كنت أظن أن الذي يحبّني سيحبني حتى وأنا غارق في ظلامي ، حتى وأنا مليء بالندوب النفسية ، حتى وأنـا عاجزٌ عن حب نفسي ، سيحبني رغمًا عن هذا .. ولكن لا، لا أحد يخاطر ويدخل يده في جب بئر ، كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة ، الظلام لنا وحدنا ، لقد فشلتُ دائمًا في كوني مُكمّلًا لأحدهم ، كنتُ فردًا ناقصًا مليئًا بالثّقوب ، فردًا لا يُجيد سوى الحُب من مسافاتٍ بعيدة
لم أكن الصديق الوحيد لأي شخص ، لم أكن حلمًا لشخص يحبني ، لم أشعر أنني الخيار الأول والأوحد في حياة أحد ولو لمرة ، كنت دائمًا شخصًا عابرًا في حياة الجميع !
إنني أبذل جهدًا ذهنيًا هائلاً كل يوم ، حتى أمنع نفسي من الإنهيار وإفساد كل شيء.
حينما إنتظرت أحدهم أن ينقذني غرقت ، و حينما كُنت وحدي لا أنتظر أحد غرقت أيضاً و لكن دون الشعور بخيبة الأمل و الخذلان و بطريقة ما كان غرقي الثاني أخف قسوة.
وسط كل هذه العزلة أخشى أن يصاب قلبي بالجفاف ، فلا أعود قادرًا على الحب والمغفرة وتقبل الآخرين ، أخشى أن أكون دائمًا في جهة الضد ، أخشى رد فعلي الهجومي المندفع خلف آرائي ، أخشى أن أفقد الشعور تجاه كل الأشياء ولا ينتهي من رأسي هاجس الخشية.
لو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة إنطفأت لقلتها .. أنا لم أشعُر من قَبل بإنطفاء رَوحي مِثلَما أشعُر بِها الآن .
في النهاية كل شيء يصبح على ما يرام ، مهما غابت عنك تلك الفكرة ، لا تنساها ، كل شيء سوف يمضي وكل شيء سوف يصبح على ما يرام . وستعلم جيدًا أنها ليست المرة الأولى لك في الحزن ولن تكون الأخيرة ، ولكن في كل مرة ظننت أنك لن تستطيع الإستمرار ، استمريت ، وفي كل مرة شعرت بالغرق نجوت !