الحلقة 26

1.3K 30 0
                                    

ثم مسحتْ الدموع من خدِّ إليف و ابتسمت لها قائلةً : 
- هل تُعرِفِينَنِي على والديْكِ ؟ 
إليف : طبعا ، طبعا و أعطتها تلك الصورة 
زهرة و قد تَسَّمَرتْ بِمكانِها و شَحَبَ وجهُها ،
اِنْعقَد لِسانُها و تجمدتْ الدِماء في عُروقِها ، 
يداها ترتجفان حاملةً صورة والد و والدة إليف 
وعقلُها إرْتَجَّ حينما رجع بالذاكرة لأكثر من واحد و عشرين سنة ؛
يا الله هل يُعقل أن يكون هذا الحيوان هو نفسه ! 
والد إليف و ابن عزيزة ، هو نفسه من ..
حديثٌ و حريقٌ داخليٌّ بينها و بين نفسِها إلى أنْ قاطعها صُراخ نيغار :
- سيدة زهرة إلحقي ، السيد هزار و السيد نصوح يتجادلان بشِدّة أمام الباب .

صباحٌ كالعِطرِ الغافي بِدَلالٍ على صدْرِها ، 
يُعانِقُ أنفاسَها ، يُغازِلُ إحساسَها ، يُرافِقُ شَدْوَ آهاتها شوقاً لعينيْها ،
صباحٌ كالنسيم يداعبُ أهدابها ، ينتظِرُ انبلاج جُفونِها كي يُشْرِقَ ،
صباحٌ بين أحضانِها يغزوهُ كَوطنٍ ، 
يتسلَلُ نبْضُها لِقلبِهِ كَمُحتلٍ ، يفقِدُ أمامهُ شهِيَّةَ المُقاومة .
استيقضَ قبْلَها و هو يداعِبُ وجنتيْها 
ويُمرِرُ أصابِعَهُ على شفتيْها و يتأملُها بِحُبٍ :
- يا الله ، هل يُعقل ان يكون المرْءُ جميلا بقدر الزُهور ناعِما كقطرات الندى !
جسدٌ بملامح طفلة و قلبِ أُمٍ و روحِ ملاكٍ
يا رب هذا الصباح وكُلِّ الصباحات معها ، لا تحرمني مِنها ما حَيِيت . 
ريان بِعُيونٍ ناعسة و قد فاق بريقُ الحُبِّ فيهما ضياء الشمس :

- صباح الخير 
ميران : صباح التُوت لتلك الشفاه ، 
صباح الكرز لذلك الأنف ، 
صباح الرُّمان لتلك الخدود ، 
صباح الزنبق لذلك القلب الجميل .
قالها و هو يلمسُ كُلَّ ملامِحِها و يضعُ يدَهُ على قلبِها ،
تبعثرتْ ريان خجلا و قامت من السرير 
أمسكها ميران من يدِها و سحبها إليهِ مُجددا : 
- مازال الوقتُ مُبكِرا تعالي لِنَنَامَ قليلا بعد ،
ريان : أيُّها الكسول ، أَلَمْ تَقُلْ أنَّ طائِرَتَنا لِإسطنبول في الظُهر 
ميران : أجل ، لدينا وقتٌ كافٍ لنفطر و نتجهز و نلحق لا تقلقي عزيزتي 
ريان : لا تضحك عليَّ ، لكنني خائفة جدا 
لم يسبَقْ انْ رَكِبْتُ طائِرةً في حياتي 
ميران : الأمر بسيطٌ جدا ، هكذا 
ثم قام و حملَها و لفَّ بها لفةً بعْدَ لفةٍ ، يدُور يدُور دونما توقف. 
ريان و هي تضحك : مجنون أنزلني 
ميران : أرأيتِ ، الأمرُ بهذا القدر من البساطة حبيبتي ، 
وأيضًا كيف تخافينَ و أنا معكِ ؟ 
ريان : قلبي يطيرُ إليكَ كُلَّ ثانية ، أُرافِقُكَ إلى المجهولِ حتى 
ميران بِعُيونٍ عاشقة و نبضاتِ قلبٍ مُضطربة ، 
ضمّها إلى صدرهِ و قال لها : 
- سآخُذُكِ للجنَّة التي جعلتِنِي أراها في تلك العيون 
سأجعلُ هذا القلب الجميل يرقُصُ فرحًا فقط .

زهرة الثالوث - Hercai حيث تعيش القصص. اكتشف الآن