٢

48 8 0
                                    

في احد مداهمات زوجها المعتادة ، فقد كان يطيل الغياب و يدخل بعد اسبوع او اثنان ، ليبدأ الصراخ و القتال ، و هذه المرة وجدها متبرجة و متزينة ،  كان مبتغاه نيل رضاه ، لكن عماه حجب له جمالها ، فكان اعمى من أن يرى الملاك التي منحت له و كان غبيا لكي يفعل بأميرة مثلها ما فعل ... شدها من شعرها  ذوقها العذاب بأنواعه ، ذوقها الويل ...
و في الاخير و بعدما افرغ طاقته فيها اغلق عليها باب القبو ،
القبو الذي طوله متر و عرضه متر و ارتفاعه متر ، ذلك المكعب الذي لا ضوء فيه و لا رائحة سوى تلك الخاصة بالعفن و الرطوبة ... اغلق الباب عليها و تركها منهارة مع دموعها التي تناجيها و تمسح على خدها بسيل القطرات ...
كان القبو معتما مثل حياتها معه ، ضيق مثل حجم الأمل فيها ، خانق مثل معاملته لها ، حزين مثل حالها ، بارد مثل قلبها الذي اُطفئت شمعته ...
صبرت كعادتها و انتظرت رحمته ، و أين الرحمة في وحش زائر،  متلهف لينقض على فريسته ...
قضت المسكينة ليلتها هناك .... و استيقظت على دلو من ماء في صباح بارد ، و كانت هذه أحد طرق التعذيب لديه ...
مرة أخرى قص لها شعرها بعدما توسلت منه الذهاب لعرس اختها ... فجعل بشعرها مظهرا جديدا ، و قال : الآن لا يمكنك الذهاب فمظهرك بشع ...
قص شعرها الغالي الذي كان كالحرير و ترك تتخبط في قسوته ....

الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن