قام الفارس المقنع بفك وثاق ايلين، وقد بدا وجهها كورقة خريفية شاحبة إثر صدمتها ما إن سمعت صوته وكلماتها... لتهمس بعد لحظات من الصمت بصوت مخنوق: لي.. ليون.
قبلها بحرارة، واغرورقت عيناها بالدموع للمرة الأولى منذ 13 عاماً.
- آسف ايلين... لكن صدقيني كان الأمر ضرورياً، لقد كان كل شيء مخططاً له.
- من قبل مَن؟
- أنا وزاك ونيكولاس.
صاحت ايلين غاضبة والدموع لا تزال منهمرة من عينيها: لقد كنت كالأموات في جسد الأحياء، ما يربطني بهذه الحياة هما طفلاي... ألم يخطر في بال أحدكم إعلامي بالحقيقة.
حاول كل من نيك وزاك التبرير: حاولنا ذلك كثيراً ولكن...
- ولكن ماذا؟ هل كان منظر عذابي ممتعاً لكما؟!
تدخل ليون: أنا من كان يمنعهما من قول الحقيقة.. آسف أعلم أن الأمر مؤلم، ولكني لم استطع مقاومة تلك النشوة عندما أراك حزينة تفكرين بي طوال الوقت.. عندما أرى مقدار عشقك وحبك لي.
احمرت ايلين بغضب وخجل.. صارخة: هل انت مريض؟ لقد كنت اموت في كل يوم مئة مرة وأنت تجد هذا ممتعاً، تبا لك ليون.. اقسم ستكون نهايتك على يدي.
- هل انت متأكدة مما تقولينه، أحقا ترغبين بقتلي.. الفراق مجدداً؟! وعلت ابتسامه مكر محياه.
- تبا لك.. لقد كان مؤلماً ليون، واجهشت باكية في حين احتضنها ليون بقوة، هامساً: أنا آسف حقا ولكني عشت كذلك لخمس سنوات.. وعندما وجدتك أخيرا كنت قد خنتني مع شقيقي وقد أنجبت منه طفلة.. قاطعته: ولكني لم أفعل ذلك عمداً، لقد كنت فاقدة للذاكرة.
أجابها ليون: أعلم ذلك.. ولكن قلبي لا يستطيع تقبل الأمر، ولاسيما انك فضلت الذهاب مع شقيقك بدلاً من العودة إلى جواري، وكذلك قيادة الجيوش في المعركة وقتالي.
- لأنه لم يكتب لنا العيش معاً... انا قتلت امك، وأنت قتلت والدي.. نحن غارقان في نيران الانتقام ولعنة الحب.
- ألهذا السبب آثرت قتلي بيدك واللحاق بي إثر ذلك.
أجابت ايلين بصدمة: كيف علمت بذلك.
- أنا أحبك ايلين بل اعشقك ولا استطيع العيش دونك، استطيع معرفه ما تفكرين به دون جهد وان الطريقه الوحيده لإيقافك هي بتذكيرك بلوك وفانيسا.
- انت ماكر ليون.
- اعتبريه عقابا ايلين، عليك تعلم الصراحة، ثم إن ما حصل كان ضروريا لإنقاذ لوك... اظن انك تستطيعين فهم ما يحدث هنا دون حاجة للشرح.
- أجل أولئك الحمقى من مجلس الشيوخ يحاولون كسر ختم فلاد ولوك الذكر الأول الذي يحمل دماء المفتاح هو وعاء فلاد ولابد من التضحية بالمفتاح لايقاظ فلاد... تبا لهم.
- انت محقة، إنهم حمقى بالفعل.. يظنون أن فلاد سيجلب المجد لشعبنا غير مدركين أنه السبب في هلاكنا لو لم توقفه الملكة شقيقته في ذلك الوقت بعد أن قدمت حياتها قرباناً لختمه إلا أن التضحية لم تكن كامله إذ أن زوجها الملك آثر الحكم والسلطة على الحب والتضحية تاركاً إياها لتموت وحيدة لتلعن نسله (أطفالها) بحمل المفتاح ليولد وريث فلاد (شقيقها) من جديد عندما يجتمع الحب والحكم (الدماء الملكية) كزوجين من جديد.
قاطعته ايلين: ولا سبيل لكسر اللعنة إلا أن تتم التضحية بشكل صحيح.
ليكمل ليون: ولكن في كل مرة تتكرر المأساة ذاتها ليخون الملك زوجته.. إلا أنني لن اسمح بذلك هذه المرة، أنا آسف ايلين، ولكن هل تقبلين الذهاب معي.
- اتمازحني ليون رغم أني أرغب بالذهاب وحدي عقابا لك، لتذوق طعم ألم كل تلك السنوات.. إلا أنني تعلمت الصراحه، ولاجل الحقيقة لا استطيع تخيل الحياة دون جوارك أكثر من ذلك، حتى ولو كان في العالم الآخر.
ليبدآ بترتيل تعويذة الختم معاً.. وقد قاما بطعن نفسهما بسكين المراسم المقدسة.
كان لوك ينظر لما يحدث وقد فقد صوابه للمرة الأولى في حياته وبدأ البكاء بشكل هستيري، وقد امسكه نيك بقوة لمنعه من التدخل حتى تنتهي المراسم... وقد علا الحزن محياه.
انتهت المراسم بسقوط كل من ليون وايلين أرضا وقد توقف نبض كل منهما وباتا جثة باردة.
ليبدأ حشد الجيوش البكاء بصمت في حين تعلو شهقات لوك وتملأ المكان.. يخاطب نيك بقسوة: لقد تحملت كل تلك السنوات عشت يتيما بعيداً عنهما، وحيداً في ظلال الملك.. كل ذلك لأجل حماية فانيسا، ولكن الآن انتهى كل شيء لقد فقدت فانيسا أمها للمرة الثانية، كما فقدت أبي للمرة الثانية ولم احظى حتى بفرصة استرجاع أمي.. تبا لك نيكولاس قلت ان حمايتها مسؤوليتك، هل كان ذلك في سبيل التضحية بها؟ تبا لك.
كان نيك يستمع بصمت والألم يعلو وجهه... قبل أن يسقط مغشياً عليه إثر تسميم نفسه في محاولة للانتحار، فهو لم يستطع تحمل موت شقيقته (لقد كانت الشيء الوحيد الذي أحبه في حياته بكل صدق).
إلا أن لوك قام بجعله يشرب دماءه: لن اسمح لك بالهرب وحدك من هذا الواقع المؤلم... عليك تحمله كما هو الحال مع كل من فانيسا وانا وهانا وزاك... لن ادعك ترتاح وحدك نيكولاس، تبا لك.
...
في قاعة الدفن وبيت الجنازة بدأ الجميع يلقي كلمات التعزئة والبكاء بصمت... تنتشر رائحة زكية في القاعة تتحول عيون الجميع إثرها للون الاحمر ويشعرون بالعطش لتسمع تلك النبضات الخفيفة من قلب ايلين.
يحضر الطبيب على عجل ليؤكد أنها حية ولكنه لا يشعر بأي طاقة تسري في جسدها مؤكداً أنها دماءها البشرية هي التي تنبض بالحياة.
استفاقت ايلين لترى ليون جثة هامدة إلى جوارها وقد جفت الدماء في عروقه، وبات كالخشب الجاف... فما كان منها إلا أن عضت معصمها بقوة جاعلة ليون يشرب من دمها المشبع بتعويذة الحماية ( كانت ايلين قد التقت والدتها في حلمها وعلمت أن موتها لم يكن سوى تضحية في سبيل إنقاذ حياتها وليون عبر وضع تعويذة الحماية... حيث تعتمد ارواح كل من قتل في سبيل حمايتهما بديلاً عن حياتهما).
استفاق ليون بعد فترة لينقل كل منهما إلى المشفى، لتلقي العلاج اللازم.
....
تغيرت الحياة بعد ذلك في ظل حكم لوكاس فون فيرميليون... ألغيت الطبقات و ازدهرت المملكة لتشهد عصراً من التطور والسلام.
شيد في منتصف العاصمة تمثال لكل من ايلين وليون يحكي قصة حبهما، وقد اعتُبر هذا الصرح رمزاً لحياة جديدة يعلو الحب فيها فوق كل سلطة (الحكم، الانتقام، الطبقات..).
في حين استقر ليون وايلين في كوخهما فوق ذلك الجرف يقضيان حياة التقاعد بهدوء بعيداً عن الجميع يملآن هذا البيت الصغير حباً ودفئاً.
كان الجميع يزورهما من وقت لآخر، لتقضي العائلة وقتها متناسية أحزان الماضي، متوجهة نحو إشراقة المستقبل.
أنت تقرأ
أنت لعنتي.
Ma cà rồngما الذي يحدث هنا؟ من انتم؟ ما الذي تفعلونه بأ.. لويزا لا تقلقي اذا كنت قد انتهيت من عملك لما لا تعودين إلى منزلك. ما الذي يحدث هنا.. لماذا دعتني امي بلويزا (اسم الخادمة).. ومن هؤلاء الرجال؟.. قصة عن الحب والانتقام.. أيهما سينتصر