فرصة ثانية

238 27 41
                                    


روز وجورج زوجان حديثان تزوجا زواجا تقليديا
ورغم ذلك هي كانت تحبه حبا شديدا، صادقا، نقيا ودون مصالح، تراقب كل تفاصيله، ملامحه تحركاته ردات فعله ..صارت كمعجبة مهووسة تطارد مغنيها المفضل، لكن من يلومها فالحب سلطان على المحبين مسيطر مستبد يتلاعب بهم كدمى البروسلين.

على عكسه هو تماما إذا كانت هناك من تشغل تفكيره عن تلك المرأة التي في منزله، أعمت بصيرته عن زهرة نادرة الوجود وجذبته إليها كما يجذب الحديد المغناطيس؛ ليس حبا فيه أكيد بل طمعا فيما يملك لا غير.

 دخل المنزل غاضبا كونه قد تشاجر مع حبيبته المزعومة ..استقبلته زوجته ببشاشتها المعهودة، لكنها كالعادة قوبلت بالتجاهل.

-الغذاء جاهز!

وضعت الصحون المتنوعة أمامه ورغم أن كل من يتذوق أكلها يثني عليه ويمدح طبخها هي لم تسمع كلمة مدح أو شكر منه يوما، يتناول الطعام ويغادر للغرفة هذا إن لم يقل كلمة تكسرها و تترك ندبة عميقة داخلها.

رن هاتفه ليجيب وابتسامة واسعة تعلو ثغره ،ابتسامة لم يوجهها لزوجته يوما.

-نعم حبيبتي سآتي في الحال ..لا تخافي سأشتري لك العقد الذي أردته كل ما يهمني ألا تغضب مني

عقد؟ هو لم يشتري حتى ضروريات منزله لكنه يشتري المجوهرات لعشيقته، ابتسمت بسخرية على وضعهما هذا، لا يتصرف كزوج بتاتا، لا ينفق، لا يهتم لها، ولا يعاملها بود، حتى في المعاشرة هو قد هجرها بعد شهر من زواجهما لنقل بعد أن مل منها.

خرج مسرعا نحو حبيبته تاركا زوجته وحدها تبحر في بحار الآلم والجراح، دائما هو من يكسرها ويجرحها لكنها لا تجد من يعيد جمع شظايا روحها غير نفسها أو يداوي جراحها غير نفسها.

ابتلعت رمقها بصعوبة تكتم دموعها تحملت وعانت وصبرت فلماذا ستتوقف الآن؟ لتتابع حتى ترى إلى ما ستؤول إليه الأمور في الغد القريب، فأصلا أهلها سيعتبرونها عارا إذا عادت من منزل زوجها لهم.

مرت ليلة كاملة قد قضاها برفقة عشيقته عوضا عن زوجته، استيقظت بتعب وكان تفقدها لمكانه عادة تفعلها كل صباح، والنتيجة صارت اعتيادية هو ليس موجودا بجانبها.

الروتين المعتاد؛ تنظف المنزل كما يجب وتعد له الإفطار في حال قرر العودة لمنزله، المسكينة لم تعد تهتم لحالها حتى، نظرت للمرآة تأملت انعاكسها بآسى.

صارت متعبة، منهكة، لا حول لها و لا قوة، جسدها وهن، وزنها قل، عيناها أحيطت بالهالات السوداء، وبشرتها شحبت.

كل ذاك الجمال الذي كانت تحسد عليه ذهب، كانت آية في الجمال وصارت كمنشفة رثة وقديمة تستخدم في التنظيف آن آوان رميها في القمامة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فرصة ثانية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن