" المُقدمة "

2.9K 58 13
                                    

#حقبة_نسليهان
#فانتازيا_تاريخي_أكشن

[[ المُقدمة ]]
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

توارت الشمسُ بين الغيوم وتحولت حرارتها إلى نسمات خفيفة تضرب بالمملكة، اليومٌ يختلف عن كُل يومٍ، الهدوءٌ هو سيد الأجواء آنذاك، يتساءل قاطنو المملكة عن سبب تقلُب الأجواء بتلك الطريقة المُخيفة حيث ظهر الرعدُ بصورة واضحة وبدأت السماء تبرق بقوة وسرعان ما إرتفعت الأتربة والغبار يكاد يُجزم أفراد المملكة أن هذه العاصفة كادت أن تقتلع البيوت من قواعدها، بدأ كِبار السن يتحدثون بشأن هذه الليلة وأنها تشبهُ يومًا عاشوه في الماضي !!

العاصفة تزداد إرتفاعًا  وتجرف كُل شيءٍ أمامها، وفي مُنتصف المملكة يقبع القصر الملكي للمملكة البازلية التي تحكمها الملكة المصرية (نسليهان البازلي)، ازدهرت الحياة على يدها، هي صارمةٌ بيد أنها عادلة وهذا ما جعل أفراد مملكتها يعيشون في حالة رخاءٍ، جعلت عُملة مملكتها (نظام المُقايدة) فيحصل كُل فردٍ على ما يحتاجه من الآخر ويكفي نقصه في الحال، أنجبت نسليهان ثلاثة أبناء وأصبحت حاكمة المملكة بعد وفاة زوجها، اليوم هي الملكة الأم لثلاثة ملوك ربتهم على الصلابة والسعي لإبقاء سُلالتهم فقط! .. خَلت هذه المملكة من الحُب تمامًا .. لم تخلُ بل علاوة على ذلك لم يُصدق بالحُب لا نصًا أو قانونًا داخل هذه المملكة،أهلًا بكَ في وريد البقاء ولا بقاء لمن يدُق قلبه ثانية فحسب!

التف حول القصر سورُ ضخم ويرتفع لأمتار كثيرة، يقف على بابه جيوش من الرجال والأحصنة، يقف كُلُّ منهم كتمثالٍ لا يتحرك إلا للحرب، داخل القصر الملكي يسير النظامُ كما يجب أن يكون ، لا مجال للحديث، العمل يرفعك درجات والثرثرة تُلقي بكَ كضحية تُذبح وتُدفن أسفل (شجرة ألوفا) .. تلك الشجرة العظيمة التي تُقدس وتُحترم من قِبل قاطني المملكة ويحتفلون كُل عام بيوم عيد لشجرة الألوفا العظيمة.

في شرفة أحد الطوابق كانت تجلس الملكة نسليهان على مقعدها المُتحرك بكُل قوتها وشموخها وقد وجهت رأسها تترقب ما يجري في الأجواء بتوترٍ دفين! .. هذه الملكة لم تعرف الخوف يومًا .. ولكنها لحظة أن فقدت إبنها الأكبر الذي ذهب للصيد في أحراش المملكة واختفى، أصبح قلبها يرتجف بين الحين والآخر، بدأت صفحة وجهها يختلجها مشاعر مُختلفة، ما الأمر أيُعقل هذا؟ إن هذه الأجواء تشبهُ ما أخبرني به والدي في السابق؟!! سوءٌ ما سوف يحل على المملكة!!.

تنشقت "نسليهان" الهواء داخلها وراحت تنتصب واقفةً في مكانها حينما سمعت أصوات أقدام رجال جيشها تستعد لمواجهة وما هي إلا ثوانٍ حتى سمعت صوت أحدهم يقول بثبات:
-" مولاتي، اليومٌ المشؤومٌ قد أتى! .. الألوڤا يا مولاتي .. إنها اا ..".

جحظت عيناها وهي تلتفت بوجهها له، اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول بنبرة حادة ظهر التلعثم بها:
-" لا تقولها، الألوڤا على حالها لم يتغير بها شيءُ!".

وقف القائد أمامها بصلابة فاردًا جسده بوقفة ملكية وراح يهز رأسه بنفي ثم تابع بنبرة رخيمة لا تتزحزح عن ما جاءت به من أنباء:
-" لقد تغير بها شيء … ".

لم تنتظر منه أن يُكمل كلماته، دنت قليلًا حتى تشبثت بثوبها الواسع من مُنتصفه وسارت بخطوات سريعة جدًا إلى هناك حيثما تقع الشجرة الملكية، كُلُّ من ينظُر في وجهها يرى الخوفَ يلتهم معالم وجهها بأكملها، خرجت من بوابة القصر إلى الرقعة الخلفية له وتبعها جنودها بحُزنٍ دفينٍ، فقد أخبرتهم مُنذ أن تولت عرش المملكة أن ما يحدُث اليوم هي مأساة قد تؤذي ملكتهم، فعاشوا جميعًا يدعون ألا يأتيهم هذا اليوم أبدًا ولكنه قد حدث!

زادت من سرعتها حتى وصلت إلى مكان الشجرة، هي شجرةٌ ملكيةٌ كبيرةٌ ويعتني بها سُكان المملكة ويُخصصون لها عيدًا، تزداد فروعها مع الوقت والغريب في الأمر أن كُل فرعٍ كُتب على وريقاته اسم أحد أبنائها وأن هذه الفروع لا تسقُط أبدًا بفعل الفصول السنوية أو الأجواء العصيبة، وقد إنتشرت الشائعات والخرافات حول شجرة ألوڤا بأنها مُحاطة بالسحر ومسكونة من الجِن والعالم السُفلى!!

وما أن وصلت (نسليهان) إلى الشجرة حتى حدقت إلى أحد فروعها المُلقى على الأرض في صدمة جعلتها تصدُرُ صرخة عظيمة كادت أن تُهلك حبالها الصوتية  وسرعان ما فقدت توازنها ثم سقطت على ركبتيها أرضًا وهي تمد ذراعها ثم تلتقط الفرع الذي يخص ابنها الأكبر إيوان!!!

ضغطت نسليهان على الفرع بقبضتها القوية ثم صاحت بوجع ونست تمامًا العهد الذي اتخذته مع نفسها وهو أن ضعفها لا يراه إنسي أو غيره وهنا صاحت مُجددًا بنبرة متهدجة:
-" إيوان!!! بُني!! لماذا فعلت؟ .. لماذا؟؟؟ .. ليت إختفاؤكَ سببه الموت بدلًا عن هذا ".

التف جنودها حولها، بينما اقترب قائدهم منها ثم دنا قليلًا حتى اقترب من أذنها وراح يقول بثبات وهدوء:
-" مولاتي العظيمة، لا تفعلي! ".

رفعت (نسليهان) وجهها له ثم قالت بنبرة قاسية وعيناها أصبحتا حمراوتين:
-" بل لِمَ فعل هو!!! لم يحترم قوانين مملكته! لم يحترم ما أملته عليه ملكته الأم … ".

عادت تنظُرُ إلى الفرع مرة أخرى  وهنا سقطت قطرة من عينيها ثم دمدمت بصوت خافتٍ وهي تقول بعض الكلمات التي لم تطلها مسامع الأخير:
-" قال مولاتي يوم مماتي، فلم أرتوٍ ".
#حقبة_نسليهان
#علياء_شعبان

"حقبة نسليهان ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن