الفصل الرابع عشر

6.9K 242 7
                                    

الفصل الرابع عشر.
-----------

ما بين جدائلي السوداء كنت لي نجمة.
ضيائها سراج أيامي..لما تركتني لجحيم بعدك.
بعد نعيم القرب.
_________

عبر الهاتف:
_ بقولك أيه يا عبد الله.. أنا روحت مشوار وبعدين عديت علي الولاد أخدتهم عندي يومين ، روح بيتك هاتلي هدوم ليهم!
قال متعجبًا: ولاد مين وروحتي إمتي؟
فريال بمكر: ولادك ياحبيبي.. أشتقت لأحفادي وجدتك طلبت تشوفهم..روح انت بيتك بعد شغلك هات اللي طلبته!

انصاع لأمرها: حاضر مادام إنتي وجدتي عايزين كده، أنا خوفت الولاد يزعجوكم! عمومع بالليل هكون عندك!
اغلقت الهاتف مبتسمة بانتصار لسير خطتها كما أرادت.. ستُقحم رجاء في محيطه رغمًا عنه!
كي يعتاد ويتقبل وجودها مرة أخرى!
___________________________

دلف إلى بيته الساكن والذي يظنه خالي من أحدهم، ثم ألقى سلسال مفاتيحه، وتجرد سريعًا من قميصه، متوجهًا لأخذ حمامه أولا كعادته..وما أن فعل حتى سمع جلبة في المطبخ، فتوجه بحذر على أطراف أصابعه، فالمفترض أن منزله خالي، من يعبث بمطبخه.. عبر متحفزًا فإن كان لصًا سيلقنه درسًا..فاصطدم بزوجته التي انتفضت حين أبصرته هاتفة بهلع:
_ خضتني يا عبد الله!
هتف بذهول: نعم ياختي! خضتني ياعبد الله؟ إنتي إيه جابك هنا أصلا ومين سمحلك تد......... ..

وصمت بغته بعد أن أدرك مكيدة والدته.. هو تدبيرها إذا.. توقعه بفخ وجودها رغمًا عنه! فاقترب منها بحمم غضبه التي أستعرت بقلبه تجاهها، ممسكًا ذراعيها العارية بعنف فكادت أصابعه تخترقها: لو فاكرة إنك هتفرضي وجودك عليا لمجرد إن أمي بقيت في صفك تبقى غلطانة.. وإن كنت ماطلقتكيش لدلوقتي، ده بسبب أمي وبس، لكن إنتي مبقاش ليكي لازمة عندي، ولو عندك كرامة تمشي حالًا لأني بجد مش قادر ابص في وشك ولا.........

تفاجيء بإصفرار وجهها وعيناها التي انغلقت بضعف وفقدت إتزانها وكادت أن تقع لولا أنه حاصرها بذراعيه هاتفًا بجزع حقيقي: رجاء.. رجاء ردي عليا..!

بدت فاقدة للوعي، فحملها وارقدها على فراشها برفق، ثم أحضر قنينة عطر ونثر بعضها على كفه وقربها من أنفها لتستنشقها، وبالفعل استعادت وعيها
ولأول مرة يلاحظ ضعفها الشديد، لقد خسرت نصف وزنها تقريبًا..فتنحنح مزيلا أثر قلقه عليها:
ممكن افهم. في إيه، ليه فقدتي وعيك كده.. ثم هتف بسخرية: وبعدين هي الوالدة ماكانتش بتأكلك؟!

فركت جبينها محاولة استعادت تركيزها بعد الإغماء ثم منحته نظرة قوية وهتفت بنبرة متشبعة بعزيمة لم يعهدها بصوتها من قبل:

إسمعني يا عبد الله.. أنا عارفة إن غلطي كبير وصعب تغفرلي وتسامحني.. بس أنا مش هستسلم إني أحاول مرة وعشرة ومليون أنول رضاك وثقتك تاني.. مش هيأس ولا همل ولا هزعل من إهانتك ليا لأني استاهل.. بس وحياة ولادنا اللي عارفة قد إيه بتحبهم خلينا نحسسهم تاني بالإستقرار ولو من الظاهر بس، وأنت خد الوقت اللي يكفيك لحد ماتصفى وتتقبلني مرة تانية وتصدق توبتي وندمي مع الأيام..وإن كان على كرامتي.. فكرامتي عمرها ما هتتهان وانا جمبك!

جاري سداد الدين "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن