بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)

الفصل الثالث عشر

~انطفئت~

~~

لكل فعل..رد فعل

لكن هذا القانون لا يسري على البعض..يتألممون..يحزنون..دون شكوى أو بكاء

فتكون النتيجة..الفناء!

حاولت الاتصال بأخيها مرة أخرى لكنه ايضا لم يجيب،فاتجهت إلى والدها الجالس على الاريكة واخذت مكانها جواره وهي تقول ببرود:

-إياس مبيردش برده يا بابا

-سيبك من إياس دلوقتي وقوليلي..حصل ايه؟

قال قيس وهو ينظر إليها بتدقيق لتهز كتفيها بلا معنى قائلة بلامبالاة:

-مفيش أنا مش سعيدة مع ياسين وعاوزة اطلق

-انت مشلتيش مروان من دماغك برده؟

-ولا هشيله يا بابا..ده حقي و...

قاطعها قيس بحدة قائلا:

-مفيش ست محترمة متجوزة بتعمل اللي انتِ بتعمليه ده..انا مش قادر اصدق اللي عشق قالته لي

-انا مليش دعوة ايه يصح وايه لا ومليش دعوة عشق هانم وصلتلك ايه..انا ليا حق وعاوزاه

-الواضح اني غلط لما سبتك تمشي بدماغك..الاول رفضتي العملية بعدها طلبتي التعويض بمروان وفي كل ده كنت معاكي علشان محسسكيش انك عبء..ومروان وابوه مشكورين نفذو لنا كل حاجة بس انتِ كدة بقيتي تتخطى كل الحدود وانا مش هسمح بكدا

عيناه وعروقه البارزة كانت كفيلة بجعلها تنهي الحوار متأسفة وترحل،فإذا وصل والدها لهذا الحد من الغضب لا أحد يعرف ماذا سيكون مصير من يقف أمامه.

تنهد قيس بألم والقى بجسده على الاريكة واضعًا رأسه بين كفيه يحاول ارخاء اعصابه لكن بلا فائدة.

من أين يجدها واللعنة..ابنته واخيها و...

-قيس

همستها أخرجته من كل ما به ليقفز من مكانه ويجلس ارضًا جوار فراشها وهو يتحسس وجهها بقلق قائلًا:

-انتِ كويسة يا حبيبتى؟

ورغم كل ما فيها ابتسمت وهي ترى حبه لها بعينيه رغم كل تلك السنين،فقربت يدها من ذقنه النامية قليلا وهي تمس بحب:

-انا كويسة يا حبي..تعالي جنبي يا قيس

نهض من مكانه وصعد جوارها أخذا اياها بين ذراعيه ليستقر رأسها تحت مضخة صدره.

حاوطت خصره وهي تقول بحزن عليهم:

-احنا بيحصلنا كدا ليه يا قيس؟بنتي عاوزة تخرب حياتها..إياس عايش ومش عايش..ليه كل ده يا قيس!

-انا السبب..سامحوني

-لا يا حبيبي مش انت السبب..اللي كان السبب مات وارتاح وسابنا احنا في العذاب هنا