كانَ صمتُها يُثيرُ الضجيجَ بداخلهِ ، يفتعِلُ حُروباً كلما شقّت قميصَ همسِها ،
تُثيرُ خُطواتهِ فتُربكَ النبض بِرقصٍ يُطالبهُ بالصراخ
لتحثَّهُ مِراراً ليُنجِبَ كلمةً واحدةً "أُحبُّكِ"
و يقطف منها اجابة لا بديل عنها " نعم أقبل نعم أريد ان اكون زوجتك "
ساد الصمت ذاك الكوخ الذي شهد ليلة حُبٍ و انتقام قَبْلاً و فجرَ هجرٍ و احتراق
احتراقٍ لقلبِها الجميل و ثقتها بهِ و بالحب
ميران أحيا ذاك الرماد بغرْسٍ جديد و أملٍ لغدٍ أجمل ، كان لِزاما ان يُعيدها لنفس المكان الذي شهد نهايتهما و سقوط بتلات الحب فلا شيء يجعلُنا نتخطى الوجع غير مُواجهتنا له و لا يمحي الذكريات التعيسة الا ذكرياتٍ أجمل و مشاهد دافئة تمحي صقيع الألم.
كل شيء مِثاليٌ لم يُهمِل ميران اي تفصيل ، ألبسها الخلخال الذي أحيا بقلبِهِ ألف زلزال حين انحنى لِيُلامِس ساقها و روحها التي أحس برقصها فرحا ،
ترتِيبُهُ للكوخ كأنّه عُشُّ طائر هام و تعب من التحليق وحيدا فأستقر مع أُنثاه وسط ذاك الجمال و الدفىء ،
فُستان الزفاف الابيض المُعلق الذي يحكي نقاء حُبّهِ لها ، حُبٌ عاش وسط نيران الانتقام و رغم ذلك أزهر.
ميران : ريان أتقبلين الزواج بي و ان تكوني زوجتي الى آخر العمر.
أعادها مرة أخرى و عيناهُ تتوسَّلُ الاجابة بالقبول
وسط ذهولٍ و حيرة و تخبُطٍ في عقل ريان
آهٍ كم كانت لحظةً جميلة بقدر قُبْحِ الماضي
ريان صامِتة و عيناها هاربة بقدرِ القيودِ في قدميها
وإلتصاقها بعُمقِ الأرض ، مُضيئةٌ كنجمةٍ ترتدي غُلالةَ الليل ، مُعتمة كهالةٍ توارت خلفَ القدر
باسمةٌ كقُبلةٍ عذراء ، فرّت على عَجل
مُنتحبة كإمرأةٍ سقطَ قلبُها من ثُقْبِ جيْبِها دون أن تشعُر وهو المُتمردُ على الواقع ، على الظروف ، على الثأر و العداوة بين العائلتين
ريان : لكنك لا تزال زوجا لجونول ، و عائلتي و ...
وضع اصبعه على شفتيْها و قال :
انسي كل هذا سيتحسن كل شيء ، اعدك بذلك و اقسم برباط الحب أنني سأُزيل كل عائق
فقط أريد اجابة منكِ
ريان بعينيْنِ تملؤُهُما الدموع و قلبٍ يتراقص حُبا و خوفا ردت :
أجل (ايفت)
أجل أقبل أن اكون زوجتك لآخر العمر
كل شيء كان يحكي حُبّهُ الكبير لها ، ارتعاشة نبضه و بريق عينيه و وقوفَهُ المهزوم أمامها
غير أن كبْتَهُ لِتِلكَ الكلمة طويلا عذّب روحهُ و اربكها .
ميران : أُحبُّكِ ( سيني سيفيورم)
أحبُّكِ ريان ، أحبّك بحجم وجع السنين و الآهِ التي بصدري
أحبُّكِ كخطيئة في لحظاتها الأخيرة لا تحتمل الغفران
أحبُّكِ بقلبِ طفل أضاع أُمّهُ و وجد الجنّة داخل عينيْكِ
ريان : و انا أُحبُّكَ كثيرا ( سيني شوك سيفيورم)
أُحبُّكَ أيَّها الساكنُ بينَ جفنِ العينِ و هدبِها
القابع في فيافي الروح رغم الجروح
أُحبُّكَ كجَبلٍ شامخٍ داخل قلبي أجْتُثَتْ منهُ أشجارهُ لكن صخورهُ صامدة تحكي و تشهد كل شيء
أُحـ..
و يخطفُ من تلك الشِفاه قُبْلةً بعدما امسك بِكِلتا يديْها و وضعها خلف ظهرها
اوقد تلك الشُعلة الشقِيّة أخيرا
شِفاهٌ تحكي لهيب الشوق و طول الانتظار
الآن يصمتُ الكلام دون همس فقط بِلمسِ و رسم الشفاه
كَلَوْحٍ هَشٍ يتقاضفُهُ الموجُ بين مدٍ و جزر كان استسلامُها امام قُبلتِّهِ الجامحة
تجاوبت معهُ و غرقت داخل أنفاسهِ
كلما أرخى شفاهَهُ إضطربت وراحت تبحثُ في أديمِ النبضِ عنهُ
فتح عينَهُ و امسك يديها ليُلبسها الخاتم
ريان : لا أستطيع أن أَلْبَسهُ الآن سأحتفظُ به حتى يحين وقتُهُ
ميران : لا بأس ، لن يطول الأمر أعدكِ
رن هاتفه فجأة
- وصل اذا ، كل شيء جاهز ؟
حسنا نحن قادمان
ريان : الي اين نذهب ميران ؟
ميران : مفاجأة حبيبتي اصبري و ستعرفين* في الطرف الآخر ، في قصر شاد آوغلو الذي لازال يعيش صدمة ما قالتهُ عزيزة
- اسبوع واحد فقط ، اسبوع و تُمحى امبراطورية شاد اوغلو التي توارثوها أبا عن جد
جدران قصر تحكي تاريخا لنسبِ و رُقيِ أعيْانِ مديات من تلك العائلة
كان أسوء من خبر الموت بالنسبة لِنصوح
اجتمع في غرفته مع المُحامي و ابنائه جيهان و هزار
لإيجاد أي ثغرة او حلٍ بديل لعدم خسارته بيته و عرشه المجيد*مليكة تسحب ريان الى المطبخ : تأخرتِ يا فتاة و القيامة قائمة هنا
ريان : أبِسببي ألاحظوا غيابي ؟
مليكة : كلا بل..
و في تلك الأثناء تقاطعهم زهرة :
بُنيتي أين كُنتِ ؟ قلقت عليكِ كثيرا
وقعت عيْنا زهرة على الخلخال الذي بقدم ريان
تذكرت حادثة الصائغ و شجار ازاد مع ميران قبل أن يُلبسها إيَّاه
زهرة : ريان ماذا يعني هذا ؟بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )

أنت تقرأ
زهرة الثالوث - Hercai
Romanceقصة حب مستحيله ولدت من انتقام ♥️ All rights reserved to: "https://nahlaroh.blogspot.com/" بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )