مذكراتي العزيزة (كاملة)

الجزء الواحد والسبعون: بعيد جدا

عندما وصلت نور لمنزل أمها. قلقت نجوان لرؤية ابنتها بحقائبها

"في ايه؟ رأفت فين؟"

"انا جيت اقعد معكم شوية بس كلكم وحشتوني ومحتاجة اقعد معكم البيت مليان توتر بسبب حالة رأفت وانا محتاجة إجازة"

غضبت منها نجوان وسألتها

"ازاي تسيبي جوزك وهو في الحالة ده؟ هو محتاجك يا نور. انت وعدتيني انك عمرك ما هتسيبيه"

"ايوة يا ماما انا ما سيبتهوش انا بس حبيت اريح اعصابي شوية مش اكتر مش عارفة اركز في شغلي بسبب التوتر اللي في البيت انا قولت لهم اجي هنا كام يوم وحمايا وافق"

"ورأفت؟ انا متاكدة انه مش موافق حتى لو قال لك كدة هو محتاجك يا نور"

"رأفت سمح لي حتى هو اللي اقترح الفكرة لما شافني تعبانة فقال لي اجي هنا اقعد كام يوم"

"لا يا نور ما كانش مفروض ابدا انك تسيبيه"

"ماما ارجوك انا محتاجة ارتاح. انا هادخل انام وارجوك ما تصحينيش"

جرت على غرفتها القديمة واوصدت الباب خلفها نامت على السرير ودفنت وجهها في الوسادة وبكت بحرقة. بكت لساعات حتى غلبها الإرهاق ونامت

اتصلت نجوان بأر كيه ولكنه لم يرد على اتصالها. حاولت مرارا وتكرارا ولكنه لم يجيب أي اتصال من اتصالاتها

مرت الأيام على نفس الرتابة. تقضي نور اغلب يومها في العمل وعندما تعود لمنزل أمها تبكي حتى تنام في غرفتها القديمة. اتصلت نجوان بأر كيه مرات عديدة لتسأله عما حدث بينه وبين ابنتها ولكنه لم يجب اتصالاتها ابدا. والان تليفونه مغلق دائما كأنه غير رقمه. كان عليها ان تفعل أي شيء. فهي لم تستطيع ان تراقب ابنتها تعاني في صمت. فقررت ان تزوره وتتحدث معه وجها لوجه.

منزل كامل

أستقبل مدحت نجوان ورحب بها

"اهلا بيك يا مدام نجوان. عاملة ايه؟ ونور عاملة ايه؟"

"احنا كويسين يا دكتور مدحت لكن نور مش كويسة خالص"

قلق مدحت مما سمع وسألها

"ليه؟ حصل لها ايه؟"

"انا هنا علشان اسال حصل لها ايه. انا بنتي عمرها ما كانت كدة. بقت عايشة ميتة. لا تتكلم مع أي حد تبكي اغلب الوقت تقريبا مش بتاكل خالص ورأفت مش عارفة ايه اللي حصل له مش بيرد على اتصالاتي خالص ودلوقت موبايله على طول مقفول حصل ايه لأولادنا يا دكتور مدحت؟"

"انا مش عارف أقول لك ايه انا خجلان من تصرفات ابني"

"عمل ايه؟"

"انا مش هاقدر احكي لك أي حاجة علشان انا مش فاهم أي حاجة. اتكلمي معه واساليه يمكن يرجع لعقله"