الجزء السادس والخمسون: أصدقاؤه

573 24 0
                                    

جرت الدموع من عيون نور وقالت لزوجها

"أنت ازاي متفاهم كدة؟ ازاي مهتم بي كدة. ازاي واثق في قوي كدة حتى بعد ما شوفت الصور؟ أي رجل تاني في مكانك كان شك في مراته لما يشوف صور زي ده. ازاي ما زعلتش مني؟ ازاي ما اتهمتنيش؟"

أجابها زوجها بصوت متحشرج

"علشان انا عارف ومتأكد انك أنت بريئة. وكمان علشان انا مريت بنفس الموقف قبل كدة"

"ايه؟"

"اللي حصل لك حصل معي قبل كدة"

"ازاي؟"

"فاكرة لما سألتيني ليه معنديش أصدقاء؟"

"ايوة"

"هاقولك دلوقت ليه"

"سمعاك"

"لما ماما سابتنا. بابا قال لي ان هو السبب. قال لي انه كان على طول مشغول وامي ما قدرتش تستحمل اكتر من كدة. الوقت ده كان اصعب ما يكون علي. انا عمري ما كان بيني وبين ابي أي علاقة. على طول هو كان بعيد عننا ومشغول. ماما كانت حياتي كلها. هي كانت صاحبتي وامي. هي الوحيدة اللي كانت بتهتم بي. وفقدتها بسببه. كرهته قوي انه بعدها عننا. وكرهت نفسي لأني لو كنت ابن كويس ما كانتش بعدت عني. كرهت أي حاجة وأي حد. واسوا شيء في الوجود لما تكرهي نفسك.

"بدأت ألوم نفسي على كل خطأ عملته علشان بسببه ماما سابتني. كنت فاكر اني لو كنت ولد مهذب كانت امي فضلت معي. قضيت اغلب وقتي مكتئب وابكي. كل اصحابي سابوني. محدش يحب الولد الكئيب اللي يبكي طول الوقت. كلهم يحبوا الولد الفرفوش اللي يهزر ويضحك معهم. لكن انا لا كنت بهزر ولا بلعب معهم. كنت وحيد تماما. ماما سابتني. بابا على طول مشغول بعيد عني. واصحابي ملوا مين. حتى انا كرهت نفسي"

"كرهت نفسك ليه؟"

"لأني ما كنتش كويس. مدام الكل بيكرهني اكيد العيب في انا. انا مش عارف ايه هو لكني اكيد ما استحقش حبهم. اكيد في حاجة غلط في انا. اكيد انا انسان سيء. مش ممكن يكونوا كلهم غلط فلازم انا الغلط"

"ياه يا رأفت الوقت ده كان صعب عليك قوي"

"لسة في الأصعب"

"كمل"

"سنين عدت وانا في نفس الوضع. لغاية اخر سنة في الثانوي العام. بدأت انظر حولي ولاقيت نفسي لا عندي أصحاب ولا لي أي حد. كل الأولاد في المدرسة كانوا مع بعض يضحكوا ويهزروا. حبيت أكون معهم. قررت اني اكبت حزني واكسب أصدقاء من جديد. كنت مغفل. دورت في المدرسة واخترت اكتر واحد محبوب ومشهور وبعت له جواب"

ضحك أر كيه على فكرته السخيفة

"جواب؟ كتبت فيه ايه؟"

"طلبت منه انه يصاحبني. كان زي عرض الزواج. انا حتى حطيت معه صورتي"

مذكراتي العزيزة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن