مشهد ٦

7.1K 220 3
                                    

#مشهد6
عدنان وفيروز💋💋
ظل يحملها وهاتفه يرن حتى تلاشى صوته تدريجيا وهو يضعها على أحد المقاعد فى أروقة الطريق ..ليجثو على ركبتيه وهو يفحص كاحلها النحيف ويخلع حذائها القابض عليه :
-" قصر القامة شئ جذاب !"
لم تبدو فاهمة لما يقوله وقد بدا ذلك على ملامحها فإبتسم عدنان لبرائتها وهو يهتف ممسدا قدميها برقة :
-" أقصد أنك جميلة بدون أحذية الكعب العالى فلما تتعبين نفسك ؟"
لم تقصد أن تبتسم بهذه الرقة وبالطبع لم تدرك أن وجنتيها توردتان...ولكن ..مغازلته العفيفة لها أثارت أنوثتها بشكل أسعدها ....حركة يده المتمرسة على كاحلها أراحتها ...أسرت قشعريرة لذيذة بقدميها فإتسعت إبتسامتها ...هل كل مرة ستشحذ إهتمامه كما فعلت ؟؟ حتى ولو بشكل غير مقصود ...هل كل مرة ستسقط كى تطلب منه أن يحملها ....
هل عناقه لذيذ لهذا الحد الذى ترخص به من أنوثتها وتتلاعب بلعبة ليست لها ....
هل عدنان حقا يستحق كل هذا !؟
أجفلها صوت هاتفه وهو يستأذنها أن يرد لم تكن بحاجة لأن تعرف من المتصل ....عدنان يبحث عن فيروز زوجته ! والتى هى يالا العجب بين يديه الآن ....
سمعته يهتف من بعيد بصوت خفيض :
-" حين يأتى المسئول عن الأمر أعلمنى ...أريد خبرا مؤكدا اليوم هل تفهم !!"
إبتسم بدهاء لا تعرف أنها تملكه ...أنه يقترب من شباكها التى نصبتها بإرادته الحرة ....معرفته بكونها زوجته سيجعلها تجتاز مرحلة كبيرة ...ولن يتوانى عن التقدم ناحيتها على الأقل ليفهم لماذا !
وهذا ما تريده ...
أنهى المكالمة وهو يقترب منها مبتسما هاتفا بمرح :
-" لازال هناك وقت فى الإستراحة ...ما رأيك لنتناول الطعام سويا !!"
همست ببردو قصدته :
-" ولكنك ستتناوله مع باقى المدراء !"
بدد برودها بغمزته القاتلة وصوته الرخيم :
-" وهل يتنازل المرء عن فطور مع وجه حسن لأجل هذه الشوارب ...دعك ..هل ستمشين أم أحملك !؟"
إبتسمت مجددا لكلماته التى تعلم أى مواضع الخطر لديها تضرب ...حركت رأسها رفضا وهى تهمس بتعفف :
-" لا سأسير !!"
لم تكد تقف حتى جزعت من الألم كادت تسقط فلحق بها يسند جذعها فإنكمشت تلقائيا على وقع كلماته :
-" هكذا ستسيرين ...أيا كان لأحملك !"
تمنعت بتهور عنيف هاتفه :
-" لا لا أريد فقط لو سمحت لأستند عليك !"
رفع حاجبه من صرختها المفاجأة ولكنه تفهمها ...فأومأ بحيادية وهو يمد ساعده لتستند عليه ...سارا حتى أقرب مطعم فأجلسها وجلس معها ....
بعد برهة وضع النادل سفرتهما ...لقد طلب لها البيتزا بالخضراوت ....كم تكره الزيتون والفلفل!!! وما العمل سوى التخلى عن بعد الرقة المططنعة والإتيكيت المزيف لأجل إشباع عصافير معدتها التى تزقزق ....
شرعت فى إخراج الخضروات بحرافية لم تخلو من تشويه شكل البيتزا تماما ....كان يراقبها مبتسما وهى تذكره بالأطفال ...بريئة غير متكلفة ...طبيعية تشبه شئ ما داخله ...كأنها تنتمى له لكن لا يعرف ...كانت جذابة وهى منهمكة فى إخراج الزيتون حتى أخر زيتونة ....لتنظر له بإنتصار بعدما إنتهت ...أجفلتها إبتسامته الجذابة التى سادت محياه وهو يستند برأسه على كفيه يراقبها بتلذذ ...كجائع يشتم رائحة عشائه بنهم .....شحبت وإرتعد قلبها بخفق غريب فتمنت لو زجرته صارخة ألا يخونها الآن ...الآن تحديدا ....هتف بصوت مرح متعجبا شحوبها :
-" ما بك !؟ أنهكتى نفسك هباءً كنا أوصينا بها سادة !"
أجابته بصوت غريب :
-" أكره أن أحصل على شئ بسهولة ...صعوبة التحقيق تكسبك أحقية الهدف !"
همس متعجبا :
-" كلمات جميلة ...من أى مدينة أنتِ فيروز !؟ هل أنت من العاصمة !"
همست تداعب بشوكتها الطبق :
-" لا أنا من بلد صغيرة على أطراف العاصمة ..."
-" أى بلد !"
-" لا تنتبه لن تعرفها ...إنها ريفية قليلا .."
راقبت ملامحه والعجب يسودها فهمست مدركة بتهكم :-
-" تتسائل كيف لأهل القرى بثياب المدينة وخلقها ...."
هتف مستنكرا يدافع عن ذاته :
-" رب الجمال واحد فى كل مكان ...لكن أتعجب أن تكون فتاة من قرية بهذا التمكن من الدراسة والعمل !!"
نظرة خاطئة من شخص أحمق تخدعه المظاهر كعدنان !!
-" شئ عادى فالأناس لا يصنفون لنشأتهم بل لعقولهم ....قريتنا حافلة بهذه العقول ..."
إبتسم مردفا بمجاملة :
-"تشوقت لزيارتها لأعرف هل بها فتيات بجمالك ورجاحة عقلك أم أنك وحيدة متفردة !"
كادت تصرخ بها :
-" إرحم نفسك قليلا ودع تاء التأنيث بحالها ...قلبك مثل الرمانة تشغله الكثيرات إتقى الله !!"
لكنها إبتسمت بود مجامل نيابة عن ذلك ...قاطعهما رنين هاتفة برسالة نصية ...صدمه محتواها ...وهو يرى صورة فيروز أمامه و....وإسم زوجته التى لا يدرى عنها شئ يعلوه....
هل ...هل فيروز حقا زوجته ...أى زوجة ! متى تزوجها ...وكيف ...؟؟!

زوجة مع وقف التنفيذ 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن