( ألف ضمة أُ ) By : NoonaAbdElWahed

283 27 33
                                    

إن بر الوالدين حقاً من أسباب السعادة الحقيقية خاصةً بر الأم ورعايتها ليس بالإكراه بل بقمة الحب والرضا التام.

الرضا في السراء هو شكرٌ لنعم الله وفي الضراء هو صبرٌ علي قضاء الله ، وجزاء الرضا هو الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.

هو معلم للغة العربية للمرحلة الثانوية رغم صغر عمره ، وما أوصله لتلك الدرجة سوي إجتهاده و تفوقه وتفانيه في العمل.

كان شريف في الثلاثين من عمره بشرته قمحية ومعتدل القامة لكن رأسه صلعاء ، وكان يعمل بمدرسة للبنات وكان جاداً في عمله فلا يميل لكثرة المزاح و الضحك مع الفتيات مثل غيره من المعلمين وربما ذلك ما جعله منبوذاً من بينهم .

لا يهم أن يكون منبوذاً فليست الأكثرية دائماً الأفضل ، وانقسم من حوله في السخرية منه من طريقته وحديثه الدائم بالفصحي وبين احترامه وشكره لجهوده الجليلة في تيسير المنهج و قدرته علي شرحه بطرق بسيطة.

فكان يشرح بكل صدقٍ و أمانةٍ وإخلاص ومهما طُلب منه إعادة الشرح فلا يكلّ ولا يملّ بل يشرح ويشرح .

كان يتعامل مع طالباته بتربوية فلم يتباسط أو يهين إحداهن يوماً بل كان وسطياً في كل تعاملاته.

وكان شاعراً يراسل إحدي الجرائد و ينشر فيه بعض قصائده .

واليوم يومٌ هام لديه ففيه ذكري ليوم ميلاد أمه ، أنهي يومه الدراسي في المدرسة ثم ذهب لأحد فصول التقوية بإحدي المعاهد الدراسية فهو يدرّس فيها أيضاً .

ولما انتهي من عمله مرّ علي إحدي محلات الحلوي واشتري كعكة عيد ميلاد صغيرة ثم اتجه للبيت.

وما أن اقترب من باب الشقة حتي رأي فتاة تغلق باب شقته لا يعرفها بل لم يراها من قبل ، كانت فتاة بسيطة أشبه ما تكون بالمتسولين لكنها لبست متسخة .

كانت لا تتجاوز العشرون من عمرها قمحية البشرة شاحبة اللون ملامحها منهكة رغم جمالها ، عيناها العسليتين غائتين من الوهن وشفتيها المكنزتين باهتة اللون ، ترتدي عباءة بالية و يغطي رأسها حجابٌ أسود بالي أيضاً وفي قدميها حذاءٌ بالي تخرج منه أحد أصابعها.

لكنها تحمل كيسان أسودان كبيران يشبهان كيس القمامة ، كان شريف يتتبعها بناظريه حتي اختفت من أمامه وهبطت الدرج.

استدار في تعجب وحيرة وفتح الباب ودخل و وضع تلك الكعكة علي منضدة السفرة و حولها ستة كراسي وأمامها النيش ( خزانة خشبية مخصصة للأطباق و الأكواب ) ثم مداخل لغرفتين و ناحية تتجه لغرفة وحدها وبجوارها المطبخ و الحمام.

أسرع متجهاً لأمه الجالسة وانحني إليها يقبل يديها.

وكانت إمرأة خمسينية ترتدي عباءة باللون الزيتي و شعرها قصير أسود اللون وبه خصلات بيضاء و ترتدي نظارة طبية تخفي رماديتيها من تحتها ممتلئة الجسد قليلاً لكن أكثر إمتلأً من الجزء السفلي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 26, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

( ألف ضمة أُ )        By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن