الفصل الثاني ......
للمره الألف تنظر الي المرآه لكي تهندم حجابها الازرق الداكن ليقول اياد بغيظ...
-يابت سيبي ام المرايه بقا هنعمل حادثه...
لوت شفتيها باستنكار لتقول...
-الله وايه دخل المرايه الاماميه في الحوادث
تحدث بأبتسامه صفراء وهو يتابع الطريق...
-هما كانو بيقولو انها عشان نشوف الي ورانا بس طلعت عشان نعدل الحجاب !!
تنهدت واشاحت وجهها الي زجاج السياره وملامحها شارده...تشعر انه لم يعد يحبها كالسابق يسخر من كل افعالها...
لاحظ شرودها استبعد ان تكون حزنت من مزاحه ولكن شرودها دام لنصف الطريق ليمسك يدها مقبلا اياها...
-مالك ياهند ؟
افاقت من شرودها علي لمسة شفتيه لباطن كفها لتقول له بخفوت...
-لسه بتحبني يااياد!!
عبست ملامحه بشده ليقول بهدوء...
-هو هزاري الي فهمك اني بطلت احبك ياهند !!احتارت في الاجابه ففي الحقيقه نعم !!
مزاحه الثقيل وقلة رومانسيته تجاهها في الاونه الاخيره جعلتها تشعر انه لم يعد يحبها...اوقف السياره جانبا وانتظر اجابتها..
لتتنهد بقوه وتقول....
-حاسه ان انبهارك بيا راح يااياد ... من ساعة مادخلت شغلك الجديد وانتا انشغلت جامد مبقتش بشوف غير طيفك...وحتي هزارك بقيت احس انك مش طايقني ...
استمع لها وهو يري الدموع تلمع في عيناها...ود لو يصفعها علي تفكيرها السلبي ولكنه جذبها اليه وعانقها بقوه قائلا بهدوء......
-انشغالي بسبب اني بكبر الشغل ياهند ولو شايفه ان هزارى معاكي تقيل هخففه بس اوعي تفتكري اني بطلت اتنفس حبك !!
رغم كلماته البسيطه الا انها ابتسمت عندما استشعرت الصدق في حديثه.....
لتبادله العناق بأبتسامه...كانت بحاجه الي تلك الكلمه لتبتسم !!
ليبعدها عنه ويقول بخبث...
-احنا هنسرب مالك عند ماما ونطلع اسبوع العسل الي انا مظبطه ياقشطه !! ....
لم تفهم ليبتسم بأتساع ويقول...
-بقالي شهر بحاول اخلص شغلي عشان اعمل اسبوع عسل لينا ياحببتي !!
ابتسمت بشده وهتفت بسعاده....
-الله..حلو اوي اسبوع عسل...
ثم اكملت..
-بس عايزه اخد مالك معانا !!!
ابتسم بخبث وعاد يقود من جديد قائلا..
-الاسبوع للكبار فقط ، عايزين نعيد امجادنا يا مدلع انت !!!
ضحكت بخجل وهي تشيح نظرها عنه ... ليبتسم هو بحنو علي حبيبته الخجوله...
لترجع وتنظر في المرآه مره اخري وتهندم ححابها !!
ليهتف بغيظ....
-يادي النيله!!!
..................
اما جابر ووداد فقد غلب عليهم الضحك والمزاح طوال تجهيزاتهم ...وهو يستعرض عضلاته بالبدلة ويمدح في نفسه ..ويقول بمرح...
-بذمتك تلاقي جوز زيي كده فين ولا اجدع جوز شرابات فيكي يا قاهره المعز....
دوي صوت ضحكاتها وهي تقول بانفاس مقطوعه...
-يابني ارحمني هموت من الضحك ومش هلحق اتهني بالحفلة اليتيمة اللي هروحها !!
ابتسم لها وهو يحتضنها من الخلف ويرمي بثقلهم الي اليمين ليتراقص بها ....
-بعد الشر يا قلبي ان شاء الله انا !!
نكزته بكتفها في صدره وهي تقول بتحذير وغضب مصطنع ...
-بس بقا انت عارف مش بحب الكلام ده !!
تأوه بصوت عالي واستمر بمرح...
-ااااه بتحبي يا نااااااس ، خطفت قلبي بنت الايه يا نااااس !!
-هههههههههه بس يا مجنون الدنيا كلها سمعتنا...
قبل رأسها من الخلف وضمها اكثر ....
-يسمعوا وانا هيهمني حد ولا ايه ، لا انا اعجبك اوووي ومش بخاف !!
هزت رأسها علي مزاحه الدائم فاستدارت لتمسك بوجهه و قالت وكأنها تكلم علياء ابنتهم....
-جابر يا حبيبي اوعي تقلب الحفله هزار زي ما عملت في عيد ميلاد عليا الاخير الناس مكنتش قادره تقف علي حيلها عشان تروح من مسخرتك دي !!
ازاح يدها بانزعاج وهو يرفع شفته العليا للاعلي ...وقال بتحدي ...
-بس اوعي كده ايدك دي ؛ انتي هتخدي عليا ولا ايه و بذمتك يعني دول ناس كانوا يتعزموا في عيد ميلاد طفله دول شويه كانوا هيطلبوا قهوه سادة !!!
قرصت انفه وهي تزم شفتيها بقله حيله وقالت ...
-طيب يلااا يا حبيبي شيل علياء عشان ندخلها لماما قبل ما تنام هي كمان !!
ابتسم لها ولمعت عيناه قبل ان يخطف قبله من شفتيها المكتنزة ليخطف قلبها قبل عقلها ، ويتركها بابتسامه خبيثه ليحمل علياء بحنان زائد وهو يحملق في براءتها طوال الطرق الي الشقة المقابلة لهم !!
نزلا الي يونس وبدور الجالسان بسيارتهم ، ليردف يونس بضيق...
-الباشا جي علي نفسه ليه ، خد وقتك احنا تحت امر حضرتك عادي يعني !!!
نظر جابر الي بدور وقال بلا مبالاه ....
-اااهو قلت تغير اشفق عليكم وانزل ....
زفر بحنق وقال بصوت مسموع جيدا لجابر ...
-ابو سماجه اهلك يا شيخ ....
لينكزة جابر في كتفه من الخلف ويقول بتعالي ...
-ششششششش سوق يا ولد وانت ساكت !!
انفجرت بدور ضاحكه ومعها وداد بينما هز يونس رأسه والشئ الوحيد الذي منعه من القاء جابر خارج السيارة هو عشقه لتلك الضحكة النابعه من داخلها ....
………………..
دلفت شهد بأبتسامتها الهادئه وهي تتشبث بيد غيث وتطلع في وجوه من حولها لتهمس له بصوت منخفض....
-متسبنيش عشان معرفش اي حد...
ضغط علي يدها قائلا بطمئنان ودفئ...
-ماشي ياحببتي...كانت متألقه بفستانها الاسود الامع وخصلاتها التي صبغتها بلون الكراميل وسمرتها المحببه !!
بينما غيث يرتدي بدلته السوداء بقميص ابيض رسمي في قمة اناقته كالمعتاد
استقبلهم احد الضيوف بابتسامه واسعه علي محياه بينما غيث يبتسم بهدوء....
ثوان واتجه غيث وشهد الي الطاوله المخصصه لهم ولشخصين اخرين....
تقدم غيث وازاح الكرسي الي الخلف لتجلس شهد بأبتسامه جميله.....وجلس غيث امامها ليرحب به المدعو جابر بأبتسامه واسعه وهو يمد يده..
-اهلا انا جابر محمد محامي! عرفت انك وكيل نيابه ده صحيح ؟
ابتسم غيث ليقول برزانه وصافحه...
-اهلا بيك ايوا وكيل نيابه ...اتسعت ابتسامة جابر ليقول بسعادته الدائمه....
-اه انتا منين يا استاذ ااا.....
قاطعه غيث بهدوء....
-غيث..انا من اسكندريه.....
اجاب جابر بحماس وهو يمد يده علي الطاوله امامه....
-انا محامي بس من القاهره...بالحق انا سمعت عن قضية القتل الي حصلت في اسكندريه وتقريبا بردو الي ماسك التحقيق اسمه غيث...تنهد غيث بقليل من الانزعاج من ثرثرته...
-اه انا الي ماسك التحقيق...
لاحظت وداد وكز شهد ليد غيث وهو يتنهد يانزعاج لتقترب من اذن زوجها...
-اهدي شويه هيقولو جايبه طفل معايا ....القاها بنظره خبيثه ليقول بهمس وقح...
-متأكده ان معاكي طفل !!
فهمت مايرمي اليه بوقاحه فاحمر وجهها خجلا وتلكزه في يده قائله....
-جابر و بعدين معاك !!!
عبست ملامحه ليهمس بطفوليه....
-كان نفسي ابقا ظابط سبيني استجوبه....وبعدين ....
مال عليها قليلا ليهمس ...
-حاسس اني محتاج اضايقه الراجل هيجيله سكته من الاكتئاب ،انا حاسس ان بقه نسي الكلام ...خدتي بالك بيتأخر في الرد ازاي !!!ضحكت بخفوت علي زوجها خفيف الظل الذي تعشقه ، ليتكلم جابر من جديد ببراءه قائلا...
-وطلع القاتل ولا لا....
ابتسم غيث ابتسامه متكلفه ليقول...
-التحقيق لسه جاري يااستاذ جابر....
كاد جابر ان يتحدث لتقاطعه وداد وهي تتكلم مع شهد قائله وهي تشير الي جابر....
-انا وداد مرات جابر و انتي ؟؟
ابتسمت شهد قائله...
-انا شهد زوجة غيث...
-اهلا بيكي ياشهد...ظلت شهد تثرثر مع وداد اما جابر فلم يرحم رأس غيث وهو يتكلم عن كل شئ في الوجود ، الشرطه ، المتهمون ، السجن !!!
الكثير والكثير من الحديث ، ظن غيث انه مجنون ..فلا يوجد شخص يتكلم بتلك السرعه دون تعب او توقف .....
مسح غيث وجهه بكفه وهو يستمع لجابر ويود لكمه لكي يسقط فكه ارضا ، ولكن جابر لمح يونس شقيقه وقرر التوجه اليه.......
جابر بأبتسامه واسعه.....
-هروح اكلم اخويا يونس وراجع تاني يابو الغيوث !!!
ثم امسك يد زوجته وغادر الطاوله و غيث يحدق في فراغه بذهول !! متمتا .....
-ابو الغيوث؟؟
ضحكت شهد بقوه وهي تكتم ضحكتها بيدها لينظر لها غيث بدهشه قائلا...
-هو الانسان دا طبيعي!
تحدثت شهد بين ضحكاتها...
-دا دمه خفيف اوي ياغيث...شكله لطيف خالص !!
عبست ملامحه ليقول بغيره وحده..
-بتقولي ايه ياشهد !!
ابتسمت بأتساع واحكمت يدها حول يده قائله بنبره عاشقه...
-بقول حفلة لطيفه خالص !!!....
ابتسم برضا وهو يقبل يدها داعيا الله الا يعود جابر الي الطاوله مجددا….
................
أنت تقرأ
صمود حواء
Romanceنوفيلا تجمع بين روايه عشق الليث وقاسي ولكن احبني و أسري القلب�... للكاتبتين .....دينا إبراهيم و وسام أسامه .... دمتم سالمين...