❤من دقة قلب إلي غصّة في القلب 💔

1K 55 39
                                    


             بقلم : نهال عبدالواحد

ما أجمل أن يسعدك نصيبك ويُكتب لك الحب!
والأجمل أن تجد الشخص الذي يحبك، يبادلك ذلك الشعور الرائع بالطريقة التي يرضاها الطرفين.

لكن أحيانًا نُخفق في اختياراتنا أو في طرق تعبيرنا عن ذلك الحب فيؤدي إلى فراق أو ألم لا نهائي كلما دق القلب.

هي فتاة بسيطة مثل أي فتاة نشأت في أسرة متوسطة على قدر من الجمال و الخُلق والدين.

تُدعى رحاب، ملامحها شرقية، بشرتها قمحية، عيناها بنية، يغطي حجابها شعرها البني.

كانت تدرس في إحدى الكليات النظرية فهي تدرس آداب علم نفس، لكن لم يكن لديها أي طموح أو هدف بعينه، تدرس كأداء واجب بطريقة روتينية، مثلها مثل غيرها من الفتيات.

كان كل تفكيرها وأحلامها مُنصَب أن تتزوج وتصبح زوجة وأم، كأن ذلك التعليم وكل تلك السنوات مجرد شكليات.

بالطبع لا أُسفِّه من تلك المهمة الجليلة للمرأة كونها زوجة وأم، لكن عليها أيضًا أن تهتم بدراستها، يكون لها طموح وهدف في الحياة.

وقبل أن تدخل في السنة النهائية في دراستها تقدّم لها شاب خاطبًا فوافقت عليه، حقيقةً هو لم يكن شابًا سيئًا ولا مستهترًا بل كان يعمل محاسب في إحدى الشركات، يستطيع تحمُّل نفقات و مسئولية الزواج مثله مثل غيره.

كان معتدل الهيئة ليس بالوسيم، لكنه كان مقبول، وجهه يميل للسمرة قليلًا، عيناه وشعره ذات لون أسود.

تمت خطبتهما، نسيت رحاب كل شيء وحتى دراستها أهملتها، لم يصبح لديها همًا سوى خطيبها هذا الذي أحبته على فجأة وبدون مقدمات، اجتاحها ذلك الشعور القوي الذي تغلغلها، صارت تصبح وتمسي لا تفكر إلا فيه، تعد الأيام حتى تصير زوجته.

بعد عدة أشهر من الخطبة والعمل في إعداد بيت الزوجية وما إلى ذلك من التفاصيل المعتادة تم الزواج.

بدايةً قد اتفق معها على تأجيل أمر الإنجاب لأَجَل غير مسمى، فهما لازالا في بداية حياتهما، يلزمهما من النضج بالشكل الذي يجعلهما يتمكنان من تحمل مسئولية وجود أطفال، وأيضًا يحتاجان وقتًا كافيًا لتنسجم طباعهما معًا.

ربما يبدو ذلك الطلب منطقيًا لدى البعض خاصةً مع إرتفاع نسب الطلاق، لألا يكون هناك أبناء مظلومين ليس لهم ذنب سوى عدم قدرة والديهم على تحمل مسئولية الزواج والأبناء.

وافقت رحاب على طلبه ذلك، بل كانت لا ترفض له أي طلب مهما كان، عاشت حياتها معه وكل يوم تحبه أكثر من اليوم السابق له، تتفانى أكثر وأكثر، تقدم كل يوم مزيد من التنازلات لتضمن رضاه عنها وتضمن زيادة حبه لها.

وبعد تنازلها عن أمر الإنجاب حتى أنها لم تكن تفاتحه وتطلبه منه، كانت كل أمور حياتها هكذا مجرد كلمة منه صارت أمرًا منزّلًا بلا حوار، لا مناقشة، لا شورى وليس لها أي رأي في أي شيء.

(غصّة لا تزال في قلبي ) By:  Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن