الخميس (2019/4/11)
الساعة(11:03am):
في هذا اليوم الربيعي الذي بزغت شمسه وتوسطت كبد السماء ناشرةً دفئها في الارجاء والذي هبت رياحه الربيعية والمعطرة برونق زهوره المتعددة الالوان والجميلة الروائح التي انتشرت بين جنبات البساط الأخضر الذي احتل كل شبراً من الحدائق العامة وجنبات الشوارع وحتى تلك المنازل الصغيرة ذات التصميم البديع وفِي حي سيفيل تحديداً في ذلك المنزل المنزوي في الركن له حديقة صغيرة غناء تلفها الأزهار في تنسيق لطيف تتوسطها ارجوحة صغيرة تسع لشخصين وبداخله بين جنباته تتخلله رائحة الطعام الشهي القادم من المطبخ الصغير الحجم ذو اللون البني العتيق حيث تواجدت به فاتنة أربعينية طُبعت على ملامحها اثار وندبات اختفت مع مرور الزمن ولم يبق منها الا القليل تخبأ شعرها الاسود القصير في ربطة شعر خضراء اللون تتخللها تشجيرات لورود تتراوح الوانها بزهاء بين الأصفر الفاتح والأخضر والبني والأحمر الفاقع بينما لف جسدها الممتلئ جلبابها الأخضر تسكن طياته نقط بيضاء كانت قد رفعته رابطة اياه حول خصرها لتكشف عن ساقيها بينما الأكمام فكانت قصيرة لا تصل سوى اعلى كتفها بقليل ،كانت منهمكة في اضافة ما أجادت معرفته على مر الزمان من وصفات وتوابل وبهارات لتعد لها ولصغيرتها غداءً شهياً وبجانب المطبخ في تلك الغرفة الصغيرة التي اصطبغت جدرانها المتشققة باللون الابيض انزوى في ركنها قرب الباب البني خزانة ماثلته لوناً تتكون من بابين فقط ودرجين صغيرين بقربه سرير يسع لشخصين ولكنه ليس بذو مساحة كبيرة تغطيه مفروشات زهرية اللون اتسمت بطابع طفولي تحاوطه الدببة المحشوة ذات الالوان البيضاء والزهرية والبنفسجية تقع النافذة بجانب السرير لها ستارة بيضاء خُيطت يدوياً من الشيفون وبقربه من الناحية اليسرى يقبع مكتب صغير خشبي عُلق بقربه على الحائط تقويم رُسمت عليه إشارات متفرقة بالأحمر الجاف واستقرت على المكتب بعض الكتب المنظمة بترتيب دقيق بقربها المقلمة وعدة رسم مكونة من الوان خشبية استقرت فوق دفتر للرسم صغير الحجم وممحاة ومبراية بينما استقر دفتر زهري اللون يقبع بين انامل بيضاء طويلة تمتاز بالنحافة تعود لصبية ذات سبعة عشر ربيعاً مزهرة الوجنتين نحيفة الجسد شعرها القصير يتراقص حول وجهها الابيض ذو الملامح الناعمة التي تشبه الى حد كبير الفاتنة الاربعينية التي تطهو في المطبخ لم يكن شعرها يدرك عنقها الطويل لذا كان يلتف حول إذنها واصلاً الى ذقنها يتعداه بسنتيمتر واحد .
التف حول جسدها ملابسها المنزلية المريحة في بجامة مصنوعة من قماش خفيف يناسب الجو بنصف أكمام تظهر ذراعيها الشديدتا النحافة غلفهما اللون الابيض واُختتم بشامة سوداء ناعمة على ذراعها الايسر فبدت كنقطة حبر على الورق ، تميزت ملابسها برسومات طفولية حمراء اللون بينما كان قماشها ابيضاً فبدت كأنها دمية بمجمل مظهرها الرقيق ، كانت تكتب في دفترها الخاص الذي كان حاوية أسرارها ومشاعرها التي بالطبع كانت تشاركها مع والدتها كانت تدون التاريخ واليوم بقلم الرصاص ثم شرعت بتدوين ما ترغبه في سطور :
-" اليوم تغيبت عن الدوام المدرسي ليس لسبب مهم ولكن لأننا لا نمتلك شيء لفعله ، الدراسة قاربت على الانتهاء ونحن حالياً نخضع لفترة امتحانات ليُحسم القرار ونحصل على معدلاتنا ، تغيرت حياتنا جذرياً انا ووالدتي خلال الفترة التي رحل بها ابي عنا وكم اكره نعته بهذه الكلمة ولكنني اخشى من ذكر اسمه فأراه امامي وتنهار عند قدميه كل أحلامي ويرحل كل ما خططت له سدى .
أطلقت نفساً خفيفاً ثم انكبت على الكتابة مجدداً :
-"منذ ان تم إيداعه في السجن ووالدتي تمر بحالة نفسية سيئة لا اعلم لما هي تحبه هكذا ! لا يستحق ما تفعله من تضحية لأجله فهي تدفع ثمن ما تبقى من شبابها في انتظاره ! بالطبع وقعنا في أزمة الديون ! والدتي تحاول سداد الدين بقدر ما تستطيع انه لحد الان يُقدر بحوالي عشرة ملايين ! اعتقد اننا سنمضي دهراً في محاولة سداد هذا الدين وايضاً لأشخاص لا نعرفهم ولا نعلم عنهم شيئاً ، عملت امي في مطعم جارنا ابراهيم وكان لطبخها اللذيذ الأثر الكبير في اجتذاب الزبائن فعينها لتكون رئيسة الطباخين فأزداد أجرها قليلاً فبالنهاية هو مطعم صغير ومتواضع وانا أساعدها بعملي كنادلة وأشتري لها ما تحتاجه من مشتريات وبعد الانتهاء من العمل الذي يستغرق طيلة ساعات النهار ننطلق سوياً عند السابعة مساءً الى محل خياطة افتتحته الخالة فهيمة فنعمل انا ووالدتي في تخييط وصنع ثياب جميلة حسب الطلب برفقة عاملات من نساء المنطقة . تعلمت هناك التطريز والتخييط والتصميم وايضاً برزت موهبتي في الرسم لأصبح مصممة ازياء ! لم أتوقع انني سأكتشف يوماً هذه الهبة التي حصلت عليها فكانت هي الشيء الجيد في وسط اشيائئ السيئة اما في المدرسة ولكوني اصبحت طالبة مجدة برزت فجأة من العدم فلقد التم الطلبة حولي وأصبح لي بضع صديقات عدى عن كوني لا اختلط بالذكور فَأنْا امقتهم ، كنتُ غير مرئيّة سابقاً للجميع وغالباً اذا انتبه لي احدهم تصلني منه كلمات السخرية التي تملئ قلبي غيضاً وجراحاً تنزف لأمد طويل وبالطبع لساني الحاد والبذيء كان يبعد الجميع عني فلم يكن احدهم يتورط في دخول اي شجار معي ولكن بعد رحيل والدي اصبحت اقل عصبية وأكثر انفتاحاً مع من حولي اصبحت الطالبة المجتهدة والتي لا ترضى الا بالحصول على درجات عالية بعد ان كانت على الحافة من النجاح !
اثار اسلوبي المهذب واللطيف استغراب الجميع حولي فقلت سخريتهم وشاركوني صداقاتهم الكاذبة بالطبع لكي يحصلوا مني على النجاح فبينما انا اقرأ وأتعب تأتي احدى الفتيات المدللات تتوسلني برجاء ان أمدها ببعض الاجابات فأوافق في البداية ثم اسلم ورقتي بعدها وهي لم تكد تلمحها حتى ! كم افرح حينما افعل ذلك لم يوجد لحد الان من ينافسني من الطلبة سواء الذكور او الإناث لذا اصبحت انا المفضلة لدى الأساتذة ما عدى أستاذ مادة التاريخ فنحن نكن عداوة مع بعضنا وبالطبع هذه العداوة ظاهرية بكل جرأة وللعلن ! لطالما نعتني بالكسولة فكلما بذلت جهداً اكبر كلما زاد من حدته تجاهي خاصة بعدما حاجتته واعترضت على ما يمنحني اياه من درجات وقدمت ضده شكوى تم رفعها الى المدير وطبعا تم رفضها وزاد هو من عداوته لي ! كنت اجلس في المقعد الأمامي ولكن في حصته انتقل الى مقعدي القديم والذي كان في آخر الصف على السطر الايسر قرب النافذة .
انا سعيدة فيوم ما سأصبح شخص مهم يتمناه الكل وسأصبح مصممة ازياء معروفة وبعدها سأدرس في كلية الترجمة لتصبح لي شهادتين فلا املك سوى دراستي في هذه الحياة وايضاً سأحرص على جمع جبال من الأموال والذهب كل ما تشتهيه نفسي وبالطبع امي ستكون اول من يحصل على ذلك سأجعلها أميرة تتهافت عليها الاعين وسيملئها الذهب من رأسها لأخمص قدمها وستلبس ثياب مصنوعة من ماركات عالمية وسنعيش في فيلا ونقضي حياتنا نتنقل بين دول العالم كما يفعل الاثرياء امثالنا .
ختمت كلامها برسم قلب وبعض النجوم وقامت بتلوينها وهي تبتسم بصدق فلقد كانت مصممة على تحقيق ما تصبوا اليه بعقلها ، كانت أحلامها الطفولية تتمحور حول كل ما لم تستطع الحصول عليه طوال سنوات حياتها القليلة وكانت كلما سرحت قليلاً او خلدت الى النوم حتى تجد نفسها امرأة في مقتبل العمر ذات جمال خلاب كوالدتها تنعم بثروة لا نهاية لها معروفة بين الناس بموهبتها الفذة والتي تخيلت انها تتطور مع مرور الزمن لتصبح شيئاً عظيماً لا يقوى على مجابهته اكبر مصممين الأزياء حول العالم ! وبالطبع في خيالها كانت تتحدث تسع لغات على الأقل نتيجة جهود مثمرة وستملك شهادتين وربما تفكر في الثالثة كأن تكون مضيفة طيران او طيارة وحرصت في أحلامها على شراء طيارة خاصة لوالدتها حتى تسافر كيفما تشاء وبالطبع الزواج لم يكن من مخططاتها أبداً ،
كانت تخشى من ان تقع في مصيدة الجنس الاخر فقد تكون مراهقة ذات احلام وردية مبالغ بها ولكنها ذكية وفطنة وتعلم جيداً جدا ان نفوس البشر سوداء مشبعة بالطمع والجشع لذا كلما خطرت كلمة ارتباط او زواج في ذهنها حتى تخيلت نفسها تتعرض للضرب المبرح حتى الموت ولربما شريك حياتها قد يذلها ويخونها كما تسمع من بعض احاديث نساء منطقتها مع والدتها وأغلبهن يتمتعن بحياة زوجية تعيسة ولأنها لا تريد التعاسة فقد قررت وبكل عزم انها ستعيش مع امها لمدى العمر وهي عزباء معززة مكرمة كل اموالها لها ولوالدتها فقط كل السعادة وكل ما هو وردي تتشاركانه معاً لا مكان لثالث بينهما .
كانت قد انتهت من الكتابة ككل يوم عطلة حين تجلس وترفه عن نفسها بالكتابة ، ثم تتجه الى هاتفها الخليوي الذي اشترته لها والدتها قبل اسبوع لم يكن غالياً كثيراً واصلاً سعره كان مناسب لكلتاهما خاصة انه مستعمل !
اما والدتها فلقد اشترت واحداً قديم التصميم اقل منه سعراً تستخدمه للضروريات فقط ، اما آيلين فلقد أنشئت حساب انستغرام وحملت تطبيق للروايات لتستمتع بالروايات التي تتكلم عن الفانتازيا والمغامرات ومن جهة اخرى كانت تنشر رسوماتها التي لاقت اعجاباً كبيراً من متابعينها الذين وصل عددهم الى خمسمئة فرد خلال مدة قصيرة! وبالطبع قامت بالترويج من خلاله لمحل الخياطة الذي تعمل به وأصبح سليم هو المندوب الخاص بهم !
فكان في أوقات فراغه يوصل طلبات تصميم تصنعها آيلين لزبائنها عن طريق الانترنت وكانت تستقبل النساء فقط وإذا ما ولجً اليها رجل تقوم بحظره على الفور حتى انها كتبت على صفحتها " لا استقبل طلبات الرجال الرجاء عدم الإزعاج من قبلهم " ووضعت علامة حمراء نهاية النص دليلاً على جديتها ! بالطبع هاتفها لم يكن يخلو من الاتصالات المزعجة والرسائل التي كانت تحوي كلاماً مبتذلاً وبعض الغزل والبعض يصفها بالغرور والتكبر !
كانت شاردة الذهن كالعادة حيث أُطفِئت هاتفها وراحت الى العدم تتخيل في ذهنها ما تتمناه نفسها لعلها تخفف ضغط الكآبة الذي الم بها منذ امد طويل تلهو بجانبها قطتها الشقراء " هايدي" كان عمرها لا يتجاوز الشهر ونصف وجدتها آيلين في حديقة المنزل وهي رضيعة ملقاة في زاوية بأهمال تحتها غطاء مملوء بالشعر مع بعض العظام وكانت تلك العظام تعود لأشقائها ! فيبدوا ان والدتهم قد نسيتهم او تعرضت للدهس او الالتهام من قبل احد الكلاب المشردة لذا اخذتها آيلين مشفقة عليها وخوفاً عليها من الالتهام ثم تخلصت من تلك الفوضى وعادت الزاوية نظيفة وطبعاً عانت هي ووالدتها مع هذه الصغيرة ! فلقد كانت تشتاق لأمها فتبكي بأستمرار بمواء لا نهاية له الى ان بلغت عمرها الحالي واصبحت آيلين والدتها والتي كانت تهتم بها كما لو كانت ابنتها وُلدت من رحمها! ولربما لأنها لطالما اعتادت ان تكون منبوذة ووحيدة من قبل بني جلدتها فلجأت الى قطة صغيرة تنعم برفقتها الصادقة والخالية من المصالح ، كان اكثر ما يخيفها هو تلك الطرقات التي تكاد تحطم باب المنزل المتهالك في منتصف الليل او ما بعده وما ان تفتح والدتها بحذر شديد حتى تقابلها وجوه غليظة مكفهرة تطالعها بشهوانية وتتحدث اليها بأصوات تقطع قلوب الاثنتين معاً مطالبين بالاموال التي اخذها زوجها ولم يردها الى أصحابها !
كانت ليلى قد اخذت قرضاً من البنك وباعت ذهب غاليتها وقلبها يقطر دماً كانت تعجز في ظل هذه الظروف على توفير ما توفره كل ام لفلذة كبدها وَمِمَّا اراحها ان صغيرتها كانت غير متطلبة وترفض معظم ما تحاول والدتها إهدائها اياه خاصة اذا تضمن أموال صرفتها كان من المفترض ان تسد بها جزء من الدين ولو كان صغيراً .
مرت ايام بعدها والخوف يزداد بليلى ماذا لو تعرضت ابنتها للخطف ! مالذي ستفعله حينها ؟ لذا كانت تسهر الليالي ولا تنام وتتشارك مع صغيرتها في سرير واحد تراقبها على الدوام وحينما تذهب الى المدرسة تتصل بها كل حين من هاتفها وان تأخرت بالرد سقط قلبها بين قدميها حتى حين انتهت آيلين من امتحاناتها الشهرية وأكملت مراجعة كل المواد أرغمتها امها على البقاء في المنزل الى حين موعد الامتحانات النهائية . وبالطبع ازدادت المضايقات اكثر وضاق الخناق على الاثنتين خاصة على آيلين التي كانت شديدة الجبن وضعيفة الشخصية ! فماذا يمكن لمراهقة ضعيفة الجسد فعله اذا ما تعرضت لهجوم هي وامها من احد أولئك المجانين لا سيما بشير الذي التصق بهما كالعلكة ! كان يجيء اليهما كل نهاية اسبوع تقريباً يطالب بأمواله ويتحجج بحجج واهية ولم يُخفى على الاثنتين نظرات الشهوة التي تفوح من عينيه وهو يطالع ليلى بالرغم من كونها قامت بتهديده بالشرطة الا انه ضحك منها ساخراً واستمر في مضايقاته حتى تصدى له رجال المنطقة ومنعوه من الاقتراب منها وهكذا ارتاح بال كلتاهما في تلك الفترة تحديداً عرفت آيلين قيمة وجود والدها والذي بغيابه ظهر كل من هو دنيء وخسيس ليبث الرعب في قلبيهما ، ومع فترة اقتراب الامتحانات النهائية فلقد كان البيت خالياً على عروشه لا يحوي على قطرة ماء حتى ! لذا غالباً ما كان وجه ليلى مصفراً وهي تعاني من تخبط في ضغطها اما آيلين فلقد كانت معتادة على ترك وجبات الطعام لمدة طويلة فأصلاً معدتها لا تتحمل الطعام الكثير وتأكل اقل من وجبة الانسان العادي وأحياناً لا تأكل إطلاقاً لذا كان الصداع يحوم حول رأسها كالغيمة فبالرغم من العمل المتوافر بغزارة الا ان مبلغ عشرة ملايين ليس سهلاً البتة لذا عادت آيلين الى شخصيتها الحقودة والصامتة حتى انها اهملت دراستها وكانت تدرس مجبرة لأسكات إلحاح والدتها عليها ، وكانت فترة الامتحانات هي اصعب فترة مرت عليها فغالباً ما كانت تبقى وحيدة في المنزل بينما تخرج والدتها لقضاء العمل ثم تسدد ما تستطيع من الدين لتعود الى عشها بجوار صغيرتها .
*****
السبت (5/24):
كان اخر يوم امتحان لآيلين وكان مادة الحاسوب حيث خرجت برفقة خمسة من الطلاب وبقي القليل يمتحنون ولأنها كانت تتمتع بذكاء فطري غريب في الإلكترونيات فلقد تخطت الامتحان بجدارة ، وقفت قرب خزانتها تلتقط منها أشياءها قبل مغادرتها حيث كان الطلاب يتكاثرون في المشي حولها بعضهم وهم من يعرفونها يلقون عليها السلام ولكنها ترد بالتجاهل ! حاولن صديقاتها او زميلاتها بالأحرى الحديث اليها لمعرفة هذا التغيير الذي حل بها خلال فترة معدودة والذي أعادها الى ما كانت عليه سابقاً ، الفتاة الصامتة التي ترمق الجميع بنظرات حقودة لا يعلم لها احد سبباً . على غير العادة كان قلبها مقبوضاً وكانت لسبب ما تفكر بوالدتها كثيراً وكأنه سيحل بها مكروه !
خرجت مهرولة من مدرستها تحت أنظار زملائها الساخرة وهم يتهامسون فيما بينهم عليها وبعضهم تجاهل امرها ببساطة اما هي فلقد كانت تعبر الشوارع الرئيسية بتهور فلاقت السب والشتم من قبل السواق ، ولأن مدرستها كانت قريبة فلم تحتج سوى الى الركض للوصول بأسرع ما تستطيع حيث كانت الشمس مشرقة في أوجها في كبد السماء ترسل أشعتها الساخنة في الارجاء وصلت الى منزلها وأقبلت ناحية الباب تطرقه بعنف ليتناهى الى سمعها صوت صراخ والدتها وهي تستغيث فبحثت عن المفتاح الاحتياطي فدلفت الى الداخل وهي تلهث بعنف لترمي المفتاح أرضاً حيث تجمدت للحظات وهي تطالع ذلك المنظر المفجع امامها !
كان بشير يعتلي والدتها ويمزق بملابسها وهي تحاول خدشه بأظافرها النامية وتستغيث بأعلى صوتها علها تجد من ينجدها توجهت آيلين ناحيتهما وأخذت تشده بقوة فشعرت وكأنها تحاول ازاحة جبل عن مرقده فعضته من يده وأخذت تضربه فنهض وضربها بقسوة فسقطت أرضاً فتملصت والدتها من أسفله محاولة ستر نفسها فأنقضت آيلين عليه تحاول ضربه فشدها من شعرها بقسوة وهو يقذفها بأشنع الألفاظ لتطلق صرخة مكتومة وهي تحاول التملص منه فتدخلت والدتها لتبعده عنها ليرميها أرضاً ويقبض بقسوة على ذراع والدتها وهو يطرحها أرضاً محاولاً اعتلائها لتصدر عنه زمجرة شبيهة بزمجرة الكلاب ، انطلقت آيلين بسرعة ناحية غرفة والديها وهي ترتجف فتحت الخزانة على اقصاها لتبحث عن سلاح والدها وصراخ امها كلما تعالى كلما تهاوى قلبها أرضاً حتى راح يدق بعنف مسبباً لها رجفة عنيفة ما ان وقع ناظريها على السلاح حتى التقطته بصعوبة وركضت متعثرة ناحية غرفة الجلوس شاهرة السلاح ناحية بشير الذي ما ان رآها توجه السلاح نحوه بأيدي مرتجفة ووجه مصفر حتى لوى شفته ساخراً ما ان نهض قليلاً وكاد يستوي واقفاً حتى ضغطت على الزناد مغمضة عينيها تزامناً مع دوي صوت إطلاق النار واستقرار الرصاصة في كتفه وخلال جزء من الثانية سقط أرضاً وانتشرت دمائه حوله وهو يصدر همهمات وأصوات مكتومة لتختفي خلال دقائق معدودة ، نهضت ليلى وهي تحاول لملمة شتات نفسها تحدق الى الجثة بجوارها بأعين شاخصة بينما كانت آيلين مستقرة على ركبتيها وهي تلهث بعنف وجسدها يرتجف بخشونة وكان وجهها مصفر كالليمونة يقطر عرقاً حتى انها تبولت على نفسها لا ارادياً وكادت تستفرغ ما بجوفها الا انها لم تفعل بل كان فاهها مفغور ولم تستطع اغلاقه بينما سكنت والدتها لبضعة دقائق قبل ان تلطم على وجهها وتولول وتصيح بأعلى صوتها !وعاد ذات السؤال الذي طرحه عقل آيلين وبقي معلقاً في الفراغ بلا جواب " ما الذي سيحدث الان ؟"
يتبع .....
القاعدة الثالثة
" كُنَ طوَّق نجاة لنفسكَ وان أغرقتك الحياة في بحر من الدماء "
أنت تقرأ
براءة مُدانة
Mystery / Thrillerخُلقتُ بشراً فجعلتوني شيطان وها أنتم تدفعون الثمن غالياً آيلين & أدهم الغلاف من تصميمي