التكملة

12 1 0
                                    

في اليوم الموالي كانت الساعة الرابعة مساءا، إتصلت  بها أول إتصال لكنها لم تجب، و بعد دقيقة أعدت الإتصال الثاني ...و سمعت صوتها الرقيق: مرحبا!، و هنا بدأنا الحديث،وغرقنا في ساعة الأسئلة و التعارف أكثر...وبدون شعور مرت ساعتين على حديثنا، بعد ان إتضح انها ايضا معجبة بي....، حينها لم اعد احادث امي كثيرا... كنت متخفيا...، كنت اعمل، لأعود وأدخل إلى غرفتي وأكمل محادثة "حبيبتي "، نطقنا بالحب بيننا، كانت أول فتاة دخلت قلبي بل إلى اعماقه ،أحببتها بحب خالص مشتق من الوفاء،  وبعد مرور أيام قليلة، جاء ذلك الموعد الحقيقي، الموعد الحامل لكل شيء، موعدنا الأول كحبيبين..، دخلنا ذلك المطعم الفاخر..، وكأنني أحلم فالمكان كان في غاية الروعة، ثم جلسنا...، وهي تحدق الي..، اما انا فكنت خجولا قليلا و سعيدا للغاية...، كانت جميلتا كعادتها، ترتدي سروال جينز، و قميصا أزرق فيه كتابة بالأسود، كانت تبدو متألقة جدا، بدى علينا السكوت،
سيلينا: أليس لديك ما تقوله لي؟
روبن: أنا أكثر المفتونين بعينيك و أقل الناظرين..
سيلينا: سأجعل من دمي حبرا و أكتب به أحبك
روبن: سأجعل من عيناي بيتا لأخبئكي فيهما
سيلينا: سأحبك و أعشقك، للحين الذي ستصبح دموعي عطرا لك، و إبتسامتك كدواء من طبيب نفسي..دائما تريحني.
لكن الحياة لا تبوح بأسرارها جملة واحدة و إنما تقطر تقطيرا...، لم تنهي حديثها الفارغ، حتى وقف شاب وسيم جدا ،غاضب اشد الغضب...، ويصرخ: مالذي تفعله مع خطيبتي...، من تكون؟ الم تخجل من نفسك!! إنها خطيبتي إننا في عامنا الرابع، لما تحبون الخبث يا قوم...، لما؟، و هنا نظرت اليها كانت تغطي وجهها بيديها، و أجبته: اهدأ...، انها مجرد صديقة رأيتها هنا...، خرجت من هناك وهي تتبعني بنظراتها...، أشعلت تلك السجارة التي عوضت عني،لقد كانت تلك هي النقطة المميتة ،تلك هي النصيحة في عالمي،تلك النقطة السوداء....، حان وقت الوداع، حان وقت عيش حياة واقعية، حان وقت ترك العالم الافتراضي، ضاعت أيام من حياتي ولازالت تضيع...،بينما كان الحب من نصيب الجميع،كان العذاب من نصيبي....، فقد كانت كحلم مزعج، ماذا سأفعل!، هذا قدري، مستقبل مجهول، و حاضر عاجز مسود، و ماض حزين...، أحلام صعبة التحقيق...، لكن لازلت أحاول...فقط من أجل "أمي" ،فقط لأرسم أملا قبل الرحيل من هذا العالم, أنا لا أكتب لأشتكي لكم، أكتب ليرتاح عقلي و مشاعري من خيبات الزمان...،   اهرب من كل العلاقات التي تستنزف دفء مشاعرك، و قلبك الصادق، و حبك البريء الصافي...، اهرب من كذب الاخرين...، فمهما حدث ستظهر الحقيقة يوما، فلا تسمح من خداعهم أن يسلب منك الثقة في الحياة، ...، لانك يوما ما ستجد من يستحقك أيضا، او كن وحيدا و كافح فلعل الوحدة في زمننا كنز
ثمين.

النقطة المميتةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن