نهاية البداية

377 18 29
                                    

لهيب الحب الصادق لا تنطفئ نار أشواقه ولوعاته، ولهيب الغيرة الحاقدة لا تنطفئ بل تسري وتلتهم الأشياء كما تسري النار في الهشيم.

لكل بداية نهاية لكن كثيرًا ما تظهر كلمة النهاية حتى قبل أن نبدأ.

كمال وأسامة صديقان في مقتبل العمر قررا العمل معًا بعد ما بحثا عن فرص للعمل دون فائدة، وقد كانا يجيدان الحياكة فاتفقا على شراء بعض الأقمشة وحياكتها ومحاولة بيعها والله الموّفق.

بالفعل بدءا يحيكان بعض من قطع الملابس من العباءات النسائية على ماكينة خياطة منزلية وبدءا في رحلة ترويجها بين بعض أصحاب المحلات أو حتى بين الجيران ولو كانت بالتقسيط.

وبالفعل بدأت الأمور تزدهر معهما ويبيعان ما تيسر من تلك القطع بمبالغ متواضعة ثم شراء مزيدًا من الأقمشة وحياكتها من جديد.

دارت عجلة العمل وتيسّر الحال إلى حد ما فاتفقا على عمل مشغلٍ صغير بما معهم من مال وقسما المهام بينهما، فلأحدهما البحث عن شقة متواضعة ومعتدلة الإيجار وعلى الآخر توفير الآلات والخامات اللازمة والتي لم تكن سوى ماكينتين للخياطة أحدث من المنزلية، ماكينة للسرفلة (الهوفر) ومقص كهربائي وبالإضافة إلى الأقمشة والخيوط وعدد من لوازم الخياطة كقطع غيار للماكينات وزيت للتشحيم وأزرار و.... إلخ من اللوازم.

بدءا يعملان بجدٍ فالوضع لا يحتاج الآن لوجود عمال لكن ساعدتهما زوجة أسامة وتدعى سامية.

وبدأت تسير الأمور للأفضل وتكثر الطلبات ويتزايد الربح فيقسمان جزءًا منه عليهما بالتساوي وبالباقي يشترون ما يحتاجون إليه من خاماتٍ وأقمشة.

وتزامن في نفس التوقيت عودة الأخ الأكبر لكمال وكان يُدعى مجدي وكان مسافرًا تكاد تكون منقطعة أخباره لكنه عاد بعد طول غياب بخفي حُنين ولم يكن قد فعل أي شيء فاقترح عليه كمال أن يعمل معهم في المشغل والخير للجميع.

وبالفعل بدأ يعمل معهم ولم يمانع أسامة وجوده لكنه لم يكن نزيهًا ولا يتمتع بأي أمانة فكان يبيع من قطع الملابس لحسابه أو حتى من الأقمشة ويختلق أي قصص لتبرير النقص الموجود.

لكن أسامة قد كشفه سريعًا وأخبر كمال وطلب منه التحدث إلى أخيه بالمعروف وعليه أن يكف عن فعلاته المخزية وإلا فلا مكان له بينهم.

بالفعل تحدث معه كمال لكنه أنكر وادعى أن أسامة يريد أن يوقع بينهما كأخوين، لكن سرعان ما يعود لتلك الفعلات كلما هدأت الأوضاع فيحدثه كمال من جديد....وهكذا!

كره مجدي علاقة أسامة بأخيه وأنه لا يستحق مشاركته ورأى أنه عقبة في طريقه فلم يجد إلا أن يفرّق بين الاثنين.

ففكر في فكرةٍ شيطانية!

ذهب ذات يوم قبل مجئ أحدهم وأحدث عطلًا في كل الآلات ثم اختفى ولما اكتشفا كمال وأسامة العطل بلّغا مهندس الصيانة ليجئ ويصلحها وقد اتفق معه مجدي مقابل مبلغ من المال أن يخبرهما أن العطل بسبب قدم تلك الآلات.

(لهيبٌ لا ينطفيء)   By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن