( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما النسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه حيث أن جميع حقوق النشر لرواياتي محفوظه ومن يفعل سيعرض نفسه للمسائله )
في تلك الفيلا الراقيه... تواجد سيف البحيري..وقف بطوله الفارع بداخل غرفة رياضة واسعه مليئة بمختلف المعدات الرياضيه تطل نافذتها الضخمه علي البحر الواسع الممتد امام ذلك المنزل المهيب...كان كتله من الرجوله المثاليه بضخامه جسده وشعره الاسود وعيناه السوداوتان الاتي تضاهي سواد الليل .... ارتدي قفازاته وتوجه نحو ذلك الكيس الرملي الضخم الخاص بالملاكمه ثم بدأ بلكمه بكل مااوتي من قوة وكأنه يفرغ شحنه غضبه به استمر طويلا دون أن يتعب ولم يتوقف الا عندما سمع تلك الطرقات علي الباب والتي تلاها دخول صديقه المقرب كمال... نظر اليه قائلا : سيف في اخبار مش كويسة
خلع سيف قفازاته والقاها واتجه اليه قائلا : في أية ياكمال؟
صمت لقوات ثم قال بخفوت : عدي هرب من المصحة
اغمض سيف عينيه بشدة وضم قبضته بقوة يسحق أسنانه بعنف وهو يقول : هرب ازاي؟
: الدكتور المشرف علي علاجه اتصل بيا وبلغني انه كان بيمر عليه من شوية ومكنش في الاوضة ولا له أي اثر في المصلحة كلها
صاح بانفعال :ازاي... ازاي يهرب من المصلحة..... ضم قبضته بغضب واكمل : ابعت رجالتنا تدور عليه.... هاته من تحت الارض... عاوزه قدامي ياكمال فاهم
اومأ كمال راسه قائلا بهدوء : حاضر ياسيف كام ساعة ويكون قدامك..
زفر بغضب ثم خرج من غرفة الرياضة بغضب متجها لغرفته والغضب مشتعل بكل جزء بجسده ولم يفلح وقوفه تحت المياه الباردة بتخفيف تلك النيران ليغمض عيناه بقوة وهو يضرب الحائط بقبضته بعنف وهو يتذكر أخيه ذلك الطفل الذي رباه كأنه طفله منذ أن كان في السادسة بعد موت والده ووالدته بحادث سيارة لقد كان في السادسة عشر وقتها ووجد نفسه فجأه مسؤل عن أخيه ذلك الصغير الذي احبه ورعاه كطفله حتي لايشعره بفقدان والديه لقد تحمل من أجله الكثير.. ثابر وجاهد كثيرا لم يهتم بإنهاء دراسته بل عمل بمختلف الأعمال كان كل همه ان يؤمن افضل حياه لاخيه الصغير ليجد نفسه بعد عدة سنوات من المجهود والعزيمه والإصرار ينتقل بأخيه من منزلهم المتواضع لقصر البحيري ويصبح سيف صاحب مجموعه شركات البحيري... وشاركه برحلته الشاقة( كمال بدران) صديقه منذ أن كانوا صغار... فقد كان كمال ذكي ومثقف ولكنه لم يمتلك الفرصة بعد لإثبات كفاءته ليقدمها له سيف في إدراة شركاته....تنهد مطولا بألم وهو يتذكر رحلته الشاقة وما عاناه طوال حياته الماضية حتي انه لم يعش حياته كأي شاب بمثل سنه ولكنه كان راضيا... راضيا جدا وهو يري( عدي) أخيه الصغير يعيش تلك الحياة التي حرم منها وكان يحلم بها لنفسه فهو طفله الذي عاني من أجله... لقد راه يكبر امامه وينهي دراسته ويحب وله أصدقاء ويستمتع بحياته ليشعر بأن ما فعله من أجله كان يستحق.. نعم انه يستحق كل ماضحي به من أجله فقد مر عمرة ليجد نفسه بالسادسه والثلاثين وليس لديه شئ سوي العمل لا زوجه ولا أطفال ولااصدقاء سوي كمال لايهم فيكفي انه سيزوج عدي ويحمل أطفاله.... و بالرغم من كل شئ كان سعيدا وراضيا وهو يري حياته بحياه أخيه الصغير..(. عدي) الذي منحه كل مايفتقده هو بحياته حتي انهار كل هذا في تلك الليلة المشؤمة التي علم بها ان أخيه مدمن للمخدرات....!
جفف شعره بعنف بالمنشفه واتجه نحوه غرفة الملابس الملحقه بغرفته الانيقة والتي احتوت علي اثمن الثياب والساعات والعطور.. ... ارتدي ملابسه الداكنه التي يفضلها ووقف لدي المرأه ليصفف خصلات شعره الفاحم لتقع عيناه علي ملامح وجهه التي بالرغم من وسامته الا انه يشعر بأنه كبر سنوات كثيرة منذ أن رأي زهرته التي سقاها طوال تلك السنوات تذبل..!
حينما رأي أخيه يتوسله لأخذ جرعه مخدرات ويتذلل تحت اقدامه...!
اغمض عيناه بعنف لايريد تذكر تلك اللحظات ليقسم ان يذيق من دفع أخاه لذلك الطريق الويلات...!
بقلم رونا فؤاد
في منزل اخر راقيا تعالت اصوات تلك المرأه ذات خصلات الشعر الذهبي وهي تقول بعصبيه : يعني اية يافهمي مش موافقة تتجوز دلوقتي. اية هتفضل مخطوبة العمر كله..؟
قال الرجل الذي جلس خلف مكتبه باريحيه : هي قالت نصبر كام شهر عليها مفيهاش حاجة يا ناهد
هزت قدمها بعصبيه : انت دلعت البنت دي زيادة عن اللزوم... هي مالها طالعه فيها علي اية وهي تطول تتجوز(جاسر علام..) . الراجل الف واحدة تتمناه وهو اختارها وخطبها بقاله كام شهر مستني سيادتها تخلص جامعتها واهي خلصت... بنتك سايقة فيها علي اية بقي وعاوزة تأجل الجواز يافهمي
قال فهمي مهدئا : اهدي ياناهد انتي عارفة نور عنيدة وانتي عماله تضغطي عليها
قالت بعصبيه : بضغط عليها عشان مصلحتها..انا مش مرات ابوها . ده انا مامتها وخايفة عليها... يعني لو الراجل زهق وسابها هنعمل اية؟
: متقلقيش ياناهد انا هقنعها
: لما اشوف اخرة دلعك فيها اية...
نظر لها وهو يهز راسه فعن اي دلال تتحدث وهو يمتثل لكل اوامرها فيما يخص ابنته.. وآخرها تلك الخطبه التي وافق عليها علي مضض فهو يعرف بسمعه جاسر السيئه في سوق الأعمال وانه زير نساء ولكن ناهد زوجته كعادتها أقنعته وبررت بأنه سيتغير حينما يتزوج ووافق خاصة وأنهم بحاجة لشراكتهم مع جاسر... ليجبر( نور) ابنته علي تقبله وهي وافقت كعادتها فهي يأست من الجدال منذ وقت طويل مع زوجه ابيها المتجبرة...!
...
....... بينما كانت تلك المحادثة تدور بين ابيها وزوجته بالأسفل كانت صاحبه تلك العيون الرمادية العابسة تنظر لاخيها بيأس وهو يتوسلها راكعا امام قدميها : ابوس ايدك يانور...ساعديني انا هموت..
ركعت علي قدمها امامه وامسكت بوجهه المتصبب عرقا بين يديها تنظر اليه وقد انهمرت دموعها : ولو اديتك الفلوس هتموت.. حازم ياحبيبي ساعدني انت وكفاية اللي بتعمله في نفسك... تعالي نروح مصحة عشان تتعالج وترجع تاني زي ماكنت
هز رأسه بيأس : لا يانور مقدرش.. بابا لوعرف هيقتلني...
بدأ بحك جسده كله بيده فيما رشحت أنفه وانحني يمسك يدها متوسلا : ابوس ايدك يانور.. اخر مرة.. اخر مرة هاخد منك حاجة... يانور...اغمضت عيناها بعنف تحاول الا تسمع لتوسلاته وهي تراه بهذا الذل امامها وهو من كان ذلك الشاب الوسيم قبل بضعه أشهر لتنهار مقاومتها وتلقي بتلك الرزمة الماليه علي الارض بجواره مشيحة بوجهها بعيدا ودموعها انهار : امشي ياحازم..خد الفلوس و امشي..
زحف ياخذ تلك الأموال ويركض خارجا فيما تركها وقد انهارت باكية أرضا تشهق بعنف.... لقد تدمرت حياتها وحياه أخيها منذ أن دخلت تلك المرأه لحياتهم... مدعيه بأنها ستكون بديل لوالدتهم.... تعالت شهقاتها وهي تفكر بأن لو كانت والدتها مازالت علي قيد الحياة لربما ساعدتها لإنقاذ أخيها من هذا الدمار..!
انها مشلوله لاتعرف ماذا تفعل بعد ان اكتشفت ان أخيها مدمن للمخدرات حينما وجدته يسرق احد مجوهراتها منذ شهر لينهار امامها ويخبرها بكل شئ وقد وقفت مكتوفه الأيدي وهي لاتجروء علي اخبار ابيها الذي ستسمم تلك المرأه راسه تجاه أخيها... لولا وجودها لربما استطاعت اخبار ابيها وليكن مايكن....
هزت راسها بيأس وهي تري ذلك السيناريو يتكرر كلما انهار أخيها امامها طالبا للنقود لتخضع امام توسلاته وتعطيها له وهي متأكدة انها بكل مرة تقربه خطوة للموت...!!
........
أنت تقرأ
سيف منتقم..!..... بقلم رونا
Romanceألقاها الانتقام بطريقه لتدفع الثمن.! تراجعت بخطوات متعثرة للخلف وهي تنظر اليه فيما تحرقها نظراته الغاضبه... هل هو امامها حقا ام ان عقلها يتخيل.. نطق لسانها : سيف..! هز راسه مؤكدا بشراسة وهو يتحرك بخطوات ثابته نحوها جعلتها تتراجع للخلف قبل ان يقبض ع...