05

154 53 29
                                    


تتمشى مارينا في شقتها بثيابها المنزلية الوردية
وشعرها البني مرفوع على شكل كعكة فوضوية، تحمل كوب من القهوة المزين بقطط بيضاء وفي فمها كعكة الدونات الملونة.

وثبت على أريكتها الجلدية السوداء أمام حاسوبها الخاص، لتقترب منها قطتها الرمادية ذات الأعين الزرقاء، وتباشر مداعبة صاحبتها طمعا في الأكل كالعادة.

"فلافي! لا وقت لمداعبتك و إطعامك
لدي الكثير من العمل خصوصا أن السيد رايتشل مريض الآن"

ابتعدت القطة الصغيرة عن تلك الفتاة العاشقة للعمل، لتتجه صوب المطبخ بعد سماعها لصوت غريب وإحساسها بكيان غامض داخله.

جفلت مارينا ما إن تردد على مسامعها صوت مواء حاد صادرا عن المطبخ مما جعلها تركض إلى هناك بخوف منادية باسم هرتها.

اتسعت مقلتاها صدمة مطلقة شهقة رعب لذاك المنظر، حيث أن رأس القطة مفصول عن جسدها وأسفلها بركة من الدماء داكنة اللون.

تراجعت للخلف وجسدها يرتجف رعبا، التفتت فجأة بعد إحساسها لشيء يقف خلفها مباشرة، لتشهق مجددا ناظرة لتلك التي تحدق لها بنظرات قاتلة، حاقدة مجردة من الإنسانية.


"أ-أوديت...؟"

تأتأت مارينا غير مستوعبة و عيناها تكادان تخرجان من محجرهما من شدة الصدمة والرعب.

ابتسمت أوديت بشيطانية بينما تدير رقبتها كالبومة لكلا الاتجاهين مردفة بصوت شبيه لأصوات الشخصيات الشريرة في لعب الفيديو.

"صار لسانك طويلا آنسة أليكنز ويجب قصه"

رفعت السكينة بشكل أفقي تاركة إياها تتدحرج لليمين واليسار بين أصابعها، مسببة ارتفاع نسبة الخوف والهلع لدى الأخرى.

ظهرت هالة سوداء شبيهة للسحاب خلف أوديت، بينما تطلق ضحكات مخيفة تزداد حدتها كلما اخترق السواد بياض عينيها.

أحست مارينا فجأة بشيء كالقبضة يخنقها ويجعلها تطفو عن الأرض بضع سنتيمترات.

ظلت تتخبط في الهواء والأخرى لا تزال تعبث بذاك السكين وضحكتها المرعبة يتردد صداها في كامل الشقة.

اقتربت ببطء لترفسها مارينا حتى سقط السكين من يدها وارتطمت ببار المطبخ، وهذا كان لصالحها إذ وجدتها فرصة للهرب.

ركضت اتجاه الباب بعد سماعها لصوت الجرس يرن وما إن كادت تفتح شعرت بيد باردة تمسك قدمها وتسحبها بقوة مسببة جروحا على مستوى كامل جسدها، و صراخها دوى المكان مما جعل الطارق يطرق الباب بقوة أكبر مناديا باسم صاحبة الشقة.

حملت أوديت السكينة عاليا لتغرزها مباشرة في قلب الأخرى واستمرت على ذلك إلى أن أحست أن روحها غادرت هذا العالم بعد أن أغمضت عينيها وسكن جسدها.

ابتسمت سوداوية الأعين بشيطانية لترمي السكين جانبا وتحدق إلى يديها الملطخة بالدماء القانية، دماء مارينا.

نظرت إلى الباب ما إن سمعت ضربة قوية لتدرك أن الطارق يحاول كسر القفل بعد أن كرر دفعه للباب بقوة أكبر مرات متتالية.

تراجعت للظلام وابتسامتها المرعبة لازالت مرتسمة على طول شفتيها، وتزامنا مع ذلك فتح باب الشقة بقوة، ليظهر لوكاس من خلفه وتغزو ملامحه أمارات القلق والرعب، لتتغير إلى صدمة بعد رؤيته لجثة مارينا تسبح وسط دمائها الغزيرة.

لعنة داجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن