كان يمشي خلفها و يتأمل جمالها ، براءتها ،
عفويتها ، مرح الطِفْلِ فيها ،
اقترب منها ثم حضنها من الخلف و قال لها :
_ ما رأيُكِ أن نغرق معا ؟
ريان : لا ، لا ، انا لا أجيد السباحة في بِركةٍ حتَّى ،
لأسبح في البحر
ميران و قد حمَلها في حُضْنِهِ و اتجه بِها للماء :
- أغمضي عينيْكِ و ثقي بي
ريان و هي تصرخ :
- ميران ، لُطفا أنزلني .دخل بها إلى البحر و أغرق جسدَهُ و جسدها في الماء
و هو يبتسم لِملامحِها المخلوطة بالخوف و الفتنة ،
ميران : افتحي عينيْكِ الجميلتين حبيبتي
ثقي بي ،
ريان و هي تحضُنُهُ بشدّة :
- حسنا
ثم أنزلها و لفّ يديْهِ حول خصْرِها و قال ضاحكا :
- انظُري لم نغرق بالكاد وصل الماء إلى صدرِنا ،
ريان : المياه باردةٌ جدا و شيءٌ ما يلْمِسُ قدمِي من تحت
ميران ضاحكا :
- أيتُها الطفلة الخائفة
امسكي بِكِلْتَيْ يديْكِ في رَقبَتِي و دَعِي نفسكِ لي ،
ثم سبح بِها و هي في حُضنِهِ ، تارةً يغْطسُ بها
و تارة يحمِلُها و يدور بها فوق الماء ،
كان منظرا يُشبه مشهد الدلافين العاشقة
و هي تتعانق و تمرح ،
بجسديْنِ مُبْتَليْنِ و قُلوبٍ غارقة في الحب
و عيونٍ فاقت وهيج الشمس تلَأْلُؤًا ،
امتزج جمالُهما و سِحْرُ حُبِّهِما بِبَهاء و روعة البحر ،
ميران : أحبُّكِ يا سمكتي الزرقاء
ريان و هي تبتسِمُ سعادةً و حُبَّا :
- و أنا أحِبُّكَ يا ..
ميران : يا ماذا ؟ اكملي
أي صِنفٍ من الأسماك ستُطلقينهُ عليَّ
ريان : لا أدري
ميران : أنا أقولُ لكِ
قولي أحبُّكَ أيها القرش
ريان : هههه لماذا ! أَلَم تجد غيرَهُ ؟
ميران : أشْبِهُهُ في هاتهِ اللحظة
لأنّهُ لدي رغبة كبيرة في أكلِكِ،
ثُم سكت الكلام عن الكلام
و بَقِي يتأملُها و هي مُطرِقَةٌ رأسها ،
لوحَةٌ تجعَلُكَ تصمتُ ؛
شَعْرُها المُبْتَلُ الذي يُداعِبُ وجْهَها ،
خدّيْها المُتوردتيْنِ خجلا ،
قطراتُ الماء المُنزلقة على تلك الرقبة ،
عُيونُها البريئة ، شفتاها الورديتان ،
كُلُّ شيءٍ فيها صارِخٌ و مُغْرٍ و جميل ،
كلُّ شيءٍ فيها كان يضرِبُ على قلبِهِ بِقُوة
مثلما تضرب الأمواج الصخور ،
فتجعلُها رمالا تتناثَرُها الرياح ،
لم يتمالك نفسه و قَبَّلهَا قُبلة جامحة جموح الأمواج
حارة بحرارة الصيف ، طويلة بطول الساحل ،
عميقة عُمق البحر ،
طبع حُبَّهُ الكبير و شوْقَهُ العارم على تلك الشفاه
بعثرها و جمعها في قُبلةٍ واحدة ،
ليسمع دون همس ألفَ أُحِبُّكَ و ألف أُريدُكَ
و مليون ألف أثِقُ بِكَ و أُسامِحُكَ ،
رباط الحُبِّ و الثقة الذي أسَّسُهُ على تلك الأُرجوحة
ها هو الآن يُعيد بِناءَهُ ،
الأول في السماء و الثاني فوق الماء
غرقت قلوبهم ذلك اليوم ، لمْ و لنْ تنجوا أبدا من لعنة العشق .❤ جيهان بعد انْ سمِعَ كلام والده عن تزويج يارين من جانير ،
اعترض قائلا :
- أبي ، اعلم أنها أخطأتْ لكن ليس لدرجة أن أُعطِيها لابن الخادمة ،
نصوح : أعلم بفِعْلتِها الشنيعة الأخرى
مرّغت لقبنا بالتُراب عن دِراية ، أُشْكُرْ ربّك انني لم أقتُلها ،
جيهان مُطأطِىءً رأسَهُ :
- كما تأمُرُ أبي
يارين و هي تضحكُ ضَحِكا هِسْتِيريا و ترتعش :
- تُمازِحونني أليس كذلك !؟
هاندان : أبي الآغا لن يُوافق
نصوح : لم أطلب رأيك او رأيها أيتها الوقحتان
أمّا والدُك الآغا فعندما تكون حاملةً لِكِنيتِهِ ، وقتها يتدخل .
ثم إلتف إلى جيهان و قال لهُ :
غدا سَنُقيمُ حفلةَ الحِنّاء و بعد الغد تتزوج ،
ستبقى هنا تحت ناظِرَيَّ و يُعيدُ زوجها تربيتها من جديد ،
انصرفوا الآن و لا أريد كلاما فوق كلامي .❤ دخل ازاد لِغُرفةِ إليف كي يطمئن عليها ،
بعْدَ انْ طرق الباب و نادى :
- إليف ، هل أنتِ مُستيقضة
إليف : أجل ، تفضل
دخل ازاد و كانت إليف تُرتِبُ بعض الأغراض فوق الخزانة
وهي على كُرسيٍ صغير و حين إلْتَفَتَتْ على غفلةٍ ، وقعتْ
فاِلْتَقَطَها ازاد و سقطت في حُضنِهِ
في تلك اللحظة لامَسَ أنفُهُ انفها و كان وجهُهُ قريبا جدا من وجهِها ،
أوّل مرّة ينظُر إليها عن قُرب و يتأملُ ملامِحها ؛
عيناها مثل ثمار الزيتون ، سوداء ،
جميلة و واسعة و فمُها صغيرٌ و مُنحني كالفُستق ،
امَّا شعرُها الناعم المُنسدِلُ كان يُلامِسُ يَدَهُ ،
اِحْمرتْ وجْنَتَا إليف من الخجل و ارتعش قلبُها ،
اما ازاد فتلبك و حين عاد لِوعْيِهِ أنزلها و قال :
- كيف حالُكِ ايتها الصغيرة ؟
إليف : لست صغيرة عمري تسعة عشرة عاما
و عمر قلبي رُبَّما مائة سنة
أزاد : كُنتُ أُمازِحُكِ ، سلامةُ هذا القلب
لما تقولين ذلك ؟
إليف : مُثقَلٌ هو بكل ما يحمِلُهُ من حسرةٍ ،
من وجعٍ من أسرارٍ لا يستطيع احتمالها أو تجاوُزها و نسيانها ،
أزاد : بإمكانِكِ الفضفضة إليف ، ان تحكي لي و ترتاحي قليلا ،
إليف : ليْتني أستطيع ، أو رُبَّما في يوم ما
أقذف هذا الحمل الثقيل عني ، رُبَّما .بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )
أنت تقرأ
زهرة الثالوث - Hercai
Romanceقصة حب مستحيله ولدت من انتقام ♥️ All rights reserved to: "https://nahlaroh.blogspot.com/" بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )