|لم يكن الامر سهلًا| 2

2.2K 180 33
                                    

"ليام , أين امي " أمال ريان رأسه , فمنذ عادوا لا وجود للأم ولا لصغيرها المُدلل, لا من جهة أغراضهم ولا أحذيتهم التي كانت في مقدمة المنزل , مرت بالفعل خمس ساعاتٍ على هذا مما اقلق الاصغر سنًا بعض الشيء و سبب له شعُورًا بالغيرة من توأمه الذي كالعادة سحصل على والدته بكل أنانية و يبقى هو وحيدًا كما أعتاد , وجه ليام شحُب بشدة وسؤال ريان لم يزده سوى سوء . اصطنع إبتسامة صغيرة على شفتيه ثم نطق بهدوء " إن أمي في منزل صديقتها و قد أخذت إيرين معها , والان فالتتناول طعامك لتخلد للنوم ".

لم يبدو على ريان الرضى ليتذمر بخفوت " لما دائمًا إير؟" تظاهر ليام بعدم سماعه , ليرفع الورقة المُهترئة التي رأها على الطاولة حين قدومهم , وتعابير البرود أعتلت ملامحه , أفعلتها حقًا ؟ يالها من إمرأة , لم يُبالي من جهته بفعلتها الانانية , لكن ما حرك مشاعره هو الطفل الذي يبتلع طعامه هنا غير عالمٍ بما يحصل حوله من مؤامرات , أحقًا كان عليه الولادة هكذا؟ , لو أن إيرين الذي سرق قلوب الجميع وحده من ولد , لكان الامر أفضل من عذابٍ أخر .

"أخي ! , أتسمعني ؟ " خرج من شروده على صوت الاصغر سنًا, الذي يجلس أمامه بكتاب واجباته في حُجره لقد كان ذكيًا جدًا مقارنة بتوأمه , رُبما خطأه الوحيد أنه لم يكن كبقية الاطفال , إصطنع ليام إبتسامةً على الفور ليسأله "أتُواجه عقبة ما ؟" هز رأسه نافيًا ليجيب بضجرٍ واضح "لقد أنهيته منذ زمن , أنا ابحث عن ما يُسليني فحسب وأنت لا تُساعد حقا ".

قهقه بخفة ليمد يده ويُبعثر خُصلات رِيان الشقراء بشدة ليشهق الاخر ويصرخ في وجهه بينهما وضع يداه على رأسه ليُهذبه "لقد تعبت في تهذيبه بشدة ! لما تُفسده الان علي؟" وخز ليام خده لينطق بتوتر بعد ضحكةٍ سخيفة صغيرة "أسف ايُها الانيق لم أقصد هذه " .

حدق به بعبوسٍ على شفتيه ثم أعاد بصره للكتاب في حُجره ليتصفحه بتعابيرٍ ضجرة , قبل أن يأمره ليام بالاتجاه لفراشه حيث أن وقت النوم ها قد حان وقد تأخر الوقت بالفعل ناهيك أن لديه مدرسة غدًا , إنصاع إليه ريان من فوره بسبب النُعاس الذي ظهر في تعابيره ليرفع جسده وينتقل للطابق العلوي بعد أن تمنى ليلة هنيئة لأخيه الاكبر .

أختفت ابتسامة ليام بعد أن اختفى ريان عن بصره , تعابيره أصبحت منزعجة هادئة , مد يده لجيب بنطاله ليُخرج ضرفًا بدا مُستعجلًا , ظن لوهلة أنه من والدته أو من شخصٍ من معارفه كالعادة , مزق الغلاف ليسحب الورقة ويقرأ ما فيها على عجل والغضب بدأ ينثر ببطئ عندما وصل لتلك الكلمة التي أنتظر سماعها طويلًا .

"مُبارك لك , لقد قُبلت في جامعة العاصمة الرئيسية قِسم الطب بمنحة دراسية "

لكم أنتظر هذا؟ لسنةٍ كاملة وهو ينتظر وصول هذه الرسالة لباب منزلهم بعد تخرجه من مدرسته على الفور , فقد رغب حقًا بمُغادرة هذا المنزل و هذه القرية الريفية بأكملها , لكن ... ريان؟.

||When He Was Alone||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن