السر الأول.

23 2 0
                                    

لكل شخص هدف، رغبة، طموح، شيء يحب فعله، شيء يعيش لأجله، طريق محدد يمشي عليه، قد يكون عمل، مكان، أو حتى شخص ما..

لكن بعض الناس يضيِّعون هذا الطريق، أو لا يعلمون أين هو من الأساس، لذا قد يأخذون وقتاً قبل إيجاده، وتلك المهمة صحيح أنها ليست يسيرة لكنها ممتعة..

في إحدى طرق السفر الطويلة الصحراوية، كانت هناك سيارة واحدة تظهر من بعيد في ذلك الطريق الخاوي..

كانت سيارة حديثة، تمتلك بعض الملصقات الطريفة في الخلف، والعديد من العلاقات في المرآيا الأمامية..

في مقعد السائق كانت تجلس وتقود بملل وحرص، نافذتها مفتوحة وتتكئ بمرفقها عليها، أنزلت نظاراتها الشمسية عندما أحست بالحر الشديد لتمسح قطرات العرق من فوق أنفها..

لا تملك أدنى فكرة عن وجهتها، فقط تود الترويح عن نفسها، وبدت رحلة السيارة فكرة رائعة، أو هذا ما كانت تتوقعه..

سمعت صوت نباح من يسارها، مدت يدها لتربت على رأس جروها الصغير ولازلت تنظر أمامها..

"اصبر كي-أو، أعلم أنك تشعر بالملل، لكن سنصل عما قريب، أظن."

عادت لتمسك بالمقود، تحدق بالطريق الطويل الذي لا نهاية له، والشمس بقيت تفتك بها..

فجأة أحست أنها خطت على حجرة، تأملت خيرا قبل أن تسمع صوت محركها مصدرا كركبة، ليتوقف أخيرا عن العمل ويعلن موته..

"اللعنة!"

ضربت مقودها بعنف، فتحت الباب لتضرب الشمس وجهها، غطت أعينها بيدها، على الرغم من وضعها لنظارتها لكنها لازالت تكره الشمس..

فتحت غطاء المحرك، ليهاجمها دخان أسود جعلها تسعل، أعاد رأسها للخلف وأبعدت الدخان عن وجهها بيدها..

بعد أن خف الدخان عادت لتنظر للمحرك الشبه محترق، تنهدت بتعب وثبتت الغطاء تاركة إياه مفتوحاً..

عادت داخل السيارة لتخرج كي-أو، الذي قفز متحمسا للأرض، لكنه فور شعوره بحرارة الأرض قفز لأحضانها..

"آسفة كان علي تحذيرك بالأمر، على أي حال يبدو وكأننا سنبقى هنا لفترة من الزمن القاسي."

بقيا على هذه الحالة لنصف ساعة أخرى، حاولت فيها الإتصال بأحدهم، لكن هاتفها بطاريته فارغة، حتى حاولت أن تصلح المحرك بنفسها لكنها فشلت..

"مرحبا، يبدو أنك تحتاجين مساعدة.."

قام صوت امرأة ما ونقرها على النافذة بإيقاظها من نومها، تثائبت بتعب ومن ثم فركت عينيها بلطف، أنزلت النافذة لترى صاحبة الصوت..

 Secrets Reader || قارئة الأسرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن