يا صاحب الزمان اغثني ونجني من هذا الحجاب والابتلاء

84 8 6
                                        


ذلك اني ذهبت يومآ إلى أحد علماء قم المعروفين وسألته عن امور معنوية وعن طريقة الوصول إلى الحقائق فقال لي:

-قل اليونسية كل يوم اربعمئة مرة قلت هذا ذكر حسن جدا كثيرآ ما قلته واريد منكم ان تنظموا لي خطة أخرى.

-قال اقراه اربعين يومآ وما دمت قد اجزتك بقراءته فأن له اثرا آخر قلت في نفسي لا مانع اجرب هذا ايضآ فكنت أقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في حالة السجود ٤٠٠ مره حسب ما إجازني.

وفي اليوم الثالث بعد ما قلت اليونسية أخذني النوم فيما يظهر وفي عالم الرؤيا رأيت أن جدارا قطره أكثر من كيلو متر واحد يحول بيني وبين مقصدي وكنت اريد بتحريك اللسان مدة عشرين دقيقة وهي ما يستغرقه اليونسية ان ازيحه عن طريقي.

- وفي اليوم الاول والثاني حينما واظبت على العمل ولم اظفر بفائده تضايقت وفي اليوم الثالث إلى جوار اني لم أجد تقدمآ رأيت أن الشيطان قد زاد من قطر الجدار فيئست من التوفيق في هذا العمل وصرخت...

-يا صاحب الزمان اغثني ونجني من هذا الحجاب والابتلاء...

وفجاة رأيت ذلك الجدار الضخم قد تحول في لحظة إلى ما يشبه المسحوق الذي قد ذرته ريح عاصفة وبددته فانفتح أمامي الطريق ووصلت بسرعة إلى مقصدي هنالك كل شي نوراً، وعلمت أذ ذاك اشياء وقد قيلت لي معاني منها ما يرتبط بالموضوع المذكور آنفآ وهو :

-انك حين تؤدي الادعية والاذكار بأذن من افراد غير معصومين كائنا من يكونون فإنك حينئذ كمن يريد بتحريك لسانه ان يزيل جدارا بهذه الضخامه ولكن اذا كان الذكر والدعاء بوساطة المعصومين عليهم السلام وبالتوسل بهم فان الحواجز تندفع فورا وترتفع الحجب في الحال.

انهم عليهم السلام مثل رجل ثري اراد ان يثري شخصآ اخر فأنه قادر بكتابة حوالة واحده ان يجعله ثريآ في لحظه ولكن اذا أراد فقير ان يكسب الثروة بنفسه أو بارشاد من فقير مثله فأنه يحتاج إلى سنين متمادية ومن غير المعلوم أن يفوز رغم ذلك بالثروة.

-كانت معاني قيمة وفطنت حين نهضت من النوم إلى اني كنت قد ارتكبت خطأ فاحشآ وفي الوقت نفسه ابرمت رسالة للمرحوم ملا أقا جان وشرحت له ما وقع وكتب لي أن كل خطأ أو ضرر يتنبه بعده الانسان يزيد في عقله، واملي الا تتوسل بعد بمثل هذا الشخص ممن يدعو الارشاد ويجعلون من عند انفسهم وردا يرون أن اثره منوط يكسب اجازه منهم .

الم تكن قبل سنتين وقبل أن اغدو رفيقا لك على حذر من هذه الناحية ولم ترد في وقتها ان تتحدث معي خشية أن اجعلك مريدا لي ؟

فماذا بدا لك حتى تعود بعد كل هذه الارتقاءات الروحية للتفكير في اتخاذ مرشدا؟

وعلى اي حال فأني أدعوك خلال هذه الرسالة للقدوم إلى زنجان في ايام المحرم لتنال قسطا من تزكية الروح حتى لا يتكرر مرة أخرى مثل هذه الأخطاء.

-وقبل المحرم بخمسة أيام سافرت كما اراد إلى زنجان وبلغتها عصر ذلك اليوم وقصدت فورا منزله لم أكن قد اعلمته سابقا بمجيئي هذا اليوم، ولكني وجدته جالسا بانتظاري وكان اهل بيته كل بضعة دقائق يأتون اليه من داخل المنزل ويسألونه هل جاء فلان أم لا؟

وقد تيقنت انه كان قد اخبر اهله بقدومي في هذا الوقت .

عشية ذلك اليوم قال لي : أحد شبان زنجان الصالحين على فراش المرض وابوه يتوقع مني ان اعوده.

اذا كنت راغبا... نذهب معا.

-قلت : لا مانع انما جئت إلى زنجان لاكون معك وسأذهب معك اينما تذهب لا فرق لدي.

ذهبنا معا لعيادة ذلك الشاب كانت حالته سيئة للغاية الى حد انه لم يعرف الحاج ملأ أقا جان كان مقاربا لحالة الاحتضار ونزع الروح.

*بدأ الحاج ملا أقا جان بتسلية امه وأبيه ودعا له وحين خرجنا من منزلهم كنت متأثرا كثيرا وفي اثناء ذلك كنت افكر ان لابد أن نذهب صباح الغد لتشييع جنازته ولكن أم الشاب خرجت وراءنا من المنزل وقالت أيها الحاج الأطباء اعطوني الجواب القاطع ويدي الآن في حجزتك.. ارجوك!

-قال الحاج ملا أقا جان لام الشاب:سيتماثل للشفاء في البداية ظننت انه قال هذه العبارة لتهدئة خاطرها ولكنه التفت الي بعدئذ وقال فوق اننا لن نشيع جنازته.

-قال هذا الشاب سوف يأتي بنفسه مع امه إلى منزل
كانت الساعة حوالي الثامنة صباحا حين دق الباب فذهبت لافتح الباب في بادىء الأمر لم اعرفهما سألاني هل الحاج ملأ أقا جان في البيت؟

-سمعته هو يقول لهما تفضلوا.. كنت بانتظاركم.

دخل الشاب وعامه المنزل وحينما جلسا في الغرفة نظر الي الحاج وقال اتعرفهما ؟ قلت لا.

-قال هو نفسه الشاب الذي كان مريضا امس أما انا فقد بهت من العجب.

-قال الحاج ملأ أقا جان لام الشاب احك القضية فأن السيد الابطحي لا طاقة له على التحمل أكثر من هذا .

-قالت أم الشاب البارحه بعد ذهابكم ساءت حالة ابني كثيرا حتى احتضر وفقد الاحساس برجليه وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة كنت جالسه عند راسه ابكي ولكنه فتح عينيه فجأه وقال امي يقول الإمام الرضا عليه السلام لديكم من تراب قبري فلماذا لا تستشفون به؟

ثم غاب عن الوعي .

عندها تذكرت اني حينما ذهبت إلى مشهد قبل عدة سنين اخذت قبضة من التراب من امام مكنسة الخدم وجعلته في ورقة ملفوفة واتيت به إلى زنجان ووضعته خلف المرآة احضرت التراب في الحال ومسحت به جسد ولدي وبحمد الله كما ترون حصل له الشفاء.

أما الشاب نفسه الذي شفي فقد قال في حالة الاغماء رأيتني في حرم الإمام الرضا عليه السلام فخرج الامام عليه السلام من وسط الضريح وقال لي قل لامك لديكم من تراب قبري فلماذا لا تستشفون به؟

فتحت عيني وقلت هذه العبارة ثم لم احس بما حدث كان الوقت فجرا حين اعادني إلى الوعي صوت المؤذن والعرق الغزير الذي نفعت فيه ولم اعد اشعر بشي.

-في زنجان يرتقي الحاج ملأ أقا جان المنبر وكان له ولع عجيب بالتربية المعنوية و الروحية....

#يتبع...

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now