الحلقة 24

1.4K 27 2
                                    

أميرةٌ واقفةٌ بفستانِها الأبيض ، شعرُها جديلةٌ ما أبهاها على كتِفها ، 
تتوسطُها ازهارٌ صغيرةٌ بيضاء من قُماشٍ حرِيرِيٍ ، 
طرحةٌ شفافة طويلةٌ لامعة على امتداد طول الفستان .
مليكة : ما شاء الله ، ما شاء الله ، ما أجملكِ يا فتاة
ريان : أنا مُتوترة كثيرا و خائفة أرجو انْ لا يحدث شيءٌ سيء .
مليكة : صغيرتي إرمي تلك الأفكار المُتشائمة من رأسكِ ، 
سيأتي حبيبُكِ ميران لأخذِكِ و تتزوجان و تعيشان بسعادة ، مثل القصص لأنّكِ تستحقين .
استديري ، استديري لأرى 
مممم ماشاء الله سبعين مرّة ، الآغا سيُجَنُّ حين يراكِ 
مع أنَّهُ مجنونٌ أساسا .
قالتها و هي تضحكُ ثم قبّلتْ ريان من خدّها و حضنتها .

وفي تلك الأثناء دخلت زهرة ،
بِعُيونٍ دامعة و قلبِ أُمٍ يَرْتجِفُ فرحًا و خوفًا في آن واحد ، 
اقتربتْ بِبُطىء بإتجاه ريان ثم وقفت و هي تُلامِسُ وجنتيْها : 
- صغيرتي و مُهجة قلبي ، ادفعُ عُمري مُقابل ان أرى لمْعَة الفرح تِلكَ 
في عينيْكِ من جديد و ها قد لمَحْتُها ، و نسِيتُ كُلَّ ما مضى 
لأجلِها و أجل انْ تبقى البسمةُ مَرْسُومةً على مُحيَّاكِ 
هُنا بنيْتُ لكِ عُشًا ، هُنا بِقلبي ، بقلبِ الأمِّ التي تحضنُ صِغارها 
و تخافُ عليهم حتى من النسيم والآن هذا الطائرُ الجميل يُريد أن يطير 
و يُحلّقَ في سماء السعادة التي يستَحِقُّها قلبُهُ النبيل .
ثم انفجرتْ بالبكاء و عانقت ريان : 
فؤادي سيُصْبِحُ فارِغًا أرجوكِ لا تغيبي عنّا 
ريان و هي تمسحُ دموع أمّها : 

- أمّي لن اترككم و لن أهجركم ابدا ، سآتي لزيارتكم و تأتون لزيارتي 
اتفقنا انا و ميران انْ نذهب إلى أسطنبول في شهر العسل ، 
تعالوا إلى هناك أنتم أيضا 
زهرة : إن شاء الله حبيبتي 
مليكة مُقاطعةٍ لحديثهم : 
- أوو يكفي بُكاء ، هيّا لنستعد ، العريس سيصل بعد قليل ،
انا سأكون شاهدة على هذا الزواج فرِحتُ كثيرا بهذا 
ريان : أمي ألن ياتي أبي معنا ؟ 
زهرة : تعرفين أنّهُ مريضٌ قليلا و لا يستطيع المجيء صغيرتي 
ريان بنبرةٍ حزينة : حسنا ، سأمُرُّ لأراه الآن .

 ذهب ميران في الصباح الباكر لزيارة جونول و الإطمئنان عليها قبل أن يُغادر ماردين 
كانت تجلِسُ بحديقة المشفى و تعْبَثُ بِشَعْرِها تارةً و تُحدّث نفسها تارةً أخرى ، 
ميران : مرحبا جونول ، كيف حالُكِ ؟ 
رفعت رأسها بِبُطىءٍ و حين لمحتهُ قفزت لِحُضنهِ : 
- حبيبي ميران جئت لأخذي أخيرا 
ميران : لم تُشفِي بعْدُ جونول و أنتِ لا تبذلين مجهودًا لذلك 
جئتُ لأُخبِركَ أنني اليوم سأتزوج بريان و سأغيب عن هنا بعض الوقت ، 
لكنني سأعود من أجلكِ .
جونول و قد جُنَّ جنونها و بدأت بالصراخ و البكاء :
- مُستحيل ، لا يمكن أن تفعل هذا بي ، نحن مُتزوجان أساسا ، لا تستطيع .
ميران : عليكِ أن تُصدّقي هذا و تسْتوْعِبِيه و تُحاولي تجاوُزَهُ كي تَشْفِي من اوهامِكِ ، 
انا و انتِ تطلقنا و اليوم زفافي من ريان 
جونول : لا ، لا ، لا تستطيع ان تفعل هذا بي .
حضنها ميران و هو يهمسُ لها بأذنها : 

زهرة الثالوث - Hercai حيث تعيش القصص. اكتشف الآن