تُغمضُ عينيها على ما تبقى
تبتسمُ ريان كأنها تُكمِلُ تركيبَ المَشهد :
- ميران ، أُحِبُّكَ عدد ما إلتحفتْ السماءُ من نُجومٍ و تجملتْ بِها .
ميران : أُحِبُّكِ و أنا الغارِق في تلك العيون بمحضِ إرادتهِ ،
أُحِبُّكِ بصدرٍ مُثقَلٍ بالتعب توسد قلبَكِ ليستريح .
قالها و نبضُهُ يرقصُ فرحا و عيونُهُ تحضُنها قبل يديْهِ
مشهدٌ فاق أحلامَهُ و آمالَهُ في أن يسمع منها تلك الكلمة من جديد
و يرى بعيْنها الثقة و الدفىء مرّةً أخرى .
ريان : لقد تعبنا اليوم في ترتيب البيت و مِنْ مشقة السفر لنخلد إلى النوم
ميران : غدا سيكون يوما طويلا و جميلا سآخُذُكِ لمكانٍ لطالما حلمتِ برؤيتهِ
ريان : مممم دعني أحزر اظنُّ أنّك تقصد ..
ميران بعد أنْ وضع إصبَعَهُ على فمِها :
- هُسْ ، مفاجأة
دعينا ننام الآن ، هل أحمِلُكِ إلى الغرفة
ريان و هي تضحك :
ستُصبح لديْكَ حدبة من كثرة حملي ، لا داعي أيها المجنون
ميران : الحدبة بقلبي من كثرة الحب ، أما ظهري فلا بأس
أستطيع حمْلكِ حتى و أنتِ حامِلٌ بتوأم و في شهركِ التاسع
ثم ضحك و سكت ،
ريان : لِمَا تبتسم بخبثٍ آه ؟
ميران : كُنتُ أتحدثُ مع توأمي فقط و ضحكتُ مِما يقولانِهِ ،
ريان : ماذا قالا لكَ ؟
ميران : يقولان أنّهُما مُشتاقان لِأُمِّهما و أبيهِما
و انا أقول لُهما أن المشوار طويل و أبوهُما صبور جدا.
ابتلعتْ ريان الضحكة و قبل أن تنطق بكلمة رنّ هاتِفُها :
- مرحبا أبي ، طمنِّي هل وصلتم ؟
هزار : وصلنا صغيرتي و جميعُنا بخير
ريان : الحمد لله على سلامتكم ، قبِّل أمي و جول عني .
هزار : أراكِ قريبا حبيبتي ، اعتني بنفسك و ليلة هادئة
ريان : ليلة سعيدة أبي ، إلى اللقاء .ميران و هو يُتمْتِم :
- تبا لحقني إلى هُنا أيضا
ريان : سمعتُك ، سمعتُك ميران
ميران : والدُك رقم واحد في إفساد اللحظات السعيدة
حينما اتى إلى بيت جدِّ مليكة و أخذكِ مني
و حين لحقنا إلى أورفا و فرّقني عنكِ .
أرجو ان لا يفعلها هنا أيضا
ثم قال في نفسِهِ :
- أسبابُ كُرهي لكَ عديدة سيد هزار ، ابدا لن أُسامِحكَ .
ريان : أحسن شيءٍ فعلهُ أنّه ترك ذاك القصر البائس و أتى إلى هُنا
بعيدا عن ظلم السيد نصوح و سوء مُعاملته لنا .
ميران : لم تُجيبي بعد ، هل أحْمِلُكِ ؟
ريان و هي تجري بإتجاه الغرفة :
- لا داعي وصلتُ أساسا
ثم تمددت فوق حافة السرير و قالت :
- ها و نمتُ أيضا ، تُصبح على خير
ميران : ابتعدي قليلا لِأنام بِجانبكِ
ريان : الجهة الأخرى واسعة و فارغة ، أنا بالحافة ألا ترى
ميران : خطَرَ على بالي النوم بهاته الجهة
السرير لم يُعجبني ، أسوء شيءٍ بالبيت هو
ريان : لِما ؟
ميران : ألا ترين ! لأنّهُ واسعٌ جدا .
ضحكت ريان ثم قالت لهُ :
- أظُنُّ أنّكَ اشتَقْتَ لِنومةِ الأرض تلك ، في الفندق
ميران : تبا
حسنا ، سأنام في القارة الأخرى قصدي في الجانب الآخر
من هذا البلد الواسع قصدي ..
ما كان اسمه ؟ آه ، السرير .

أنت تقرأ
زهرة الثالوث - Hercai
Romantikقصة حب مستحيله ولدت من انتقام ♥️ All rights reserved to: "https://nahlaroh.blogspot.com/" بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )