PART_1: ذكريات_مظلمة

424 29 19
                                    

تَمْشِي ببطئ وسط تلك الأشجار الملتفّة رفعت رأسها لتظهر ملامحها الباردة كالجحيم يكسوها ستار من الكراهية و الندم و الخوف ....
تزداد خطواتُها بُطئًا كُلَّما اقتربَت من وجهتها كأنّ قدماها تتوسَّلُها للتراجع و لكن قلبها المدمِيُّ اليائس يشجِّعها على العكس و يقنِعها أن لا مفرَّ من لعنتِها سوى بإكمال هذه الخطوات....
أما عقلها فهو حاليا يتذكر كل مشهدٍ من بداية طفولتِها البائسة لحد الآن....
توقفت خطواتها معلنة عن الوصول لمقصدها ....
نظرت لذلك الجرف العميق بشرود..

"إلاهي أنا آسفة أعلم أن ما سأقدم على فعله سيجعلك تغضب مني و لكني تعبت كثيرا فهذه الحياة حقا صعبة و أتمني أن لا تجعل أحدا يتعذب كما تعذبت أنا أسفة مجددا "
أغمضت عينيها سامحة للنسيم البارد أن يداعب وجهها بلطف إبتسمت إبتسامة أخيرة لتسمح لجسدها بأن يهوي إلى الأسفل ....
هل رمت نفسها حقا للتو؟...
تسائلت بنفسها إن كانت قد ماتت حقا ...
فتحت عينيها باتساع ...
لتجد نفسها معلقة في المنحدر ...
إلتفت لتجد غضنا علق بتنورتها يمنعها عن السقوط ...
كأنه يمنعها عن فعل ما تفعله ...

"إلاهي أغاضب علي لهذه الدرجة ...فقط أريد أن أرتاح "

نطقت وصوت شهقاتها يعكر صفو وهدوء المكان ....
تمسكت بالغصن لترفع نفسها بصعوبة ....
جلست على الأرض تنظر لركبتها المجروحة و يديها المخدوشة سامحة لانهار دموعها بالانهمار ....

________
ربما عدالة الحياة قصرت في حق هذه الفتاة ....

بدأت معاناتها في سن السادسة بعد وفاة
والدتها ....ليتزوج أبيها بامرأة ذوقتها طعم العذاب ....
بيتما كان أقرانها يلهون ببرائة ...
كانت تحبس في القبو كالحيوان لأغلاط لم ترتكبها ...
و الأبشع أن أبيها كان يفضل أن يصدق زوجته على تصديق ثمرة حبه الأول و إبنته البريئة....
على الرغم مما عاشته لكنها لم تحمل حقدا أبدا و لم تعرف معناه حتى...
بعد أن وصلت لسن الرشد قامت زوجة والدها بطردها و قد هددت والدها بالطلاق لو إعترض على هذا القرار و مجددا فضلها على ابنته ...
بعد ان أصبحت بالشارع عملت بجد حتى تجد مكان للمكوث و قد استأجرت شقة قديمة بعد عدة وظائف نسقتها مع الدراسة أصبح طموحها للدراسة أكبر و نجحت بذالك لتتاح لها فرصة السفر لأمريكا كي تدخل كلية مشهورة للطب فيها ...

يوم_السفر_____________
___
<يرجى على ركاب الطائرة المسافرة لواشنطن بالتوجه للمقصورة رقم 9 >

" اليوم فتحت لي بوابة لحياة جديدة "

كانت تلتفت كل لحظة لترى إن أتى أبيها لتوديعها
على الرغم من أنها متأكدة أنه لن يفعل ...
التفت للمرة الأخيرة لتلاحظ زميلاتها مع عائلتهم يودعون و يعانقون بعض بحنان ...

أنزلت رأساها كي لا تظهر دموعها ...
واكملت المشي بتلك الوضعية...

بعد_9_ساعات________
____

{نعلن وصول الطائرة إلى واشنطن أتمني أن تكونو قد إستمتعتم بالرحلة وشكرا }
________________

بينما أمشي بشوارع المدينة متوجهة لعنوان الفندق المحجوز لي و لزميلاتي ....

قاطعني صوت شخص يخاطبني بصوت أشبه بصوت الحية

"أيتها الجميلة ما رأيك بجولة"

نبرة صوته وحدها تشعرك بعدم الأمان فما بالك بما قاله الآن ....

رسمتُ تعابير البرود و التجاهل على ملامحي مكملة طريقي ....

و لكنه لا ينوي على اكمال هذا اليوم بسلام ...
أصبح يمشي ورائي بنفس خطواتي و يسرع باسراعي ثم أمسك بي من خصري و قربني منه ....
حاولت ابعاده بكل ما لي من قوة و طلبت المساعدة من المارة و لكن لا أحد يكترث ...

فجأة اخترق ذهني مشهد من الماضي:
______
قبل_5_سنوات_:
بينما كنت عائدة من الثانوية متوجهة للبيت كان الشارع فارغ يعمه الهدوء ... قاطع طريقي شاب كان يخاطبني بالجميلة و يحاول الإقتراب مني و لكن فجأة ظهرة من العدم شيخ كان يسكن بجوار منزلي كان يحمل كيس من الخضار بيده و قضيب حديدية بيده الأخرة و هدد بها الشاب فهرب و أوصلني بعدها حتى البيت ....
هذا أشعرني بالأمان ...
____
و لكن هذا البلد لا يكترث سكانه للآخرين ولو كانو يغتصبون أمامهم ...

ذالك الحادث هو الذي تسبب باشعال الحقد في قلبها بعد أن كان نقيا نقي ....

تحولت ملامحها لأخرى مرعبة كأن أكبر الشياطين قام بتلبسها للتو ...
قامت بركله ببطنه بقوة ....
سقط يتأوه في الأرض بشدة ....
لم تكتفي بذالك فقط ...
فراحت تسدد له ركلات أخرى بقدمها و هي تمطر عليه بوابل من الشتائم التي لا تعلم حتى أين لها بها ....

____في تلك اللحظة بالذات إكتشفت أنها هربت من الجحيم لتحتمي في وكر شياطين ____

لم تخلو حياتها هناك من التنمر و العنصرية لكونها عربية أصبحت تكره كل ما له علاقة بالحياة ....

حاولت الانتحار العديد من المرات و لكن دائما ما يوقفها شيء ....

بعد شهر ______
سمعت أن فرقة كورية ستقوم بمحاظرة كتكريم للطلاب كل الفتيات متحمسات و يقمن يتزيين انفسهن و يتعاركن على الملابس بينما أنا أنظر لهن بتقزز من زاوية الغرفة
.....
الساعة 7:00
___

فتحت هاتفي لأجد رسالة على غير العادة ....

تجمدت أطرافي بعد قرائتها ...

_آنسة ليسا أنا جارة والدكي سارة آمل أن تتذكرينني يؤسفني إخباركي أن والدكي قد توفى أتمنى لكي تعازي الحارة _

"هل أصبحت يتيمة تماما للتو..."

مسحت دموعها المتمردة متوجهة نحو السلالم تصعدها لتصل للسطح....

الفِرقة قد وصلت و كل الناس ينتظرونهم في الأسفل و هذا سيسهل مهمتي ...أبي أمي أنا قادمة .....

صعدت على الحافة ....
أغمضت عينيها المبتلة و رفعت قدمها لتداعب الفراغ كانت سترفع الأخرى ...

ولكن سحبها شيء بقوة لتتراجع للوراء
"تبا أدائما ما يوقفني شيء ...اريد الموت و اللعنة "
____
سحبني فورا في حظنه دون أن يسمح لي برؤية وجهه ...
شعرت للحظة بالحنان في حظنه ...قد ذكرني بحظن أمي الدافئ لذا تشبثت بخصره أسمح بشهقاتي بالتعالي أكثر ...
_______________
أعلم أن البارت ممل و كذا و لكن التشويق و الانحراف طبعا بالبارتات التالية 🔥🔥🔥
البطل : تتوقعو مين راح يكون 🤨؟!
الشروط
٣٠:نجمه
50:كمنت لأكملها 🔥🔥🔥🔥🔥

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 11, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

DARK_BLOOD🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن