مَرسَم.

537 46 147
                                    


..

كانت تَقِف أمام ذلك المَرسم لا تعلم هل تأخذ تلك الخطوة أم تتراجع، تتقدم خطوة و تعود اثنتان حتى وصلت لبَابِه المُزين برُسُومَات لطيفة.

طرقته بخِفة ليُفتَح و تجد أمامها شابًا طويلًا، يرتدي نظارة طبية تُخفي بُنيتاه، كانت ملابسه مُلطخة بعدة ألوان بعضها زَيّن وجهه الفَاتِن.

نظر لها بتساؤل لتتَنَحنَح ثُم تُخبره أنها تُريد أن تُريه بعض من أعمالها الفنية، هي تُريد من يُساعدها لتُنمي موهبتها الفِطرية وبعد بحث طويل عثرت على ذلك المَرسَم.

دعاها للدخول ، وبالفعل دَلفت إلى المَرسَم، رحب بها صوت الموسيقي الهادئة الذي ينبَعِث من المكان، كان شُعور الراحة يُصاحبها في خطواتها للداخل.

كانت تشعر وكأنها بداخل البيت؛ ذلك الشعور المُريح الذي يجعلك تشعر بالإنتماء لمكان ما، لشيء ما، لشخص ما، شعور مُطمئِن.

كانت تنظر إلى اللوحات وتناسق الألوان والرُسُومات الصغيرة المُتناثرة في كُل مكان على الجُدران والأوراق مَبهُورة بتِلك التفاصيل الأخَّاذَة.

لفت نظرها العديد من الجُمل البسيطة التي تُعبر عن تفاصيل اللوحات، ولكن أكثر ما جذب إنتباههُا كانت لوحة لشخصان يُعانِق أحدهما الآخر بقوة وكُتِب اسفلها "الكَلِمات لا تُعبِر عن كُل ما يَشعُر بِه المَرء لِذا عَانقِني".

كانت تنظر لتفاصيلها بتمعُن حتى لاحظها صاحب النظارات الطبية الذي تأمل نظراتَها للوحته البسيطة، كانت إبتسامتِها اللطيفة التي ظهرت فجأة هي ما جذب انتباهُه.

ابتسم بلُطف وسألها:
-أخبريني إذًا، ماذا كُنتِ تُريدين مرة أخرى؟

بادلته الإبتسامة:
-كُنت أُريد منكَ توجيهي وتعليمي بعض الأشياء فأنا مازلت لم أُتقن ما أفعله بعد.

توجه ناحية لوحته وأكمل ما كان يفعله وهو يتحدث إليها:
-ولكن ما رأيته في دفتركِ كان رائعًا، إذا أردتِ يُمكننا البدء من الآن، ماذا تُريدين أن تتعلمي؟

إتسعت ابتسامتها وبدأت تُخبره كُل ما تُريده و حاول هو مُساعدتها، بعد ذلك اتفق الاثنان علي موعد مُعين ستأتي للمَرسَم مع أشخاص آخرين ليُساعدها بكُل سرور وبدون مُقابل فهو يفعل ذلك لكُل من يطلب منه المُساعدة.


كانت تجلس في غُرفتها أمام لوحتها التي تَعمل عليها وتَضع السماعات بداخل أُذنيها، فُتح بابها بقوة جعلت قلبها يخفق بشدة.

فراشات تائهة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن