الحلقة 8

1.2K 39 0
                                    

و فجأة فُتِحَ الباب و خرجت الطبيبة :
- انتهَتْ العملية و فعلنا ما بوسعنا لكن ..
عزيزة : لكن ماذا أرجوكِ لا تقوليها
جونول و هي تصرخ :
ماتت إليف ماتت يا ربي
عزيزة : اخرسي أيّتُها البُومة لا يُمكن أنْ يحصُلَ هذا
الطبيبة : من فضلكم اهدؤوا
- العملية ناجحة و الفتاة على قيد الحياة لكن مؤشراتُها الحيوية جِدُّ منخفضة ، لم تتجاوب معنا و لم تصحو
إنْ استمرتْ هكذا خلال 48 ساعة القادمة ستدخل تلقائيا في غيبوبة و ربما نَفقِدُهَا للأبد
جثَتْ عزيزة على رُكبتيْها و الآه القابعة بصدرها تكتمُ التنهيدة ، أظلمت دُنياهَا و السماء اكتحلت بلون الحزن في عينيْها ،
الريح خرساء لا تُسْمِعُ صوتها و الأرضُ باردة ، عاجزة لا تقوى على حملِ هَمِّهَا و ضعفِها
ثم صرخت بكل ما أُوتِيَتْ من وجع :
- إلييييييييييف
إلْتَفَ الجميع حولها لتهدئتِها و حضَنَهَا ميران و أسماء
ميران : جدتي أرجوكِ تَماسَكِي ، إليف بخير و هي على قيد الحياة ، فعل الأطباء ما بوسعهم و الآن لا نملك لها غير الدُعاء .

* عند دخول ريان القصر كان الوقتُ ظُهْرا تقاطعت خُطواتها عند الباب مع جدِّها نصوح ، رمقها بنظراتٍ مثل السُّم لكنه لم ينطق بكلمة
استغربتْ من ردّة فعله ثم أسرعت الى غرفتها لتجد يارين هناك عبثَتْ بأغراضها و وجدتْ خاتم الفراشة
يارين : الله الله لازِلْتِ تحتفظين بخاتمهِ و صُوَرِهِ
كنْتُ متأكدة أنّكِ هربتِ معهُ ذلك اليوم و لم يخطِفْكِ
ريان : اخرجي من غُرفتي و هاتِ الخاتم لا طاقة لي على العبث معكِ
يارين : سنُطردُ من قصرنا بسببكِ و أنت تعيشين قصص الحب غير مبالية بأحد ، حمقاء ، وجه شؤم
ثم رمت بالخاتم بقوة و غادرت
انحنت ريان لتبحث عن الخاتم و الدموع تملأُ عينيْها و فجأة رأت حذاءً رِجاليًا ، رفعت رأسها ،
أزاد يقف امامها و يحمل الخاتم
أزاد : أظن أنّكِ تبحثين عن هذا
و وضعهُ في يدها
ريان : أخي ازاد انا ..انا
أزاد : لا تتلبكي و لا تخجلي ريان
رأيتُ في عينيْكِ ذاك اليوم لَمَّا رجعتُ مُصابًا إجابةً كافية و وافية
رأيتُ انتهاء آمالي و احلامي بأن تُحبينِي يوما
رأيتُ لمعة العشق الذي لم و لن يموتَ داخِلَكِ
فهمتُ و استسلمتُ
ثُمَّ طَأْطَأَ رأسهُ و الدموع مُحْتَبِسَة بعيْنيْهِ و يدهُ على قلبهِ و قال :
- امَّا أنا سأظلُ أخاكِ ازاد الذي يخاف عليكِ و يحميكِ و يربتُ على روحكِ إنْ قالت الآه دون أن يَنتظِرَ مِنكِ جزاءً أو شيئًا بالمُقابل
و أما عن هذا _ و اشار الى قلبِهِ_ فأنا لا أملِكُ لهُ حولا و لا قوة سيظلُ مُمْتلِئًا بِكِ فارغا من كل شيء .
لم تملك ريان لإنكسارِ روحهِ و تشظيها غير حُضنٍ لفَتْ بهِ و رممت شقاق الجروح
- أخي أزاد سامحني على كل غصةٍ و وجعٍ كُنتُ السبب فيهِمَا
أزاد : لا بأس ، لا تقلقي أنا بخير
يكفي ان أراكِ تبتسمين ، امسحي دموعكِ .

* هاندان : لِمَا أنتَ باردٌ جيهان و غير مُبالٍ بقِيَتْ خمسةُ أيام و نُطْرد من القصر
حتى شهريار لم تتصل منذ مدة و لا اعرف ما يدور برأس تلك الشيطانة عزيزة و ماذا تُخطط
جيهان : سأجد طريقة و أجلب إليف الى هنا برِضاها او بالغصب ، هي نقطة ضعف عزيزة سأستغلها
هاندان : هل الآن الوقت المُناسب لفتح بابٍ جديد من ابواب جهنم علينا ماهذا الدماغ يا زوجي العزيز !!
أنا لن أشهد انهيار إيمبراطورِيَتِكُم و لن أتحمل الفقر معكُم ان استلزم الأمر سأذهب لقصر أبي الآغا
جيهان : تبا لوفائِكِ هاندان و قلّة ثقتِكِ بزوجكِ
سَترينَ ، سَتريْنَ ما سأفعلهُ و ما انا قادِرٌ على فعلِهِ .

* تَوارتْ الشمسُ و ضبطَ الليلُ إِيقاع الحزن ، هُناك بالمشفى و تلك الوُجوهُ التي لا تُقْرَأُ ملامِحُها
مُثْقَلةٌ بالوجع و أنينٌ يُسْمَعُ و لا يُسْمَعُ
كيف لا و تلكَ الجميلةُ الطيَّبَة ابنةُ التاسعة عشرةَ ربيعا ، جسدٌ على امتداد السرير أرخى سُدولهُ
و أنابيب و خيوط لا يعلمُون لها سببا مَوْصُولة بها و بِشاشةٍ صوتُها ينخرُ الروح
تارةٌ يعلو و تارةً ينخفض
يروْنها من زُجاجٍ حالَ بينهم و بين لمس يدِها الصغيرة _إليف يا نبض القلب يا أمانة ابني و ابنة أختي
قالتها عزيزة بينها و بين نفسها و هي تبكي أُختها إليف و ابنة اختها جيداء و ابنها و وردتهم الجميلة إليف الصغيرة
الطبيبة و هي تخرج من غرفة العناية المُركزة بعد ان تفقدت مريضتها :
- يا جماعة لا فائدة من بقائكم هنا ، لن يُسْمَحَ لكم بالدخول و لن تنفعُو الفتاة في شيءٍ
أسماء : سيدتي قومي معي يجب أن تعودِ للبيت و ترتاحي و تشربي دواءكِ ، لقد سمعتِ كلام الدكتورة
ميران : فليعد الجميع الى القصر سأبقى انا هنا و سأتصل بكم لِأُطمئِنَكم عن إليف و في حال استيقضت ان شاء الله .
فرات : حسنا سأوصلهم جميعا ثم اعود الى هنا آغا

* ريان مُمَددة على سريرها تتأملُ السقف و هي تُفكر بكل الأحداث التي عايشتها اليوم
ثم ابتسمت ضاحكة لمَّا تذكرت ميران حين أوصلها للباب و أخرج هاتفا من جيْبِهِ :
- حبيبتي احتفظي بِهِ و رُدّي علي عندما اتصِلُ كي لا أقلق عليْكِ
كأنّكِ تعودتِ دون هاتف اما أنا فصرتُ اخجل حين أحاولُ الوصول اليكِ عن طريق مليكة
ريان : هههه حسنا ، لم أجد فرصة في ظل كل هته الأحداث لإقتناء واحدٍ جديد
ثم قبّلها من خدّها و ودعها بنظراتٍ يذوبُ فيها القطب الجليدي من نيران الحب و الولع
- حبيبتي أنا عائدٌ للمشفى الآن ، انتبهي على نفسكِ

و فجأةً أُضيئَتْ شاشة هاتفها برسالة و قطعت عليها تفكيرها ؛
- إشتقتُ
ابتسمت و وضعت الهاتف على قلبها ، انّهُ ميران ارسل لها كلمةً واحدة لكنها كانت كافية لِإرباكِ إيقاعِ نبضِهَا
ردت عليه :
- و أنا اشتقتُ كثيرا لك ، كيف حال إليف الآن ؟
أمسك ميران الهاتف ليتصل بها و فجأة
حركة غريبة بالرواق ، الممرضات يركضن و نداءٌ يقَول :
- الطبيبة "نازلي إكيز " مَطلُوبة فورا لغرفة الانعاش رقم 112
ميران : إليف ، إليف ماذا يحدث يا الله...

بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )

زهرة الثالوث - Hercai حيث تعيش القصص. اكتشف الآن