الثاني

167K 3.6K 63
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما النسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه حيث أن جميع حقوق النشر لرواياتي محفوظه ومن يفعل سيعرض نفسه للمسائله )

في اليوم التالي بأحد الكافيهات الكبيرة كانت تجلس ناهد مع ذلك الشاب الذي كان يرمقها بنظراته العابثه وهو يقول بوعيد :يعني اية اصبر..... لا انا صبرت كتير ياناهد ومفيش حاجة من اللي قلتيها اتنفذت... اية مش عارفة تليني دماغها
قالت ببرود وهي تتناول مشروبها : انا مش عارفة انت ماسك فيها علي اية..
قال باندفاع : عاجباني ياناهد...! تحولت نظراته للمكر فور ان قفزت صورتها الفاتنة لمخيلته ليردد : من ساعة ماشفتها وانا هتجنن عليها
قالت بسخرية : تتجنن..! ده انت جاسر علام اللي الف بنت تتمناه
مرر لسانه علي شفتيه السفلي :بس انا بتمناها هي.... عاوزها ياناهد بأي طريقة...
امال اية اللي خلاني اخطبها وانتي عارفة اني مش سكتي الجواز... انا مستعد اعمل اي حاجة  بس اطولها..
اخذت نفس عميق تخفي به حقدها علي تلك التي جعلت من زير النساء هذا عاشق ولهان لها لتقول بحقد : افهم من كدة انك لما تطولها هتطلقها
غمز لها قائلا : امال فاكراني اية  هتجوزها وأخلف منها... لا ياروحي انا مش بتاع  جواز انا بس مش لاقيلها سكة تانية فقلت وماله اهو اتجوزها واتمتع بيها شوية ولما ابقي ازهق منها بالسلامه..
ضحكت بمياعه وهي تقول: اااه انا قلت برضه مش جاسر علام اللي يتجوز ويتلم..
بادلها ضحكتها الصاخبه ومرر يده علي قدمها بوقاحة قائلا : ولما اتلم... مين يلمك انتي يانونا..
.......
.......
نزلت نور من غرفتها لتجد ناهد تدلف للتو من باب المنزل لتنظر اليها بنظرات متفحصة لتلوي شفتيها قائلة : انا مش قلتلك جاسر عاوز يخرج معاكي مجهزتيش لية..
قالت بضيق : انا مش عاوزة اخرج
رفعت حاجبيها قائلة : وانا قلت هتخرجي
هتفت نور بحدة : مش هخرج يعني مش هخرج ولا بالعافيه.. خرج والدها ( فهمي صفوانُ) صوتهما ليقول : في أية ياناهد؟
قالت بنبرة متأثرة : في ان نور مش بتسمع كلامي.... خطيبها طلب يخرج معاها مليون مرة وهي ترفض ودلوقتي اتعصبت عليا عشان بقولها ميصحش لازم تخرج معاه... وبعدين ده عاوز يفرجها الفيلا والديكور اللي اختاره...
نظر فهمي لابنته قائلا بحنان : لية ياحبيتي مش عاوزة تخرجي من جاسر تختاري ديكور البيت بتاعكم
اشاحت بوجهها : كدة يابابا وخلاص... يعمل اللي هو عاوزة انا مش عاوزة اختار حاجة
رفعت ناهد حاجبيها بتهكم : انا مش عارفة بتدلعي علي اية
زجرها فهمي بخفوت : ناهد.! وبعدين
هبت ناهد غاضبة : انا اللي وبعدين ولا بنتك اللي سايقة فيها وعاملة نفسها مش عارفة احنا محتاجين جاسر اد اية عشان الشركة متفلسش ونشحت..
ابتلع فهمي لغاية بعصبيه فحينما تصوغ ناهد الأمر بتلك الطريقة يشمئز من نفسه لانه يستغل ابنته من أجل مصالحة ليحاول التحدث في تلك اللحظة التي قرأت فيها نور مايدور بخلده قائلة : متقولش حاجة يابابا... نظرت تجاه ناهد قائلة وهي ترمقها بنظرات  الاحتقار : قوليله اني هبقي جاهزة كمان ساعه ...
ارتسمت ابتسامه خبيثه علي فم ناهد فهي قريبا جدا ستكسر انف تلك الفتاه..!
..........
فور مغادرة نور التفت فهمي لزوجته قائلا بحدة : وبعدين معاكي... انتي ازاي تقوليلها كدة
قالت ببرود : امال عاوزني اقولها اية..؟ مش دي الحقيقة.. لولا شركتنا مع جاسر كان زمانا مفلسين
قال بغضب : شراكتنا معاه هي اللي دمرت الشركة اللي طول عمري ببنيها.. مش هو صاحب الصفقة اللي خسرتني كل حاجة
هزت كتفها قائلة : والله دا السوق يوم فوق ويوم تحت
نظر لها فهمي بوعيد قائلا : هانت كلها سنه وحازم يتخرج ويمسك الشركة وان شاء الله يوقفها علي رجلها ومش هبقي محتاج لجاسر خالص
سخرت بداخلها من سذاجة زوجها الذي لايعرف ان ابنه المنتظر هو مدمن مخدرات..!
لتقول بتهكم : ان شاء الله..!
نظر اليها بقوة قائلا : قصدك اية؟
هزت كتفها : مقصديش... هو انا اكره اليوم اللي حازم فيه يبقي زيك ياحبيبي
نظر لها بسخرية فهو من جلب تلك الحيه لحياتهم حينما ألقت شباكها حوله وهي تعمل لدية بالشركة وهو كأي رجل رأي فتاه صغيرة وجميلة تتقرب اليه فسرعان ماابتلع الطعم وتزوجها لتسيطر علي حياته بعدها حتي ذلك العام الماضي حينما زينت له مشاركة جاسر علام بتلك الصفقة التي خسرته الكثير ليصبح تحت رحمه جاسر خاصة بعد ان اصيب بتلك الازمة القلبيه والتي منعه الآطباء بعدها من ممارسة عمله كما اعتاد ليكتفي بمراجعه بعض الأوراق من حين لآخر تاركا كل شئ تحت يد جاسر وناهد التي تتظاهر بمحافظتها علي كل شئ لأولاده.......
.........
دخلت ناهد لغرفتها واوصدت الباب لتسرع تجاه هاتفها تطلب جاسر قائلة بلهفة : ايوة ياجاسر...يلا انا ظبطت لك كل حاجة.. اظن كدة انا عملت اللي عليا..
قال بمكر : طبعا ياروحي... انتي سبيي الباقي عليا..
قالت بحقد : عاوزاك تكسر مناخيرها ياجاسر... مش عاوزاها ترفع عينها في عيني تاني
: متقلقيش ياقلبي هخليها مذلولة تحت رجليكي... يلا بقي اقفلي عشان هي نازلة...
نزلت نور الدرج لتتسمر نظرات جاسر عليها وقد سلبت أنفاسه كعادتها بجمالها الساحر  وجسدها المثير الذي يقتله..!
نظرت له بنفور من تطلعه اليها وهو يتناول يدها بين يديه : وحشتيني...
سحبت يدها سريعا مغتصبه ابتسامه مجامله : شكرا...
أشار لها لتتقدمه : يلا بينا
جلست بجوراه بالسيارة تحاول ابقاء مسافة بينهما كلما تعمد الاقتراب منها ليلتفت اليها قائلا : اية ياحبيتي مالك كل مااقرب تبعدي ليه.. مش انا خطيبك برضه
ابعدت خصلات شعرها للخلف قائلة  : اه .. بس يعني
اقترب منها اكثر لترجع راسها للخلف فيما همس امام وجهها :اية مكسوفة مني..
احمر وجهها وباعدت وجهها للخلف اكثر قائلة :لو سمحت ياجاسر متقربش مني اوي كدة...
مد يده ليمررها علي وجنتيها قبل ان تدفع يده بعيدا قائلة بغضب : هنزل من العربية
تراجع قائلا : طيب.. خلاص.. خلاص
زفر وهو بداخله يتوعدها فقد صبر كثيرا لعلها تكون له بارداتها ولم يعد يستطيع الصبر اكثر لذا فستكون له بطريقة اخري....
هدأ من سرعه السيارة ليدلف لبوابة الفيلا لتقول... استني..
أوقف السيارة لتشير تجاه سيارة اخري قادمة وهي تقول :سارة وصلت
قطب جبينه بدهشه : سارة مين؟
قالت وهي تنزل من السيارة... دي سارة صاحبتي اختها مهندسة ديكور شاطرة جدا كلمتها تقابلنا هنا
احتقن وجهه غضبا فقد افسدت خطته الدنيئة للتو  ولن يستطيع الاستفراد بها...!
حاول إخفاء غيظه وغضبه قدر المستطاع فيما كانت هي واصدقاؤها يتحدثون حول تلك الديكورات طوال تلك الساعه لتعود معه ولكنه كان صامتا وقد اشتعل عقله الماكر يفكر بخطة اخري خاصة وقد اصبح الأمر بالنسبة له تحدي.!.
لم يشغلها كثيرا صمته بالعكس فقد كان أفضل لها من حديثه معها والذي لايخلو من تلميحاته المتجاوزة....
أوقف السيارة لدي المدخل ولكن قبل ان تنزل باغتها بمحاولة اقترابه منها وتقبيل وجنتيها لتبعده بغضب : قلتلك ابعد ياجاسر..!
حاول مجددا الاقتراب لتدفعه بحدة مغادرة السيارة بخطوات سريعه فيما ضرب المقود بيده بعنف... ماشي يانور انتي اللي جبتيه لنفسك..
.....
زمت ناهد شفتيها بغيظ حينما أخبرها جاسر بفشل خطتهم ليبحث جاسر في أرقام هاتفه ثم يتحدث اليه الطرف الآخر .. جاسر باشااا
قال جاسر بجمود : اية الاخبار؟
قال بتعلثم :مفيش اخبار
قال جاسر بغضب : يعني اية مفيش اخبار  !قال بتبرير : والله ياباشا من ساعه مارجاله اخوه اخدوه وانا مش عارف اوصله...
قال جاسر بغضب : تتصرف ياحسن... العيال دي لازم تخلصني منهم قريب... تحاول تخرج الواد عدي ده من بيته باي طريقة وتاخده علي المكان بتاعكوا... وتديلة الجرعه الزيادة وتسيب الواد حازم معاه.. عشان يلبسها هو فاهم..
هز حسن راسه قائلا : فاهم ياباشا
: عاوزك في حوار تاني كمان......... بدأ باخباره بمايريد ليقول حسن :لامواخذه ياباشا بس دي مش سكتي... ماليش في خطف الحريم
قال جاسر بغضب : ملكش في أية ياروح امك... اية نسيت نفسك ولااية ياسرنجاتي
قال بتبرير : اصل.. ياباشا دي سكة  خطر
قال جاسر : والسكة الخطر دي لازمها كام عشان تمشيها؟
ابتلع حسن لعابه : انت البرنس ياباشا وكلك نظر
اومأ جسر قائلا : هقولك علي ميعاد نزولها وتخلص انت ورجالتك تجيبهالي علي شقة أكتوبر ساعتها هديك نص مليون...
اتسعت عينت حسن قائلا :دي شكلها تستاهل... عموما انت تؤمر ياباشا..
: اتفقنا... تخلص علي العيال دي وتجيبهالي فاهم...
: فاهم ياجاسر باشا....

سيف منتقم..!..... بقلم رونا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن