*
.تقودُ دراجتها الزهرية عائدة إلى شقتها بعد يومٍ طويل ما بين الجامعة، والعمل، والاعتناء بالصغير.
والأخير المسكين وحدهُ في الشقة ما جعلها تشعر بالاسف عليه، لكن ما عساها تفعل؛ فلا خيار امامها سوى العمل حتى المساء!
لفت نظرها رجل يتلَّوى على قارعة الطريق ويصيح ألماً، فقررت أن تتوقف للمساعدة؛ لأنها لو وضِعت في الموقف ذاته، لما ترددت في شتم كل من مرّ ولم يقدم لها يد العون.ركنت دراجتها بالقربِ، وجثت على ركبتيها متحدثة بقلق : سيدي أأنت بخير؟ هل يتوجب أن اتصل بالإسعاف؟
«كلا، لا داعِ أنا بخير يا آنسة!» سعل الآخر بحدةٍ، وما إن رفع رأسهُ، توقف عن السعال وملامحهُ لا تبشر بالخير مطلقاً!
وبحركة سريعة منه، قام بأخذِ حقيبتها ودفعها لتسقط أرضاً، ولم يكفِه ذلك ليهم بسرقة دراجتها.استقامت تحاول اللحاق به عبثاً، وصاحت منتصفة الشارع الذي سار به: أيها الوغـد! تجمعت الدموع في مقلتيها شاعرة بالعجز؛ فقد سلب منها ذاك اللص مرتبها الذي استلمته تواً! قُطعت افكارها إبان صراخٍ سمعته من الخلف يقول: اِبتعدي!
بدون تفكير، قفزت على الرصيف بأقصى سرعةٍ تمتلكها، تتنفس بقوة وصدرها يعلو ويهبط بتسارع حاد.
ما هذا اليوم اللعين! سُلبت منها نقودها، دراجتها، والآن كادت أن تسلب حياتها الأخرى.ارتجل صاحب الصوت عن دراجته النارية، التي تبين لها أنها تخص الشرطة لتلعن داخلها.
اخذ الشرطي يقترب ليساعدها على الوقوف: هل تأذيتِ يا آنسة؟
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
Fanficفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...