كنت غارقة في نومي داخل السجن الملعون كعادتي، في الحقيقة لم أكن نائمة، بل كان مغمى علي بسبب تعذيب تلك الشمطاء
وجهها بشع للغاية تملؤه التجاعيد ،ملامحها قدرة للغاية،ترتدي ملابس متسخة جدا ،رغم أنها أغنى سيدة في تلك البلدة ،تسكن بعيدة عن سكانها في قصر مهجور و مخيف،و كذا انا للاسف
مسكتني من شعري و بقيت تديره بقوة حتى اهتز جسدي معه و بدأ يحول حولها
《أيتها اللعينة، لا فائدة منكي،و لا من ابوك القذر》
رمتني بعيدة عنها بمسافة كبيرة،فارتطمت بالحائط بسبب قوتها العظيمة
اغمضت عيناي و انا اتاوه من شدة الألم، لم اجبها على كلامها ،كتمت غيظي و غضبي لأنني أعرف مصيري إذا تحديتها
نظرت لي بغضب ،و أخذت مقصا حادا ،كانت تقطع به النباتات المتواجدة بحقولها الشاسعة ،جذبت شعري الطويل المندلس على اكتافي و قطعته
لم يكن منظره بشعا، لأنها تركت منه خصلات يصل طولها لاسفل عنقي
《هيا انهضي، اسرعي قبل أن تصبحي طعاما لهذه الكلاب الجائعة》
حاولت النهوض عدة مرات كي لا يتضاعف عقابي ،لكنها باءت بالفشل،لقد كان جسمي ضعيفا جدا بسبب تعذيب ليلة أمس، اللكمات و الجروح تغطي جسدي كله
نفذ صبرها القليل من هذه المحاولات،فربطت حبلا على عنقي و قادتني وراءها كحيوانات حضرتها
لم احتمل قوة الحبل ،فابعدته بقدر المستطاع عن عنقي،أحسست بالاختناق ،لم أستطع التنفس لأن الهواء لم يستطع الوصول لأكياسي الهوائية
وصلنا إلى حقل قصب السكر ،فأزالت الحبل من عنقي،كان الجو حارا جدا ،و الماء قليلا ،ولهذا لا يوجد الفلاحين في حقولهم،المكان خال جدا ،و الأفاعي متواجدة في كل مكان
《ايتها،القدرة ستجمعين القصب الموجود هنا،و لن تحصلين على الماء و الاكل حتى تنتهي》
اعتدت على هذه العقوبة دائما،لأن أبي المسكين لا يستطيع حمايتي ،فهو أسير عند هذه العجوز
بدأت بجمع قصب السكر بصعوبة ،و ما ان اتممت جمعه حتى أحسست بفقدان التوازن،لاسقط على الارض
القصب كله تكسر و تبعثر
كان السقوط مدبرا من طرف العجوز كالعادة،و هذه المرة لم استحمل هذه المعانات ،كل مرة أرى فيها ابي ينحني على رجليها القدرة و يتوسلها لترحمنا
ثرت غضبا،فأخذت فأسا لاطعنها به،في الحقيقة لن اواجهها،بل سأطعنها من الخلف،لأنني على كل حال ابقى انسانة ضعيفة ،أمام ذلك الجبل الشامخ
~الراوي~
لم تستطع آري تنفيذ خطتها،و نالت عقوبة قاسية بسبب فعلتها هذه ،فلم يستطع الخدم أو أبها، حمايتها من جنون و غضب العجوز ،كانت تعقبها طيلة اليوم و لاتقدم لها اكلا و لا شرابا ،استعملت جميع أدوات التعذيب ليبرد غليلها ،
كانت تضربها بالسلاسل حديدية ،تضع الملح على جروحها،تجعل منها طعاما للكلاب الجائعة ،تحرق جسدها بالنار،ترجمها بالحجارة، تغطس وجهها في المياه الساخنة،و تحرمها من الاكل و الشراب
~آري~
انا الان شبه ميتة ،لا أشعر بجسدي ولا استطيع الحركة أو الكلام،انتظر الموت بفارغ الصبر للتخلص من هذا العذاب
《و الآن هل نومتي على فعلتك ،أو مازلتي تحتاجين العقاب》
《أ. .. اتوسل إليك. .أرجوك. .》
بدأت تضحك بصوت عال ،استفزتني و عاملتني كحشرة تدوس عليها وقت ما تشاؤ ، رغم أنني حفيدتها الوحيدة
حقا،فهي جدتي ،جدتي المقززة و القذرة التي اكرهها من أعماق قلبي ،قتلت امي و عذبت ابي ،دمرت حياة اخي الصغير جونكوك ،وادخلته في عالم الانطواء على الناس،ها هو الآن في مستشفى الأمراض العقلية يتعالج هناك
تكاليف و مصاريف معالجة اخي كان السبب الوحيد الذي جعلنا انا و ابي نصبر على هذه الحياة و العيش مع هذه العجوز
قبل خمس سنوات،
كان اخي جونكوك يبلغ من العمر سبعة عشر سنة ، كان يحب فتاة تقربه من العمر،وذات يوم قرر الاعتراف لها بما يشعر به اتجاهها،فقرر أن يأتي بها إلى قصر جدتي التي وعدته بمساعدته على مواعدة الفتاة التي تدعى دنيز.
~عودة إلى الوراء~
《هيا حفيذي العزيز ،تشجع فهي ستصبح زوجتك في المستقبل》
《لكن جدتي لا استطيع،فأنا احبها كتيرا و لا أستطيع أنتزاع شرفها》
《صغيري؛يجب أن تعلم أن لم تجعلها تكون ملكك بهذه الطريقة؛لن تحصل عليها ابدا》
فكر جونكوك طويلا و قرر اغتصاب دنيز
نعم لقد أخذ عذريتها ،كانت تتوسل إليه كثيرا لكنه لم يأخذ بها
حل الصباح بعد تلك الليلة اللعينة ،استيقظت جونكوك فوجد دنيز خارقة في دمائها
لقد انتحرت ،لم تستطع العيش بعدما فعل جونكوك بها
تفاجأ كتيرا،ارتدى ملا بسه بسرعة و أسرع إلى جدتي
《جدتي ،استيقضي،دنيز انتحرت ،لقد ماتت》
《و ما شأني لا يهمني يا مغفل》
《كيف؟ماذا تقولين؟》
《غبية، اتظن أن حبك أو حياة تلك اللعينة تهمني،انا عاقبة اباها على ما فعل بفضلك انت 》
~عودة إلى الحاضر~
ومن تم دخل اخي في صدمة كبيرة،وندم على ما فعله ،حاول الانتحار عدة مرات لكنني منعته ،بعدما عقدت صفقة مع العجوز
(البي اوامرها و اقوم بكل ما تطلبه ،في المقابل ،تدفع تكاليف المشفى)
لقد تحملت الكثير من أجل ابي و أخي، تحملت عذابا شديدا من أجلهم
~الراوي~
شفيت آري من جروحها ،لكنها لم تتخلص من حياتها اللعينة،و ظلت تعمل و تنفد أوامر العجوز كما كانت تفعل سابقا
....يتبع
