نزلت الدرج ،كانت الأضواء منطفئة ،المكان خال ،لم أخف، لأنني اعتدت على الظلمة في حياتي
وضعت آخر خطواتي على الارض،لتشتعل الأضواء، كانت العجوز تجلس على اريكتها الضخمة
اقتربت منها
《أين هم المدعوون،وأين اخي؟》
《يمكنني أن أقول لك أن جحيمك التاني اختفى》
ارتسمت على وجهي ابتسامة جانبية ،رغم أنني أعرف أن جحيمها الأول سيعود
تقدمت نحوي ،و غرست أضافرها الطويلة و العفنة في عنقي
مسكتني بقوة إلى أن ارتفعت عن مستوى الأرض
《بسببك خسرت صفقة مهمة،ابن السيد كيم رفض الزواج بك أيتها العاهرة،و الآن ماذا سأفعل بك》
《ات..ركني .،و ما دخلي في قراره هذا.》
《تصرفاتك القذرة ،أخلاقك الوقفة معه خلال طفولتك اللعينة،فهو يكرهك كتيرا 》
لم تتحمل تلك التي تدعى جدتي خسارة الصفقة ،اشتعلت نار الغضب ،
غرست السكين الموجود بحوزتها في معدتي،
نزفت دماء كثيرة ،
تذكرت امي و انا غارقت في دمائي،تذكرتها و هي تحاول التنفس بصعوبة ،حتى اغمي عليها ،وأخي عندما دخل المشفى،كل هذا بسببها ،بسبب الشر الذي تحمله اتجاه اسرتها الوحيدة
لماذا تكرهنا؟
هذا السؤال اقنعني بأنها لا تنتمي لعائلة بارك أو نحن الذين لا نقربها ،
جدتي هي وحش طفولتي و جحيم مستقبلي
لا أعلم ان سأبقى على قيد الحياة لأرى جحيم مستقبلي التعيس ،لكنني لم ارد الموت،
لم ارد ترك جونكوك و لا ابي الذي لا أعلم أين هو
كان وجه تلك العجوز آخر شيء أراه قبل أن يغمى علي
~الراوي~
قدمت السيدة بارك العلاج اللازم من أجل شفاء حفيدتها ،و استطاعت آري النجاة من الموت
تسريع الاحداث .
استرجعت آري وعيها ببطئ ،داخل غرفتها ،فالعجوز لم تأخذها للمشفى
اقتربت السيدة بارك منها بعدما رأسها تحرك اصابعها و تفتح عيناها
《و أخيرا صغيرتي استرجعت وعيها،أظن أنها عرفت خطأها بعد هذه العقوبة القاسية》
《لماذا تركتني على قيد الحياة،كان يمكنك إتمام مهمتك التي بدأتيها تلك الليلة》
《لا ،ليس الآن، مازلت احتاج اليك،كما تعرفين جدتك متفائلة جدا》
《انت مازلتي تفكرين في الصفقة》
《انت ذكية جدا حفيدتي الجميلة ،لكن الان يجب أن ترتاحي ،من أجل أن ننشد خطتنا بسرعة》
مرت الأيام و تحسنت آري ،وعادت تقوم بأعمالها الشاقة،إلى أن جاء يوم و طلبت العجوز منها الحضور إلى غرفتها
~آري~
دخلت غرفتها الكبيرة و المظلمة ،كانت متكئين على كرس ضخم ،تحتسي كوب قهوة
سألتها ببرودة
《ماذا تريدين ؟》
《ستذهبين لمنزل السيد كيم و ستعملين كرامة عندهم》
ضحكت بخفة《اتظنين انهم لا يعرفنني》
《لا يا غبية،ستضعين شعرا مصطنعا ،و كما تعلمين ،ملابسك متسخة جدا و قدرة متلك هنا،لكن عند السيد كيم سيرتدي ملابس متيرة 》
《و لماذا كل هذا؟》
《ستعملين مدة شهر ، و في هذه المدة سيكون رجل يراقبك دائما ،تتواصلين معه عن طريق جهاز اتصال ،اولا ستعملين كباقي الخدم كي لا يشكون فيك،و بعدها ستراقبين الخزانة المتواجدة بمكتب السيد كيم ،و بعدها احفظي الرقم السري ،تم ستعطينه لذلك الرجل ،و بعد يومين اتركي البيت قبل أن انفذ خطتي》
《و انا لم افعل؟》
أجرت العجوز اتصالا ،لم أكن أعرف صاحب الرقم المجهول إلى أن سمعت صوت ابي،اخدت الهاتف بسرعة من يدها
《ابي كيف حالك ،لقد اشتقت إليك كتيرا》
《و انا ايضا صغيرتي،》سمعت أحدا يطرق باب المنزل الذي يقيم فيه
《آري هناك أحد يطرق الباب،سافتح و اعود》
نظرت لعجوز و عرفت انها تريد أذية ابي
《ابي لا تفتح ارجوك،لا تفتح》
وجهت نظري إليها مرة أخرى وقلت
《حسنا ،سأقوم بكل ما طلبتيه》
فقامت بحركة غير مفهومة للحارس الموجود هناك ،
قال لي ابي بعدما توقف دلك الشخص عن طرق الباب
《لقد ذهب من كان يطرق》
《حسنا ابي،إلى اللقاء سأتحدث معك لاحقا》
أغلقت الخط و اعطيتها الهاتف
《أحسنت صغيرتي،هذا القرار الصائب》
خرجت من غرفتها و الدموع تملؤ عيناي ،
غيرت ملابسي بملابس جديدة ،وضعت ذلك الشعر المصطنع ،وحملت حقيبتي
توجهت للاسفل لأجلها تنتظرني
《لا تلفت انتباه احد،فمصير ابيك بين يديك》
ركبت سيارة الأجرة التي كانت تنتظرني وذهبت
كان أحدا يتبعنا ،أظن أنه ذلك الرجل
وبعد مدة طويلة وصلت إلى ذلك القصر الكبير،فهو يشبه منزل العجوز لكنه اكتر صيانة و جمالا
....يتبع
