-يَنزِلُ حُبكِ على قلبي كـما يَنزِلُ الغيث على أرضٍ قاحلة.٢٧
.
.سرتُ نحو الحديقة القريبة التي تفصِل بين بيت جدتي وبيت العمة آن ،أحب حشائشها ونسيمها الذي يحمل عَبقا حُلواً بالرغم من أن جدتي حذرتني من وجود حشرات في اليل لكن سكينة هذا المكان تغويني دائماً.
وقَبل أن أتخذ من جِذع شجرة الكَرز مَجلساً سمعتُ صوت غناء رفيق."أنتِ السبب في بهجتي."
أظنهُ صوت جونغكوك الشاب الذي جاء حديثاً ، رغم أننا لَم نخلق الكثير من الأحاديث حيث لَم أُشبع فضولي بعد نحوه إلا أنني إستطعت تميز صوته لذا إقتربتُ بهدوء أدعو أن لا تراني جدتي.
شعرت للحظة أن منظره تحت النجوم يحاول سرقة المشاعر مني ."من هي؟."
نبست لأُفزعه بعد أن شعرت بأن قُربي صار كافياً.
لكنه لَم يخف أظن أن هسهسة العشب كشفت له وجودي هو فقط إلتفت مُحدقاً نحوي في حين يبدو أن النعاس سيأكله."مين سو ماذا تفعلين في الثالثة صباحاً؟."
جلست قربه قبل أن أعطي جواباً.
"ألتحِفُ بضوء النجوم هرباً من ظلام ليلها."
إبتسم دلالة على إعجابه بجوابي.
"لَم تستطيعي النوم إذاً؟."
"أعاني الأرق، وأنت لم تُجب سؤالي؟."
"ماذا كان؟."
"لمن كُنت تُغني؟."
إبتسم رافعاً رأسه نحو السماء فلمعت عيناه بطريقة عجيبة.
"لها."
"أرى أنك من أصدقاء النجوم؟."
"لقد حزرتي، أظن أن نجوم الريف هذه تُلقي عليّ سحراً يجعل مني مُدمناً، فأنا متُعب بالفعل لكن عيناي تأبى مغادرة هذا المشهد."
بدى مسحوراً حقاً بالنجوم ذكرني بإيامي الأولى في هذه القرية كُنت أيضاً مهووسة بالسهر رغم التعب.
لكن مالضير في محاولة إغاظته؟."مُتعب من عمل أسبوع فقط؟، جدتي مُحقة فتيان المدينة مُدللون."
نظر إلي بطريقة مُرعبة لَم يمضي على قدومه أكثر من خمس أو ست أيام لكني أدرك كَم مرة سمِع هذا الجملة.
"لا تنسي نفسكِ ،لَم يمضي على قدومك سوى ثلاثين يوماً."
ولقد فاجئني.
"كيف تعرف؟."
"نبهتني عمتي قائلة في حال حاولت المتنمرة مين سو إغاصتك ذكرها بأنها جديدة أيضاً."
بدى سعيداً لأنتصاره في الحصول على هذه المعلومة.
"مهلاً هل قالت متنمرة؟."
