تنهد مارتن بأسى قائلاً: حسناً لم تتركي لي أي خيارٍ آخر.
رفعت جين حاجبها باستنكار قائلة: وماذا ستفعل؟ هل ستقتلني يا ترى وتخطف هذه الفتاة المسكينة؟.
غطى السيد مارتن عينيه بقبعته السوداء ليقول بنبرة مخيفة: قتل؟ خطف؟ تبدو كلماتٍ ممتعة جداً. أنهى كلامه بابتسامة مريبة.
سرت القشعريرة بجسد جين لتقول بنفسها( يا إلهي رجلٌ غريب أطوار ببشرة زرقاء وكلماتٍ غامضة يريد أخذ رينا بأي ثمنٍ كان تباً لم يكن علي الخروج من المنزل من الأساس لابد أنه سوف يستخدم القوة لإقناعنا بالذهاب)
تقدم من الآنسة جين بضع خطوات بينما أدخل يده في جيب بنطاله الأيمن بسلاسة وبطأ.
كادت جين أن ترتعش من الخوف لعلها ظنت أنه سوف يخرج سكيناً أو ربما... مسدساً! نعم لابد أن يمتلك غنيٌ مثله المال الكافي لشراء واحدٍ أو اثنين.
لكنها قاومت رعشتها من أجل سيدتها الصغيرة التي كانت خلفها وإلا فإن إحساسها بالوقت صار مضروباً فالثواني قد صارت عندها دقائق والدقائق ساعات.
توقف على بعد خطوة منها قبل أن يخرج يده اليمنى من جيبه.
أغمضت جين عينيها بسرعة... لكن لم يحدث شيء؟ أنسي أن يحشي مسدسه بالرصاص يا ترى؟.
عندما فتحت جين عينيها رأت شيئاً آخر لم يخطر على بالها أبداً لترمش عدة مراتٍ بدون تصديق قائلة: ما... هذا؟.
ما أخرجه السيد ديد بيري لم يكن مسدساً أو سكيناً بل كان شيئاً آخر تماماً لقد أخرج كيساً مملوئاً بفراولة خضراء اللون ليحمل بيده واحدة.
تعجبت رينا من لونها فكانت هذه أول مرة ترى فيها فراولة خضراء اللون ولم تسمع بشيء كهذا من جدها كما أنها لم تقرأ عنه من قبل.
قال السيد ديد بيري بابتسامته الهادئة: هذه يا سيدتي فراولة أُعدّت خصيصاً لمحبي اللون الأخضر في مزرعتنا المتواضعة، قام خبرائنا بزراعتها بتقنيات سرية لا يعلمها سواهم والهدف منها هو جذب محبي اللون الأخضر لتناول الفراولة والاستمتاع بحلاوتها لأن طعمها لم يتغير حتى الآن، هل تودين تجربتها؟.
نظرت جين للفراولة باستغراب شديد وبقليلٍ من التقزز قائلة: وما أدراني بصحة ما تقول تبدو لي كأنها قد تعفنت وحسب مالذي يثبت لي صدق قولك؟.
ابتسم السيد ديد بيري وقام بأكل حبة الفراولة بقضمة واحدة وسط دهشة وذهول جين ورينا وعامل البقالة الذي أخذ يراقب الأمر من بعيد.
بدت على وجهه أمارات السعادة والاستمتاع بهذه الفراولة الغريبة ليقول: إنها لذيذة حقاً هل أنت متأكدة أنك لن تقومي بتجربتها؟.
لم تبد ملامحه أو كلماته كاذبة إطلاقاً كما أن الفراولة بدت شهية بالنسبة لمن أحبت اللون الأخضر طوال حياتها لدرجة ارتدائها له أغلب الوقت.
أنت تقرأ
اختطاف ريناكوما
Short Storyكانت تعيش مع جدها بمزرعة مليئة بالفراولة التي أحبتها دائماً لكن جدها أصيب بمرض ما منعه من مواصلة عمله في المزرعة