اعتدر عن الاخطاء...🤓في عام ثلاثة آلاف و واحد عرف العالم تطورا مذهلا في جميع المجلات ، وساهم ذلك التطور التكنولوجي مساهمة كبيرة لإيقاف الحروب و النزاعات بين البلدان و بذلك عاش العالم حياة هادئة و مسالمة ، لكن طمع البشر نحو التميز لم يختفي ، لان كل حاكم كان يطمع لفرض تميزه...لذلك بدأ التطور في مجال الأسلحة يزداد و بدأت تظهر أسلحة فتاكة قادرة على ابادة البشر في دقائق ، فالبشر لم يتعلموا من أخطائهم السابقة ، أعني بكلامي أن البشر أرادوا التطور فحصلوا عليه لكنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار الأخطاء المدمرة التي اقترفوها سابقا...
بعد عدة أعوام من هذا التميز الذي يخص الاسلحة أصبح سؤال وحيد يراود كل حاكم في هذه الارض و هو : كيف اثبت تميز اسلحتي ؟
و الإجابة على ما أعتقد فأنتم يا رفاق تعرفونها ...نعم...لقد عاد البشر لعادتهم السيئة و هي ان القوي هو من يستحق حكم الأرض بتطوره الفريد من نوعه ، والطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي معارك بين الأقوى و الأعظم ، أقصد بكلامي ان الحروب كان عليها أن تعود لتحقيق المبتغى البشري الشنيع و الذي يتحكم في افعال البشر و هو الشعور ان تكون المسيطر على الكل ،لذلك أصبح البشر يطمحون للحصول على لقب .... المسيطر...
هذه القصة تخص طفل عاش في ذلك الزمن المتطور التعيس ،و سيعيش مغامرة فريدة من نوعها لإيجاد الحل المناسب لهده المشكلة العالمية و التي تدعى بالبحث عن التميز ، اي التطور العسكري الذي ستكون نهايته الحرب المدمرة و التي ستثبت قانون الغاب ...القوي يأكل الضعيف، لذلك فقد ثقته في البشر و فضل إيجاد الحل بنفسه ، و فضل التشبث بالحبل الوحيد الدي سيأخذه نحو هدفه و يساعده على النجاة من هذا البحر المليء بالقروش الجائعة...فكيف سيحدث ذلك ؟ و ماذا سيحدث للطفل الذي خانه البشر... ؟
بعد كل هذا التطور في مجال الأسلحة الذي كان يعده العالم شيئا مفيدا و يدل على التميز ، ظنه البعض الطريق نحو الحرب و بهذا أصبحت الحرب على وشك البدا، الخراب و الظلم في كل مكان و الفقر اصبح منتشرا في البلدان التي تأخرت في فرض تطورها، و المسيطرين اللذين كانوا ينتظرون الاعتراف من الضعيف على انهم الاقوى طمحوا إلى تحقيق مرادهم ألا و هو مقارنة أسلحتهم و اختيار أقواها و ذلك بتجريبها على سكان القارة الافريقية بسبب أنها القارة الوحيدة الخالية من التكنولوجيا...و مع بداية تلك التجارب الشنيعة في هذه الاراضي الصحراوية ، وقف سكان القارة الافريقية في وجه العالم ، كان الأمر يشبه قارة ضد العالم أجمع. لقبة تلك الأراضي بقارة الغراب من طرف العالم ، كل ذلك لم يأدي إلى نتيجة لأن قوة تلك الأسلحة كانت فتاكة فبدأ عدد سكان تلك القارة يتضاءل و مع مرور الأعوام أصبحت هناك بقعة فقط يتواجد بها البشر بدون أضرار تلك الأسلحة و هي قرية في وسط قارة الغراب تسمى الأرضة المقدسة ...كان هناك قرابة ألف شخص يقطن تلك القرية يحتكرهم الفقر و الظلم ...و في أواخر عام ثلاثة ألاف و عشرون قرر العالم تدمير تلك القرية ، لكن لسبب ما لم يتمكن أحد من إيجاد مكان تلك القرية ، كل المعدات المتطورة لم تتلقى أي إشارة من تلك القارة تدل على وجودها، كان لدى العالم معلومة وحيدة و هو أن القرية تتواجد وسط تلك القارة...و مع مرور شهور و أعوام جزم قادة العالم أن تلك القرية لم يعد لها وجود بسبب أحد الأسلحة الفتاكة الثلاث التي تم تجربتها. أصبحت قارة الغراب مكان تملأه بقايا الدول المدمرة و بقايا المنازل المنهارة و مند ذلك الحين لم يتجرأ أحد على دخول تلك القارة المظلمة و إلى الأن لم يتمكن أحد من تفسير ما حدث للقرية المقدسة التي تبخرت بسهولة...هذا ما رواه الاجداد لأحفادهم ليرويه لنا ابائنا...نحن لا نعلم ما حدث حقا في ذلك الزمن...لذلك صدقنا الأساطير...رغم أنه لا يوجد دليل يدل على حقيقة ما حدث...اسمي روشينانتي فولغور و أنا أبلغ من العمر خمس عشرة سنة ، يمر يومي الممل بكل صعوبة و ذلك بسبب الحياة اليومية التي أعيشها في قريتي . كل طفل عليه الذهاب للمدرسة و بوجود مدرسة وحيدة في قريتي فإن ذلك...تعلمون مدى الاكتظاظ هناك... جعلنا العالم بسبب ما فعلوه بشر منعزلين فكل طفل عندما ينتهي من أعوامه الدراسية التسع يعمل في مجالين وحيدين إما في مجال الفلاحة او مجال الصيد، تقول الأساطير أن العالم أراد تدميرنا لمصالحه الخاصة لذلك اوقفهم النور الخالد. فبنسبة لهم نحن ميتون لكننا ما زلنا أحياء نرزق ، و بسبب الطبيعة الجديدة التي نعيش فيها فقد اكتشفنا أشياء تفوق تطورهم عشرات المرات ، فهو شيء وهمي لكنه ممتع و مذهل و بنسبة لنا هو حقيقة واضحة ...ذلك ما يسمى بالسحر ، و كما تعلمون لا احد يعلم أين نحن لأن قريتي هي الأرض المقدسة ...لذا لم أصدق القصة عما حدث سابقا...