جرائم القتل أصبحت في إزدياد خاصةً في الأونة الأخيرة بسبب وجود قاتل متسلل في مدينتنا، قد قتل العديد لدرجة أن الحكومة قامت بعمل حظر تجول يبدأ الساعة الحادية عشر المساءً، كنت عائدة من العمل قرب الساعة العاشرة ، غالبًا ما تكون الشوارع مملوءة بالناس و لكن بما أن اليوم أجازة فلن تجد الكثير، عندما أسير من الشارع الرئيسي تصبح المسافة اكبر و أنا أريد العودة قبل حظر التجول لذلك سأسير بالشوارع الجانبية، كنت أستمع للأغاني أثناء سيري، أصبحت أقرب للمنزل، دقائق و أصل له و أحتمي من هذا البرد، كنت أمشي مسرعة حتي شعرت بأحدهم يضع يده علي فمي و الأخري يشدني بها إليه، حاولت مقاومته و لكنه شل حركتي، كان يسحبني علي الأرض بدأت بالركل بقدمي حتي همس قائلًا:
-يكفي مقاومة أيتها اللعينة
لن أستسلم، لن أموت، لن أكون الضحية التالية لذلك القاتل، كان ينظر للجهة الأخري كنا في شارع ضيق يحتوي منزل في نهايته، أستطعت تحرير يدي بخفة كانت هناك زجاجة بالقرب مني أمسكتها بقوة لدرجة أنها جرحت يدي، لأقوم بعضه في يده بقوة ليبعد يده بسرعة، صرخت بقوة بكل ما أملكه من قوة، شعرت بسكين يغرز في ظهري بقوة لأسقط علي الأرض، رأيت الدماء حولي، شعرت بالذعر و لكن لمحته ينظر ليده بينما كان السكين في يده الأخري، هذة فرصتي أنا مصابة علي أي حال، أنقضضت عليه بقوة و ضربته بالسكين في بطنه ثم ظهره ليرد علي الضربة بواحدة في بطني، في تلك اللحظة غرست الزجاجة في كتفه، ليترك السكين في بطني و هو يتراجع من الألم، رميت الزجاجة و أصبحت أجري بسرعة حتي خرجت منا الشارع، كنت أتعثر و أقف ثم أتعثر و أقف، حتي شعرت بطعم الدماء في فمي و بركة الدماء تزداد أسفلي، لم أزل السكين..فهذا هو الشئ الذي يبقيني علي قيد الحياة، كنت أحاول أن أستريح قبل الجري و لكن عندما سمعت صوت جري شخص آخر و هو يصرخ، لم أشعر بنفسي إلا أنا أكمل الجري بسرعة أكبر، كان بعيد عني، أسمع صوت جريه الضعيف، أصبح أضعف و أضعف، لن انظر خلفي ليس و أنا أقترب من النجاة.
جريت في أتجاه الشارع الرئيسي، جريت و جريت و جريت، بدأت أشعر بالتعب و الأرهاق، دخلت إحدي الأزقة، مددت يدي أبحث عن الهاتف لأتصل بأي شخص و لكنني لم أجده...بالتأكيد قد وقع.
بدأت بالبكاء بصوت خافت، سأموت و لن يعلم أي شخص بأمري، ثقلت رأسي لأسندها علي الأرض و أنا أري الدماء تنتشر حولي، لأغمس أصابعي فيها و أكتب علي الأرض "القاتل المتسلسل، جدوه"
أسلمت عيناي للظلام بعدما أيقنت نهايتي المحتومة.
بدأت أسمع صوت سيارة أسعاف، فتحت عيناي بإرهاق ليقابلني وجه منقذتي كانت جميلة و صغيرة ربما مثلي في العمر و كان اسمها معلق علي ملابسها كل ما رأيته هو "ماري"، سمعت صوتها و هو يصدي في السيارة قائلة:-لقد نجحنا
لأبتسم لها بتعب بينما هي تمسك يدي برقة، أغمضت عيناي مرة اخري و لكن مستسلمة لواقع أنني نجوت.
شعرت بأحدهم يسحبني بقوة، لأفتح عيناي مرة أخري لأقابل سقف المشفي الأبيض و تلك القفازات البلاستيكية و هولاء الأطباء الذين يصرخون، هل سأموت مرة أخري؟، هل تركتني منقذتي؟، لم أستطع الأجابة فقد اغلقت عيناي مرة أخري و لكن لا أعلم متي سأفتحها.شعرت بأحدي يضمني، أحدهم يتكلم، فتحت عيناي بهدوء و أنا انظر حولي، أنا في المشفي! ، أنا حية!، لم تتركني منقذتني!، أنقذني الأطباء!، كانت امي بجواري تضمني بقوة و هي تقول:
-صغيرتي...هل تشعرين بألم؟
-لا، ليس فعليًالتبتسم لي بلطف، لأردف:
-أحبك
-و أنا أيضًا، أنظري يتكلمون عنكِلأوجه نظري للتلفاز الصغير القابع امام السرير، كانوا يتكلمون عني بالفعل.
"لم تصرح الشرطة بأسم الناجية بعد و لكنها صرحت بأنها وجدت الناجية علي باب قسم الطوارئ الخاص بالمشفي في حدود الساعة الثانية عشر و النص بعد منتصف الليل، كما كانت حالتها سيئة حيت انها تلقت العديد من الطعنات في بطنها و ظهرها، و تجهل السلطات كيفية وصول الضحية إلي باب المشفي بمفردها او إيقافها بشكل مؤقت للنزيف حيث صرحت المشفي بأن من قام بذلك الأمر عليه أن يكون متدرب في المشفي، و تكشف التحقيقات أن ذلك الجاني هو نفس من قتل الممرضة " ماري مارتن" منذ عدة أيام، و أعلنت الشرطة أنها ستبذل كل قوتها و جهدها لإيجاد القاتل و تحقيق العدالة"
أنت تقرأ
الداهسون
Short Storyمن يدمر عقلك...ينفي المنطق أو يطلق سراح خيالك لآفاق العالم الآخر، من يجعلونك تخاف العتمة و الليل..مواء القطة أو الأفلام المرعبة، من يدوسون قلبك و يتركون الخوف يتملكك. هؤلاء نسميهم-في كتابنا-الداهسون