جنون ميلينا

63 4 10
                                    


في هولندا،تحديداً العاصمة إمستردام..
تلك البلاد الخضراء الجميلة،يقصدها الكثير من السياح للإستمتاع بمناظرها الخلابة،وغالباً يقصدونها للإسترخاء والسكون..هه..سكون!!

إمستردام،,وبالرغم من كل ميزاتها كان لها جانبها السيء،كأي شيء بهذا العالم ينقصه الكمال،..

في إحدى ضواحيها،تلك التي لايقصدها أي سائح،أو أي مواطن هولندي يخاف على روحه..خوف!!بالتأكيد أصحابه ليس مرحبٌ بهم بهذا المكان أبداً

لقد كان ذلك في سنة 1994،أي قبـل خمس سنوات،..

(تخالني كرهتك؟!لا والله مافعلت!!)

كانت ميلينا قد بلغت السابعة عشر من عُمرها،كانت تُعرف بالسارقة الصغيرة،ولكن تِلك الصغيرة لم تَعُد كذلك عندما قررت سرقة الشخص الخاطئ-الصحيح،كان مزيجاً من الإثنين فقط تماماً مثلها،كانا كهجينين لشيطانٍ وملاك،..

كان يجلس في المقهى الشاب ذو الخمس وعشرين عاماً،..ومن بذلته السوداء المُخمل تستطيع معرفة ماتحويه محفظته الموضوعة بإهمال على طـاولته بجانب فنجان شاي النعناع الخاص به،..
ولا للحظة إعتقدت تِلك اللصة أن هذا الرجل،من الممكن أن يكون خطيراً للغاية..هو لا يُدخن،كما أنه بداخل مقهى،يحتسي كوباً من شاي النعناع ..ياللرقي!!،لاتستطيع حتى شم رائحة عطرٍ قوي وثقيل ينبثق منه،لذا اكتسبت بعض الشجاعة لتقترب منه لم يرفع رأسه بالبداية ولكن عندما تحمحمت إنتبه لوجودها بعد أن كان مشغول البال،وكأن هنالك هماً يؤرق باله،وأفكارٌ عديدة تتزاحم بداخل عقله.

ابتسمت له بهدوء تلك النادلة "اللطيفة"
-سيدي!!هل تطلبُ شيئاً آخر؟!

هي أردفت وهي تضع يدها على الطاولة أمامه وبيدها الأخرى تحمل صينية صغيرة تُغطي بها يدها المتسللة لمحفظته،وماكان منه سوى أن يبتسم ليُردف.
-أطلب منكِ،أن تطلبي المال عوضاً عن سرقته ياصغيرة.

توسعت عينيها بخفة وابتسامتها لم تختفي لتُردف وهي ترفع حاجبيها.
-حسناً،لقد قُُبض علي..

قهقه جوليان بخفة لينطق بعدم تصديق.
-لستِ خائفة؟!أستطيع جرك الى السجن الآن!!

أشارت له ميلينا بإصبعها الإبهام لخلف ظهرها نحو باب الخروج .
-وأنا أستطيعُ الهرب،لا أظنك قادراً على اللحاق بي..تبدو كهـلاً!!

رفع جوليان حاجبيه وهو يبتسم بخفة،متجاهلاً وصفها له بالكهل.
-لا أريد إخبارك أنني رجل عصابة،وأعضاء عصابتي بالخارج سيمسكون بكِ سريعاً.

قهقهت ميلينا لتُردف رافعةً إحدى حاجبيها لتضع كف يدها أمام ثغرها.
-أوبس!!يبدو أنكَ أخبرتني بما لاتُريد إخباري به!!

بادلها جوليان القهقة وهو يستقيم من كرسيه مقرراً الذهاب ومحفظته تركها على الطاولة لتجعد ميلينا حاجبيها وتمسك بها لاحقةً إياه الى باب المقهى.
-سيدي!!

جنون ميليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن