: إهداء
لمن كتب في مدونة ' موضوع' تلك المقولة: " كن كل ما يمكنك أن تكونه"، حين قرأتها لم أعلم كيف حركت روح التحدي داخلي لأخرج ابني البكر للوجود.
شكري عاق رغم بره لوالدين لطالما كانا وقودا لحياتي ، ليحميهما الرب ويبارك في عمرهم.
مقدمة :
لا أعلم ما الدافع المجهول وراء انتحار الشباب في البحر الأبيض ما القصة وراء ذلك الشاب ليعلن انهزامه في وطنه، هل حقا
يفضل الموت في ظلمات البحور على الموت هنا. ماذا لو كنا ولدنا في بلاد كل نسائها شقراوات وكل رجالها من ذوي العيون الزرقاء ، هل كان سيختلف حاله أم أن عجزه على المضي قدما والبحث في ذاته سيؤديان به إلى الغرق في محيطات اليأس.
لم أكن أعلم ،أخي شاب في مقتبل العمر يقف وكل قطرات الدمع الهاطلة على وجنتيه تظهر مدى حسرته على تلك العجوز القابعة بين رجليه تتوسل وتلعن وتبكي وتسب في كلمات مملوءة غضبا على من شجعوا وحيدها ليلقي نفسه في غيابات الظلمات ، ليس لها رجل سواه زوج قتله مرضه وأبن سيقتله قدره ، أين ستنتحب على وليد بطنها ذلك الشاب الذي فنت عمرها ليحصل على دبلومه ليجلس في مقهى أمامها يلعن قدره ويشكو على وطن لطالما كان الحضن الدافئ لأبنائه، لمن يريدون تركه أ لجيل استعصى عليهم فهمه أم لغرباء ينتظرون فرصة لاستنزافه.
كنت لا أدري أ خطأ من هنا أم خطأ من هناك.
مر على ذلك اليوم أكثر من عشرين سنة لأفقد أخا طالما كان الغرب حلمه الوحيد أكان يريد أن يصبح غريبا في بلد كل أناسها غرباء ، لم يصل لم تتركه أمواج البحر الأبيض إلا بعد أن أزهقت روحه ، تلك الروح الطيبة التي تركت ورائها امرأتان لزمن غريب وتنضم هي للمئات من شهداء الظلام .
أنا الآن أعيد تجربة أمي ، أجلس تحت ركبتي وحيدي أنحب وأنجب دموع الحسرة على قدميه ، أترجاه كي لا يرحل ، لمن ستتركني أقول في سئم ، لمن يا عمر !! لمن ! ، أتريد أن تلقى حتف خالك الذي لم تره قط وغصة في داخلي تنمو ...كنت قد أعدت ذكرياتي قبل أسبوع و أنا أشاهد تلك الصور في حاسوبه عن المهاجرين ومقالات عن تجربة من فلح في النجاة من غدر البحر ، مقولة أدونيس تعتلي المكتب : " أيها الوطن أرفع سقفك كي أستطيع تحته أن أرفع رأسي " ، أدركت حينها أن عمر وحيدي من أب تركني ليلحق صباه ، قد مل من غربة في وطنه ، أفقت من ذكرياتي على انحنائه الحاني مني ليقبل رأسي ويقول : يا من ظلت ليلها ونهارها سواء في خدمتي اتركيني قبل أن أموت في حضنك قهرا وحسرة على مستقبل لن أجده هنا ، كيف لي أن أئد حلما لم يولد بعد ، لم أرفع رأسي أدركت حينها أنه اتخذ قرارا لن يعود عنه حتى ولو قطعت وريدي أمام عينيه الباكيتين ، قلت وأنا أقف لقد تخليت عن حلمك حين اخترت هجراني وهجرة وطن جعل منك رجلا إن نكرانك لجميله هو الهجران بحد ذاته لقد فشلت يا عمر لحظة قررت أن ركوب قوارب الموت خير لك من الجلوس في بلد سيد لنفسه ؛ أنهيت الحديث بدمعة يتيمة سرت على وجنتي وأنا ألومه في حزن سيصلني جثمانك كما وصل جثمان خالك من قبلك ، قام لينصرف وقلبي يحترق في جهنم لتلفحه نارها وتمزق رئتي بدخان حسرته..
YOU ARE READING
غيابات الماضي
Historical Fictionعمر الشاوني شاب في مقتبل العمر يقرر تجربة أحد قوارب الموت للوصول للحلم الأروبي ،فكيف ستكون ردة فعل والدته وهل سينجو أم ماذا