" إنها الرابعة صباحا و لو أنم حتى الآن ، يا ترى مالذي تفعلينه ؟ بالتأكيد نائمة أم أنت أيضا لم يغفى لك لم جفن ؟ أنا مشتت يا لطيفة ، هل نجحت في صنع مستقبلنا ام دمرته ؟ أجيبيني أخبريني ألازلت تحبينني كما كنت أم تحول ذاك الحب إلى رماد . شوارع لندن ليست بجمالك أبدا ، اشتقت إلى ابتسامتك و أزال أتذكر يوم عيد ميلادي الثالث و العشرين ... انت السبب في سعادتي .."
زهير: لم اعلم انك مبدع يا صديقي ، أمازلت تفكر في تلك السمراء ، دعك من الهراء ، أرأيت جمال الانجليز ، قنبلة !!!!!.
اسلام: أعطني تلك الورقة . أين وجدتها ؟
زهير: تحت وسادتك كالعادة ! في المرة القادمة تعلم كيف تنظم فراشك قبل خروجك من المنزل أيها الانجليزي ...ههه
اسلام: توقف لا تناديني بهذا الاسم مجددا ، انا جزائري ، أنا امازيغي
زهير: أنا أمزح يا صديقي ... لقد تغيرت كثيرا هذه الايام ، اصبحت تأخذ كل شيء بالجد .
اسلام: كأنه صوت الصلال في أذني ، التفكير لا يفارقني ، أنا تائه ، تائه ..
زهير: تائه في جمال لندن !ههه
* خرج زهير من المنزل و ترك اسلام غارق في التفكير ، المسكين ،لقد اشتاق لحبيبته السابقة و لكن لم يجبرك احد على ترك بلدك يا اسلام أم الايام. ستثبت لي العكس ؟
خسرت الجزائر الكثير من أبنائها ، منهم من سمحت له الفرصة و هاجر بجواز سفر قانوني و منهم من هاجر بقارب من خشب نصفهم وصل و النصف الآخر وضع لحياته الحد ، تساؤلات كثيرة و أجوبة أكثر : لماذا الشباب الجزائري يترك بلده بدون أي تردد ؟ ربما الأسطر القادمة ستجيبني ...
زهير و اسلام اللذان هاجرا الجزائر على الساعة التاسعة و النصف ليلا تاركين ورائهم أهلهم و احبتهم .
***
" الجزائر ستبقى حرة مستقلة و لو غزتها كل شعوب العالم " هذا كان شعار اسلام ايام الحراك في الجزائر الذي كان يقوم به الشعب الجزائري كل يوم جمعة .
اعتاد اسلام الذهاب الى الحراك بروح وطنية تسعى لتغيير النظام و فكرة الخروج من الجزائر كان قليلا ما يفكر بها و احيانا ينتابه الحزن و يتراكم الخذلان بداخله حين يرى شهادته المعلقة على حائط الصالون و لكن على الاقل هذه التالية جعلت من أمه تفتخر عندما يأتي أي ضيف إلى المنزل .كم هو جميل ان تعيش في احلامك و لكنها لا تزال الاحلام ، حين يصدمك الواقع ، ستحاول الهروب من بلدك و اول هروب لك سيكون الهروب من الحقيقة ، أهو نظام فاسد ؟ أم سوء تسيير أو إنتماء الشخص الخطأ للمكان الخطأ . إلى متى و أنا اسأل نفسي ؟ و من سيعطيني الإجابة الكافية حتى أبقى في بلدي بقناعة!
يوم جمعة من شهر فيفري 2019
قرر اسلام الخروج الى المسيرة التي كان شعارها" سلمية سلمية !"
لقد كانت حقا سلمية ، الشعب الجزائري الذي كما يقال عنه " شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب *** من قال حاد عن اصله او قال مات فقد كذب.هذا البيت كصورة للجزائر في ألبوم العرب. فراغ كبير في نفوس الشباب الجزائري ، بطالة أم كسل ؟
أخذ اسلام صديقه زهير الى المسيرة و حملوا شعارات كثيرة و مختلفة ، عدد كبير من الجزائريين او بالاخص ملايين من البشر يمشون بروح واحدة و قلب واحد يهتفون بعبارات كثيرة مثلا " جيبوا البياري و زيدوا الصاعقة " هذه العبارة التي تدل على أن الشعب الجزائري لا يخشى سوى الله و أنه شعب يطمح في تغيير بلاده لا اكثر ، اسلام واحد من هؤلاء الابطال الذين حملوا الراية و كسروا حواجز الخوف و مسحوا أنظمة السكوت و انطلقوا!
عدد الفتيات و الشبان لا يحصى ، كثرة الوجوه و عدد الاصوات متراكم ، لمحت عين اسلام فتاة سمراء حاملة للعلم الجزائري الطاهر ، بالرغم ان اسلام ليس من النوع الذي يهتز للفتيات و لكن هذه المرة كسر قلبه القاعدة و راح يدق بنظرات الاعجاب ،،، لم تكن الانثى الوحيدة في الحراك ... مالذي ميزها عن الاخريات ...
هل أنتم متشوقون لمعرفة القصة الكاملة
VOUS LISEZ
غريب في وطني
Romanceعندما تكبر و يريك الواقع مدى بشاعته ،ستحاول الهروب من بلدك و اول هروب لك سيكون الهروب من الحقيقة ، تنطلق من محطة عقلك حتى تجد نفسك شخص عاجز في جسد متحرك و ضائع بين نفس تقودك الى الصبر و اخرى تجري بك الى ما تندم عليه لاحقا .. هذه الرواية تلخص حياة اس...