🌷عروس حابي 🌷

530 36 36
                                    

بقلم : نهال عبدالواحد

مصر أم الحضارات، صاحبة أقدم حضارة، حققت تقدم وإزدهار في عدة عصور قديمة بدايةً من عصر الدولة القديمة ثم الوسطى والدولة الحديث، أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ.

في طيبة وفي إحدى قصور فرعون (حاكم البلاد) كانت لإحدى زوجاته ماشطة تقوم بالإهتمام بجمالها والعناية به، وقد عُرف عن هذه الزوجة إهتمامها بجمالها و أناقتها طوال الوقت.

كانت هذه الماشطة و تدعى (نبت) متقنة مهنتها، تتفنن فيها فقد ورثت المهنة عن أمها وجدتها و متشرّبة لأسرار وصفات الجمال؛ لذلك كانت مقربة من إمرأة الفرعون.

كانت (نبت) جميلة الملامح حنطية البشرة سوداء العين والشعر، لكنها كانت ترتدي ذلك الشعر المستعار (باروكة) الذي تفننت في صناعته و تزيينه.

كانت مقيمة بقصر الفرعون في جناح خاص، لها خادمة ليست وصيفة، فكانت تعتني بجمالها بطرقها الخاصة التي وعدت إمرأة الفرعون ألا تخبر بها أحد إلا لإبنتها عندما تتزوج وتنجب؛ فمثل هذه الأسرار لا تورث إلا للأبناء؛ و أيضًا لأن تلك السيدة تريد أن يكون سر جمالها سرٌ مخفيّ عن الجميع.

كانت غرفة (نبت) فخمة إلى حدٍ ما ليست كغيرها من الخدم؛ حيث لها مكانتها المرموقة في القصر لكنها لم تصل لدرجة غرف زوجات الفرعون وأبناءه.

كانت غرفة متسعة إلى حدٍ ما، لها تختٌ صغير، صندوق لملابسها و أدوات زينتها، جوار الصندوق منضدة خشبية صغيرة فوقها مرآتها النحاسية الخاصة، مكحلتها و مشاطة لتعدّل هيئتها قبل أن تخرج من مخدعها، وأيضًا أكثر من واحدة من الشعر المستعار.

بدلت ملابسها، ارتدت فستانها الكتاني الأبيض، ضيق من أعلى، له حزام عريض من الخصر ذهبي اللون، ذات أكمام، لديها قلادتها الخاصة التي قد أهدتها لها امرأة الفرعون ذات يوم، ضبطت (الباروكة) واضعة ذلك الطوق فوقها، نثرت بعضٌ من عطرها، اكتحلت جاعلة رسمة عينيها شرطة لأعلى و أكملت زينتها؛ فاليوم يوم خاصٌ وسعيدٌ لها.

ارتدت نعلها الجلدي، ها هي صارت على أتم استعداد يكاد ينطق الحسن من وجهها، خرجت (نبت) من غرفتها باكرًا عن موعد إمرأة الفرعون؛ يبدو أن الأمر فعلًا هام.

اتجهت نحو حديقة القصر، فهاهي تسير في ممرات القصر، كلما مرت على أحد الخدم انحنى تعظيمًا لها؛ فهي صاحبة المقام ماشطة زوجة الفرعون، وليس لأحد الحق في أن يسألها لأين تتجه الآن!

سارت قليلًا في الحديقة بين أحواض لزهور اللوتس و البردي وبعضٌ من ورد النيل، ظلت تسير لمسافة ثم توقفت و هي تتلفت حولها كأنها تبحث عن شخصٍ ما.

ظلت واقفة قليلًا حتى مرّ أمامها شاب أسمر مرتديًا ثوبًا أبيضًا من الكتان ضيقًا، مفتوحًا من الأمام، يصل طوله إلى منتصف ساقه، يلف خصره بحزامٍ عريض من اللون الذهبي، و(كولة) عريضة على صدره من اللون الذهبي أيضًا، على رأسه غطاء رأس فرعوني أبيض اللون، فوقه طوق ذهبي اللون، مرتديًا نعل جلدي بقدميه.

(عروس حابي)    By: Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن