" وإن لضعف الأنثى الجبليّ سطوة، كما أن لقوة الرجل الجبليّة صولة"
وللجمع بين الجبلتين ثمان حالات لا تصلح الحياة إلا بحالة واحدة منها عمليا، وهي حالتان نظريا، وتفسد بغيرها.
الأولى: أن تتعامل الأنثى مع رجلها بضعفها الجبليّ فله سطوة شديدة كالنارعلى نفس الرجل، لأنه يثبت احتياجها له والذي يبرز فيه صفة الرجولة والقوة، فيَلِينُ في يدها كما يلين الحديد في النار.
فإن غلبته صولة القوة الجبلية في نفسه، فسد ما بينهما لأنه وضع قوته في غير موضعها وكأنما تجبر على من جاء يسعى إليه في طلب الأمان.!
والمخطيء هنا ولا شك هو الرجل الذي لم يستطع ضبط انفعالاته وما حباه الله من القوة الفطرية فطغا وتجبر.الثانية: أن يتعامل الرجل بقوته الجبلية فيبرز صولتها في موضعها ويهذبها في غير موضعها، فتخلط الأنثى بين الحالتين ولا تحسن تفهم الطبيعة الجبلية للرجل، فتعامله بالندية، ولاشك تفسد العلاقة بينهما لسببين:
أولهما مخالفة طبيعتها الجبلية وما فيها من ضعف، فتصير صورتها في عينه صورة رجل كُسِي بملامح أنثى، وحينها ينشب صراع بينهما كصراع الأسود على قيادة القطيع، ولابد أن أحدهما مقتول في النهاية.
والمخطيء هنا المرأة ولاشك، لأنها لم تحسن تميز بين ما يحق له من استخدام قوته في موضعها، وبين الطغيان والتجبر.الثالثة: أن تتعامل الأنثى مع الرجل ابتداء بما يخالف طبيعتها وجبلتها وما فيها من ضعف أنثوي، فتجبر نفسها على أن تتعامل بمنطق القوة والسيطرة، وحينها لا يكون أمام الرجل إلا أن يستسلم لها، أو يكسرها.
فإن استسلم لها اختلت العلاقة وصارت علاقة مخنثة لمخالفتها الطبيعة البشرية التي خلق الله الناس عليها، وينشأ عنها نشأ مشوه، لا يعلم مَنِ الرجل مِنَ المرأة؟
والمخطيء هنا المرأة أيضا لأنها خالفت فطرتها ابتداء فصار الرجل مجرد رد فعل لتصرفها الناشز.الرابعة: كسابقتها لكن يأبى الرجل فيها أن تكسر رجولته وقوته، وأن تتعامل المرأة معه بمثل هذه الندية، فيأبى إلا أن يكسرها، وأن يقتل فيها تلك الندية، وحينها يكون الفراق هو أقرب الحلول للصواب.
ولاشك أن المرأة مخطئة في هذه الصورة إذ إنها خالفت فطرتها ابتداء، وأبت إلا أن يتعدى ضررها لتمسخ رجولة زوجها.الخامسة: أن يتعامل الرجل ابتداء مع الأنثى بما يخالف فطرته وطبيعته وجبلته، فيَكِلَ لها كل شيء، ويتخلى عن جميع مسئولياته، ويستبدل مكانه بمكانها، وحينها لا يكون أمام المرأة إلا أن تحمل على عاتقها مسؤولياته فتتعامل على أنها الرجل فتخالف طبيعتها وفطرتها، أو أن تتعامل على طبيعتها وفطرتها كما هي وتكل الأمور كلها إلى العشوائية فلا يكون للبيت ضابط ولا رابط.
فإن فعلت الأولى اختل البيت ولاشك، على أقل تقدير في أثر ذلك على النشأ الذي لا يرى رجلا في البيت ولا يرى إلا مسخين سُمِّيَا أبا وأما، لا يدري أيهما الرجل من المرأة.
ولاشك أن الرجل هو عين الخطأ في هذه الحالة لأنه تخلى عن رجولته ابتداء، وليس على المرأة في هذه الحالة من خطأ أبدا، لأنها عملت بأخف الضررين وأبت أن يسقط بيتها لخلو الرجل منه فقامت بالدورين اجتهادا منها.السادسة: كسابقتها لكن تأبى المرأة أن تخالف فطرتها وطبيعتها وتصر على التمسك بأنوثتها دون أن تتجاوز ذلك إلى مسؤوليات الرجل حتى وإن كان في ذلك خراب البيت.
ولاشك أيضا أن الرجل هو المخطيء في هذه الحالة، وحينها يكون الانفصال أفضل الحلول، حفاظا على ما تبقى للمرأة من أنوثة، وابتعادا عن ذلك التشوه الذي قد ينشأ في نفس المرأة وكذلك في نفوس أبنائها حين يرون ذكرا لا يعرف من الرجولة سوى أنهم يقولون عنه ذلك.السابعة والثامنة -ولعلهما حالة واحدة تطبيقا، وحالتين نظريا-: أن يتعامل الرجل بما حباه الله من رجولة وقوة، فيضعها في موضعها ولا يتعمد إظهارها إلا في موضعها، ويهذب صولة القوة في نفسه، فلا يتعدى على الضعيف ولا يحاول أن يكسرها بل وينزلها منزلتها ويعظم لها إظهارها جانب الاحتياج له، والميل إليه، والاعتماد عليه، وبالمثل تتعامل هي مع طبيعتها وفطرتها التي فطرها الله عليها، فتظهر جانب الضعف ولا تستخدم سطوته إلا في موضعه ولا تجعله حجة للتخلي عن مسؤولياتها، أو طلب ما لا يتحمله الرجل أو نحو ذلك.
ومثل هذه الحالة، عكسُها: أن تبتديء المرأة بإظهار جانب ضعفها الأنثوي وتهذب سطوته فتضعه في موضعه، فيقابل الرجل ذلك بكل تقدير واحترام ولا يصول عليها ولا يجول.
وهاتان الحالتان هما ما يصلح العلاقة بينهما وتستمر البيوت بها، وتبنى على طاعة الله، ويسود فيها جو من الوئام والسلام النفسي، وينشأ عنها نشأ يعرف قدر الرجل وكذلك قدر المراة، وينزل كل منهما منزلته.والسعيد الموفق هو من رزق امرأة تفقه ذلك وتطبقه تطبيقا عمليا، والسعيدة الموفقة من رزقها الله رجلا يعظم لها قدرها ويقدر فطرتها الجميلة الطيبة النقية، فيعاملها بالجود، وينزلها منزلتها ولا يكسرها ولا يدني مرتبتها ولا يحملها على مخالفة فطرتها.
تنبيه: لاشك أن الحالات التي سميت فيها المخطيء سواء رجلا أو امرأة إنما هو على التغليب،فهذه الحالات يكون الخطأ فيها مركبا، وعلى كل واحد منهما كفل فيه، لكني نسبت الخطأ لصاحب الخطأ الأكبر أو صاحب الابتداء بالخطأ، وإلا فالآخر له كفل منها، إلا في الحالتين الخامسة والسادسة فالخطأ كله على الرجل لأنه صاحب القوة الجبلية وتخليه عنها لا يجعل من تصرف المرأة في المقابل لإنقاذ ما تبقى من بيتها وأبنائها خطأ تحاسب عليه، بل الخطأ كله على الرجل وحده، والله المستعان.
والله يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
#خاطرة
#عمر_علي_كامل
أنت تقرأ
لأننا غاليات2 🌸
روحانياتهذا الكتاب عبارة عن مجموعة كتابات قصيرة تعرفك على قيمتك عند ربك، على قيمة حجابك، صدقيني اقرئي كلماتي بصدق اقرئيها بقلبك قبل عينيك لن تندمي قسما بالله ستتغير حياتك من ضنك لراحة نفسية شاملة أنت غالية أحبك في الله و أتمنى من الله أن يجمعني معك تح...