سلسلة كوابيس 3 - أفضل قصص الرعب المصرية

4.1K 24 19
                                    

كـــش ..مــات !!

****************

هواء ديسمبر البارد كان يغلف المدينة ويملأ طرقاتها . يثلج الأطراف الدافئة ويكاد يجمد الدماء في العروق ثم يرتد عن الوجوه بعد ان صبغها بالشحوب.

أما ضباب الليل فقد كان يحيط بالمارة ويحول أجسادهم الي ما يشبه الظلال الرمادية التي تعبر الطريق في جو أسطوري.

منازل الأسكندريه بدت كقصور مصاصي الدماء بطلائها المتساقط وضخامتها والصمت الذي طوقها كأغلال فولاذية.

كانت حركة المارة قد بدأت في الإختفاء قليلاً وتلاشت أصوات خطوات الأقدام ولم يعد هناك سوى أصداء قليلة سرعان ما ابتلعتها حلكة الطريق.

وبدا لدقائق أن الطريق سيحتفظ بهذا الهدوء المقبض لفترة طويلة.. ولكن رجلان برزا بغتة من وسط الظلام ليعيدا للطريق جزءاً من حياته المفقودة . كانا في أواخر الثلاثينيات من العمر عائدين للتو من تجمع لبعض أصدقاء المراهقة علي أحد مقاهي الاسكندريه الضخمة القريبة من ساحل البحر.

كان "محمود" أحدهما قصير القامة ممتلئ الجسد الي حدٍ ما ذا ملامح هادئة وعينان ضيقتان بينما خطواته ضعيفة بطيئة وكأنه يخشي تحطيم هذا السكون .

أما الثاني "موسى" فكان لايختلف كثيرا عن صديقه وان كان أطول قليلا ً ذا شعر أشقر خفيف للغاية بعد أن بدأ الصلع يغزو رأسه وكان يفرك كفاه في قوة محاولا بعث الدفء في أطرافه التي خدرتها البرودة . كانا يتبادلان كلمات قليلة بنبرة صوت هادئة ولكن فجأة... برز من الظلام من أحد الأزقة الجانبية رجل عجوز خطواته زاحفة ثقيلة وكأنه يجر ساقيه علي الأرض جرا . وأنفاسه اللاهثة تخرج بخار الماء من فمه وكأنه تنين ينفث اللهب ذو ملامحه متغضنة وهي تعتلي قامته القصيرة التي تشبه قامة الأحدب .

توقف العجوز أمامهما بجسده الصغير , اعترض طريقهما في خطوة بدت شبه إنتحارية لأن الأصطدام به كان شيئا محتوما وهذا الأصطدام لن يكون في مصلحة جسده الضئيل علي الأطلاق .

ولكنهما ابتلعا المفاجأة التي صاحبت ظهوره المفاجئ وتغلبا علي دهشتهما وهما يتفادياه بمعجزة ثم أكملا سيرهما والعبارات الساخطة تنهال من أفواههما ولكن الرجل لحق بهما في سرعة بدت عجيبة بالنسبة لسنه الكبير وهو يلهث وكأنه قارب علي الموت :-

" * أيها السيدان... مهلاً... أرجوكما ! "

لم يكترثا به.. اعتقدا انه شحاذ أو شئ من هذا القبيل فآثرا الإبتعاد ومواصلة طريقهما .

لولا أن الرجل اعترض طريقهما مجدداً فصرخ فيه أحدهما :-

" =ما الذي تريده بالضبط ؟ " .

قال الرجل في تردد وهو يحاول أن يضفي علي لهجته المزيد من الاقناع :-

* "ان معي شيئاً رائعاً أعرض عليكما شرائه "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 22, 2008 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سلسلة كوابيس 3 - أفضل قصص الرعب المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن