الرجل الذئب

194 24 42
                                    

دخلت غرفة التحقيق اين كان السيد "ايتسوشي" يقف بمحاذاة النافدة ،وما ان سمع وقع خطواتي حتى استدار وجلس على كرسيه ،ثم اخد يعبث بقلم جاف وهو ينظر الي وانا اقترب في خوف ،ظل صامتا للحظات ثم قال وهو يعبث بذات القلم " حمدا لله على سلامة صديقك "شيرا " "ثم اشار بيده "اجلسي "
_اسمعيني جيدا يا ابنتي ، بعد ما حدثت محاولة انتحار اخرى ,اصبح امر الشرطي المراقب امر حتمي

_لكن يا سيد ايتسوشي انت تعلم جيدا انه لادخل لي في ما حدث قبل يوم ،شيرا كان في حالة اكتئاب ..
ضرب بالقلم على الطاولة بقوة واردف قائلا :
-حالات الهلع بين المواطين تتزايد يوما بعد يوم بسبب تورطك في حالات الانتحار المتكرره ..في هكذا وضع لا انت ستقدرين على العيش ولا نحن سنرضى ."
-لكني بريئه
-ورغم ذالك انت متهمة
-والمتهم بريئ حتى تتبث اذانته

اتسع بؤبؤ عينه الأسود وتقضبت حاجبها حتى اصبح يبدو للناظر ان العروق ا لتي تتموقع فوق حاجبيه تكاد تنفجر ..ظل صامت وهو يضغط على يده الا ان جاء صوت جهوري تشع نبرته هيبة..صوت جاء لينقد السيد الايتسوشي بكلمات محدود :
- المتهم بريئ حتى تتبث اذانته مالم يعرقل القانون ..اقترب الصوت من اذني وقال صاحبه همسا
-من يتدخل في عملنا سينتهي به الأمر  خلف القضبان
رفعت رأسي بتحد وقلت :
- اي قانون هذا الذي يلحق التهمة بي حتى في حالة انتحار شهدها اكثر من 14 راكبا
اقترب اكثر من اذني وقال مجددا :
-وهل تظنين بأن ال14 راكبا  سيشهدون لصالحك "

رفعت رأسي صارخة:
-وبأي حق تجبرني على ان اظل مراقبة " التقت عيناي بعينا الرجل فتجمدت الدماء في عروقي ..كنت لأصرخ "اي حق تقول ما تقوله وانت اول الشهود على برائتي " لكن كلمات كهذه كانت لتزيد الطينه بلة فما كان يبدو عليه انه ناو على الاعتراف بوجوده يومها في نفس الحافلة ..
قطع الرجل حبل افكاري بعد ان عاد بجسده الى الخلف فعدل من استقامته :
-سنفعل ما في وسعنا ليعم العدل وتثبت برائتك ودعينا نعمل في سلام...الا ان كنتي تخفين شيئا

علا صوت السيد ايتسوشي وكأنه عاد ليستدرك هيبته " آنسه "ميا -مازاكي"  اعرفك على السيد  "روي ناكامورا " سيكون هو المتحري الخاص المسؤول عن قضيتك " .
ساد الصمت الغرفة لدقائق معدودات كنت افكر فيها "كيف لذئب حاذق كهذا ان يتحكم في تفاصيل يومي" ..
قمت من مكاني متهربة :
-حسنا تأخر الوقت سأعود لبيتي ..لأتجهز لرحلة شيبا التي ستكون غدا
رفع الرجل الذئب احد حاجبيه وقال :
-لن تتنقلي خارج طوكيو ,هذه الفترة لدواعي امنية

صرخت في وجهه
-اليس الوقت مبكرا لتلبس قناع المتحري
تجاهل كلامي وراح يقول
-انتهى النقاش ..بإمكانك الرحيل
كان مستفزا للغايه لكني لم ارد ان ادخل في نقاش محتدم معه ،فخرجت بسرعة لاجده يلحق خطواتي خطوة بخطوة ..كان يتبعني كظلي ..اردت ازعاجه فرحت انتقل بين المولات فقط ليمل ويرحل لكنه كان يقابلني في كل مرة بنفس النظرة ..وكأنه يقول لي سأكون سجنك القادم ..فلا تهربي .
حين فقدت الأمل من رحيله ..اتجهت الى محطة الحافله لأعود الى منزلي ..فوجتده يجلس بجواري لينتظر معي الحافله فقلت له بصوت ساخر "
_سأعود الى بيتي فهل ستلحقني الى هنالك ايضا ..
_عذرا آنسة مازاكي ..لكنه عملي ، دعي عمل الشرطة لأعوانها وارتاحي انت
_الا تفهم سأعود الى البيت
_حسنا سأتأكد من دخولك الى منزلك .."رفع ناظره باتجاهي فالتقت عيناي بعيناه وتشوش نظري، عادت ايلينا لترتجف مجددا "انا خائفة"
سئمت من هذه الحال .هذا اليوم كان متعب حقا ..ركبت الحافلة ، وجلست بأقرب مقعد .جلس هو على المقعد المجاور لي ..كنت افكر في طريقة للتخلص منه، نظرت من النافذه فتذكرت صاحب محل الثياب، وكيف اصر يومها على ايصالي الى شيبا ..فكرت في الاستعانة به .لكن كان علي اولا ان اتخلص من الرجل الذئب ..
نزلت من الحافلة ورحت اركض باتجاه المنزل كمن لاق خلاصه لتوه ..فتحت باب المنزل ودخلت ..انتظرت قليلا حتى يرحل ذلك الغريب، ثم اقتربت من النافذة لاتأكد فرأيته يجلس على احدى المقاعد في الرصيف المقابل للبيت ..كانت عيناه لامعه ..تشع حقدا ..لا اعلم لما اشعر كلما رأيته انه يكن لي حقد كذلك الذي راودني حين اعرض عن قول الحقيقه أمام السيد ايتسوشي .
رحت احدق باتجاهه فرأيته يرفع يده محييا بطريقة مستفزة .
اسدلت الستارة ورحت اجول في ارجاء غرفتي لأقلل من حدة ثوثري ، كنت اقف امام واقع ونمط جديد لحياتي، فإما ان ارضى بهذا السجن واما ان اجد طريقة للهرب منه  .

لاتغضب ايليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن