واقفًا ببذلته الكلاسيكية, يستند بجسده المتراخي بإهمال على الجدار,
واضعًا الهاتف على أذنه يستمع إلى الطرف الآخر بملل واضح,
شفتاه تتحركان وكأنه يلوك شيء ما, وبينهما لُفافة من التبغ غير المشتعلة,
يتلاعب بها, متطلعًا حوله حين المكان المكسو باللون الأخضر بترتيب أنيق, يُبهر النظر,
إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة إليه, فهو يشعر بالحنق لتواجده بهذا المكان..
وحين صمت الطرف الأخر وأخيرًا,
قال بصوت أجش ملول:" حسنًا.. وما الذي عليَّ فعله الآن؟.."
فيرتفع الصوت بالطرف المُقابل بانزعاج, جعله يُبعد الهاتف عن أذنه متأففًا,
ثم يُعيده مرةً أخرى, قائلاً:" هذه سخافة حقًا.."
ومع البكاء الذي عاد من جديد جعله يود لو قام بشنق نفسه برابطة عنقه,
قائلاً بنزق حانق:" توقفي عن البكاء.. بحق الله إنه وغد حقير.."
ومن بين شهقات البكاء, هتفت بحقد:" أعلم.. لذلك أريدك أن تُفسد ذلك الزفاف.."
حين لم يصلها رد, عادت تقول بنعومة متوسلة:" أرجوك ديمي.. ألست ابنة عمتك, وعليك مؤازرتي؟.."
زفر بحنق, يهز رأسه يأسًا, وتلك الحمقاء تنوح منذ علمت بخطبة حبيبها, وزفافه,
وتريده أن يقوم بإفساده بأي طريقة, وهو حين وبخها, مستنكرًا ما تريده,
وجد حزبًا يتشكل ضده, حيث والدته, وعمته قد اجتمعا عليه, ليجبراه على فعل
ما تريده المُدللة, وهو وافق بلا مبالاة؛ كي يتخلص من ذلك الإزعاج,
والآن هو يقف حيث يُقام الزفاف, يستمع إلى تلك الحمقاء, ترغي وتزيد دون انقطاع..
رفع يده الحُرة يُدلك بها جانب رأسه الذي بدأ الصُداع يغزوه,
فهتف بحنق ساخط الحديث:" حسنًا.. يكفي.. ماذا سأفعل كي أفسد ذلك الزفاف؟.. ماذا تظنينني بحق السماء!.."
_تصرف ديميتري.. لا أهتم بالطريقة.. فقط أفسد الزفاف.. فجر المكان.. حتى وإن قمت بقتل العروس..
ونبرتها الصارخة بانفعالها, جعلت عيناه تتسعان بذهول..
تلك المجنونة تريده أن يقتل إن تطلب الأمر!..
تبًا.. كم يكره أن يكون فردًا لعائلة مزعجة كتلك, بل يكره عودته من سفره بذلك التوقيت..
فيبدو أنه سيء الحظ بكل تأكيد..
أي بلاء ينتظره!..
أنت تقرأ
عروس من السماء (مكتملة)
Романтикаهل يمكن للحب أن يأتيك من السماء!.. سؤال غريب فالسماء دومًا تمطر مياه.. لكن هل سمعت بها تمطر حبًا, أو عروس من قبل!.. هذا هو الحال حين يسقط فوق رأسك بلا إنذار عروس، فتكون كارثة لا تستطيع الهرب منها؛ أو حتى إيجاد حل لها.. ***************