ثم مسحتْ الدموع من خدِّ إليف و ابتسمت لها قائلةً :
- هل تُعرِفِينَنِي على والديْكِ ؟
إليف : طبعا ، طبعا و أعطتها تلك الصورة
زهرة و قد تَسَّمَرتْ بِمكانِها و شَحَبَ وجهُها ،
اِنْعقَد لِسانُها و تجمدتْ الدِماء في عُروقِها ،
يداها ترتجفان حاملةً صورة والد و والدة إليف
وعقلُها إرْتَجَّ حينما رجع بالذاكرة لأكثر من واحد و عشرين سنة ؛
يا الله هل يُعقل أن يكون هذا الحيوان هو نفسه !
والد إليف و ابن عزيزة ، هو نفسه من ..
حديثٌ و حريقٌ داخليٌّ بينها و بين نفسِها إلى أنْ قاطعها صُراخ نيغار :
- سيدة زهرة إلحقي ، السيد هزار و السيد نصوح يتجادلان بشِدّة أمام الباب .صباحٌ كالعِطرِ الغافي بِدَلالٍ على صدْرِها ،
يُعانِقُ أنفاسَها ، يُغازِلُ إحساسَها ، يُرافِقُ شَدْوَ آهاتها شوقاً لعينيْها ،
صباحٌ كالنسيم يداعبُ أهدابها ، ينتظِرُ انبلاج جُفونِها كي يُشْرِقَ ،
صباحٌ بين أحضانِها يغزوهُ كَوطنٍ ،
يتسلَلُ نبْضُها لِقلبِهِ كَمُحتلٍ ، يفقِدُ أمامهُ شهِيَّةَ المُقاومة .
استيقضَ قبْلَها و هو يداعِبُ وجنتيْها
ويُمرِرُ أصابِعَهُ على شفتيْها و يتأملُها بِحُبٍ :
- يا الله ، هل يُعقل ان يكون المرْءُ جميلا بقدر الزُهور ناعِما كقطرات الندى !
جسدٌ بملامح طفلة و قلبِ أُمٍ و روحِ ملاكٍ
يا رب هذا الصباح وكُلِّ الصباحات معها ، لا تحرمني مِنها ما حَيِيت .
ريان بِعُيونٍ ناعسة و قد فاق بريقُ الحُبِّ فيهما ضياء الشمس :- صباح الخير
ميران : صباح التُوت لتلك الشفاه ،
صباح الكرز لذلك الأنف ،
صباح الرُّمان لتلك الخدود ،
صباح الزنبق لذلك القلب الجميل .
قالها و هو يلمسُ كُلَّ ملامِحِها و يضعُ يدَهُ على قلبِها ،
تبعثرتْ ريان خجلا و قامت من السرير
أمسكها ميران من يدِها و سحبها إليهِ مُجددا :
- مازال الوقتُ مُبكِرا تعالي لِنَنَامَ قليلا بعد ،
ريان : أيُّها الكسول ، أَلَمْ تَقُلْ أنَّ طائِرَتَنا لِإسطنبول في الظُهر
ميران : أجل ، لدينا وقتٌ كافٍ لنفطر و نتجهز و نلحق لا تقلقي عزيزتي
ريان : لا تضحك عليَّ ، لكنني خائفة جدا
لم يسبَقْ انْ رَكِبْتُ طائِرةً في حياتي
ميران : الأمر بسيطٌ جدا ، هكذا
ثم قام و حملَها و لفَّ بها لفةً بعْدَ لفةٍ ، يدُور يدُور دونما توقف.
ريان و هي تضحك : مجنون أنزلني
ميران : أرأيتِ ، الأمرُ بهذا القدر من البساطة حبيبتي ،
وأيضًا كيف تخافينَ و أنا معكِ ؟
ريان : قلبي يطيرُ إليكَ كُلَّ ثانية ، أُرافِقُكَ إلى المجهولِ حتى
ميران بِعُيونٍ عاشقة و نبضاتِ قلبٍ مُضطربة ،
ضمّها إلى صدرهِ و قال لها :
- سآخُذُكِ للجنَّة التي جعلتِنِي أراها في تلك العيون
سأجعلُ هذا القلب الجميل يرقُصُ فرحًا فقط .
أنت تقرأ
زهرة الثالوث - Hercai
Romanceقصة حب مستحيله ولدت من انتقام ♥️ All rights reserved to: "https://nahlaroh.blogspot.com/" بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )