1|بِداية.

140 23 46
                                    

"ابتَسِمي،صَغيرتِي."

قال هاري مُبتسماً للفتاة التي لا يتجاوز عمرها السابعة الجالسة فوق العشب.

ابتسمت الفَتاة باتساع ناظرة تِجاه هاتفه ليلتَقط لها صورة بكاميرا هاتفه الثمين ثُم يُلوح لها مُنصرفاً عنهَا بعد أن ألقَى لها ابتسامة ساحرة.

سَار هاري وبجواره كيندال،خطيبته.

"ألن تتوقف عن التقاط الصور للغُرباء؟ هذا سخيف!" قالت كيندال سَاخرة.

رَمقها هاري بنظرة حادة ثُم أجاب..
"أنا أحب توثيق الأشياء التي تجذبني،هذه ليسَت سخافة،كيندال."

"ولمَ لم تَلتقِط لي صورة قبلاً؟،ألستُ أجذبُك؟" سألَت كيندال رافعة أحد حاجبيها.

"لا." أجاب هاري ببسَاطة.

"هَذا قاسي." قَالت كيندال صانعة وجهاً مُتألم.

"هَاري،أُريد الذهاب للسينما." قالت كيندال مُجدداً واقفة أمام هاري لتمنعُه من مُتابعة السير.

"لا،سأُعيدُكِ لمنزلكِ ثُم سأتوجه للشركة،لدي الكَثير من العَمل." قال هاري ثُم أزاح كيندال بيده بخفة ليُتابع سيره.

"هاري،ألا يُمكنك تخصيص بعض الوَقت لقضائه معي؟" قَالت كيندال من خلف هاري،نظر لها للحظة ثُم نظر أمامه مُجدداً..

"أنا بالفعل خصصت بعضاً من وقتي لكِ وأصطحبتُكِ للتنزه في الحديقة العَامة،أليس هذا كافياً؟" رَد هاري بهدوء.

"كأنني لا أعلم أن والدتك هي من أجبرتك على اصطحابي اليوم." هَمست كيندال،ولكنه سمعها،ولكنه أيضاً تجاهلها.

هي مُحقة،والدتُه هي من طلبت مِنه أن يصطحبها لأي مكان نظراً لاهماله لها لمدة طويلة،ولكن ماذا يفعل؟

هو لا يُحبها،لقد حاول كثيراً ولكن قلبه يرفض أن يحتويها،كأنها ليست مَن يجب أن تكُون بِه.

"المَعذرة؟" قَالَت أحداهُن من خلفهما،التَفتا لها ليجدا فَتاة في أوائل العقد الثاني من عُمرها ذات شعر بُني داكن وعينان عسليتان،عاقدة ذِراعيها وتنظر تِجاه هاري باستنكار.

"أجل؟" رَدت كيندال رافعة أحد حاجبيها.

"لمَ التقط حبيبُك صورة لهايزل؟" سَألت الفتاة ليفهَم هاري ما تقصِده.

"هايزل،الفتاة ذات الشعر الأشقر والعينان الزرقواتين؟" سَأل هاري مُبتسماً.

"بالضبط." ردت الفتاة بحدة.

"اهدأي يا فتاة،لقد جَذبني جَمالها الخلاب فقط لذا التقطتُ لها صورة،لن أرسل صورتها لجماعة من رجال المافيا لا تقلقِ." قال هاري ساخراً.

"أيُمكنني أن أطلُب منك أن تحذف الصورة؟" سألت الفتاة بجدية.

"أأنتِ غبية أم ماذا؟ لقد أخبـ.." قَالت كيندال مُنفعلة ليُقاطعها هاري.

"كيندال،اذهبِ للسيارة." أمرَها هاري لتنظُر له رافعة أحد حاجبيها.

"ولكن.." قالت ليُقاطعها هاري مُجدداً..

"قُلت اذهبِ للسيارة!" كرر هاري أوامره بانفعال.

زفرت كيندال بِقوة ثُم سارت مُنفعلة نحو السيارة.

نظر هاري للفتاة التي كانت تحدق فيما يحدُث بينهما بغرابة،ابتسم كأن شيئاً لم يحدُث منذ لحظات.

"أيُمكنني معرفة اسمُك؟" سَأل مُبتسماً.

"روزاليندا." ردت روزاليندا ببساطة.

"هاري." قال هاري بعد أن مَد يده ليُصافحها ففعلت المِثل.

"سيدة روزاليندا،أنا حَقاً احب التقاط الصور لأي شئ يُعجبني،وابنتكِ تمتلك جمالاً خلاب جذبني لتصويره،أنا لا أنوي اي شئ سيئاً لابنتكِ صدقيني،فقط اسمحِ لي بالاحتفاظ بالصورة." قال هاري بأدب،مُحافظاً على ابتسامته الساحرة.

"أنا لستُ سيدة أيُها الشاب،وهايزل ليست ابنتي!" قالت روزاليندا مبتسمة بخفة.

"أعتذر." قال هاري مبتسماً ثُم أضاف "إذاً،هَل لي أن أحتفظ بالصورة؟"

"حسناً." قَالت مُحركة كتفيها.

"شُكراً،آنسة روزاليندا." قال هاري مبتسماً باتساع لتظهر غمازته.

"عَليّ الذهاب الآن،فأنا جليسة أطفال لذا عَليّ الاهتمام بهايزل،سُررت بلقاءك،هاري." قَالت روزاليندا مُبتسمة.

"الآن فهمت سبب قلقكِ المُفرط،على أية حال السُرور مُتبادل روزاليندا." قال هاري ضاحكاً لتُبادله روزاليندا الضحك ثُم لوحت له منصرفة.

"الآن أرغب بشدة في التقاط صورة لكِ أيضاً،روز." هَمس هاري ناظراً لروزاليندا التي ابتعدت عنه متوجهة حيث تجلس هايزل الصغيرة.

عِندَما تنعَكِس الأدوَار. Where stories live. Discover now