاب:
"ساعه السودة اللي تزوجتك بيها"
وطلعوا من البيت .. اخذ صافي بنته لمطعم ياكلون شيء وهي جانت مدلغمة فد مرة وضايجة من ورة هاي الزيارة والطلاق وكلام عبد الكريم. حاول ابوها يخفف عنها بس مافاد ظلت متأذاية ...
كعدت العائلة على السفرة. عدنان وجنان وامه واحد يباوع للاخ.. كال عدنان لاخته:
"صيحي نهلة خل تجي تاكل ويانة"
امه عوجت حلكها يمنة ويسرة وهو شاف الحركة بس ما علق. راحت جنان ورجعت وية نهلة تمشي خجلانة ومدنكة. سلمت بصوت ناصي وكعدت بصف جنان .. كال عدنان:
"نهلة كافي حابسة نفسج بالغرفة اريدج تمدين ايدج بالبيت تنظفين تشتغلين وية امي وجنان. تعلمي منهم طبخ شغلي نفسج بالحياة ... وجان كاعد يم امه ندسها بايدي فكالت:
"أي بنتي.. اريدج تطلعين ويانا.. حتى من نروح للمزرعه تعالي.. اشتمي هوة"
تبسمت نهلة وجاوبت:
"ياريت خاله"
كللها عدنان:
"امي ام بيت معدلة اريدج تصيرين مثلها"
باوعن اثنيناتهن علي متفاجأت من كلامه هيج علني.. وجواب نهلة فاجئ ام عدنان اكثر:
"أتمنى اصير مثلج خالة ام عدنان.."
حولت ام عدنان عيونها على نهلة مستغربة وجاوبتها:
"أي يمة ليش لا... "
الظاهر نهلة بدت تمهد الطريق للزواج من عدنان ورادت تكسب امه لان حست مثل ما عدنان حباب وياها وسوالها كلشي حتى يكسبها هي هم لازم تسوي كلشي حتى تكسبه. وطبعا هذا التصرف هو بداية الطريق الصحيح لنهلة حتى تكدر تعجب حماتها وتخليها تحبها. 

فراغ ملاه بحبه  لهجة عراقية وتتوفر فصحى على منتدى روايتي  قلوب احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن